خاقان الأرض
في الصحاري البعيدة حيث يسكن الوحوش, لا ماء هناك ولا غذاء, جدب وظمأ وجوع, في مكان بهذه المواصفات ولد خاقان الأرض وموحد أمة التتار تيموجين والذي يعرف باسم جنكيز خان
كان أبوه زعيماً لأحد القبائل التترية ومات عنه وهو حديث عهد بالدنيا فما كان من الدهر الإ أن قسى عليه وأخذ أسيراً واستعبد لأحد القبائل المغولية التي قد أغارت عليهم, لكن العزم والطموح لدى العظماء من البشر – إتفقنا مع أعمالهم أم لم نتفق – لا يكل ولا ينتهي أبداً ولا يفت في عضدهم, فقد هرب جنكيز خان وبدأ بجمع أنصاره وأنصار أبيه وأسس جيشاً صغيراً ليكون نواة لما يحلم به من ملك الأرض
نجح جنكيز خان في توحيد صفوف التتار تحت إمرته وبدأ في غزو الممالك المجاورة له فبدأ بالمغول وأفناهم عن بكرة أبيهم ومن ثم إتجه إلى الصين ومنها إلى أرض خوارزم ومنها إلى أرض الخلافة العباسية, وهنا توقف حيث داهمه مرض عضال ولكن من تركهم من ذرية وأبناء نفذوا وصيته وساروا على دربه فقد كانت وصيته الأخيرة لابنائه هي ( بمعونة السماء قد فتحت لكم إمبراطورية عظيمة لكن حياتي كانت قصيره للغاية لتحقيق غزو العالم لكني قد تركت هذه المهمة لكم ) ولم يكسر شوكتهم سوى المسلمون المصريون بقيادة الملك المظفر محمود بن ممدود بن خوارزم شاه سلطان المسلمين بمصر
وتعد الإمبراطورية التي أسسها جنكيز خان بحسب وصف المؤرخين أعظم وأكبر إمبراطورية في تاريخ الإنسانية, وهو بالفعل يعد أحد القادة العظام عبر التاريخ ولا ينافسه في فتوحاته الإ الإسكندر المقدوني مع الفارق أن الإمبراطورية التى تركها جنكيز خان وراءه تعادل ضعفي مساحة الإمبراطورية الرومانية في أوج مجدها