طَوْقْ اليمامةْ
لمْ يَعُدْ يُشبعُ رغبتى ..
أنْ أجمعَ السمكَ الذى
يُطعمُهُ الموجُ للرمالْ
أُريدُ أنْ أنتقى ..
منْ أعماقِ البحارِ
سمكةً يستحى منها الخيالْ
لمْ يعُدْ يٌقنعُنى
الكتابةَ بِالأحرفِ الكوفيةْ
ولا التَّنَطُّعِ
فوقَ الجزائرِ الورقيةْ
مرَّ وقتٌ طويلُ يا حبيبتى ..
ونحنُ منبطِحونَ
بينَ معاقلِ الجهلِ
ومعاولِ الجاهليةْ
لم يعدْ يُشبعْ إحساسى
أن أسمعَ الغِناءَ
على طريقةِ رصِّ اللطوبِ اللبنِىِّ
فى العَراءْ
ولم أعُدْ أشتهى
أنْ أرى الرقصَ
انقباضاً والتِواءْ
إننى دائمُ البحثِ يا حبيبتى
عن أُغنيةٍ ..
تُجلجِلُ خطَّ الاستواءْ
لم يعدْ يُعجبُنى ..
أنْ أرى السَّاسةَ
لا يرتدونَ إلا البذلةَ السوداءْ
والصفوةَ لا يجلسونَ إلا بصحبةِ
الرقيقِ من النساءْ
لم يعدْ يعجبنى أن نُكرِّرَ كلَّ يومٍ
مأساةَ داحسَ والغبراءْ
دوماً يا حبيبتى هناكَ ألفَ
طريقةٍ وطريقةٍ
لخروجِ الشحنِ الزائفِ
من الكربونةِ الملساءْ
لم يعُدْ يعجبنى ..
أنْ أُلقى بِذورَ الوعىِّ
مهراً للدجالةْ
ولا أن أرتدى كالقردِ
أثوابَ العمالةْ
إننى يا حبيبتى أبحثُ عن ديوانِ شعرٍ واحدٍ
يضعُ الحدَّ الفاصلَ بينَ
البُّطلانِ والبطالةْ
لم يعد يعجبنى أن أرتدى أثوابَ
العشاقِ الانجليز أوالأمريكانْ
ولا أن أنامَ كالعاشقِ العُذرى
بينَ الخُلجانِ والوديانْ
هناكَ ياحبيبتى عشقٌ أخرُ
يُعلِّمنا كرامةَ الإنسانْ
لم يعُدْ يعجبنى ..
أنْ أطحنَ الحَبَّ بِالرحى
ولا أن أخبزَ الدمعَ بِالبكاءْ
لم يعد يعجبنى أن أفقعَ الثلجَ
من فوقَ جلبابِ الشتاءْ
هناكَ دوماً يا حبيبتى
ألفُ طريقةٍ لمصاهرةِ الأرضِ
بِألويةِ السماءْ !
الشاعر وائل العجوانى