حيّر الحادث الذي تعرّض له السائق الإسباني فرناندو ألونسو في اليوم الرابع والأخير من التجارب الشتوية الثانيّة على حلبة برشلونة الإسبانيّة الجميع مع إصرار فريق مكلارن على التكّتم وعدم تسريب أيّ معلومات تشرح وتُوضّح السبب الذي أدّى الى وقوع الحادث.
يوم أمس الأحد، وفي تمام الساعة 12 ونصف بالتوقيت المحلي تعرّض ألونسو لحادث عند خروجه من المُنعطف الثالث حيث إرتطمت سيارته بالجدار. حوادث مُشابهة دائمًا ما تحدث في الفورمولا واحد، ولكن وقع هذا الحادث كان مُختلفًا إذ نُقل الإسباني الى المُستشفى بواسطة المروحيّة حيث أجريت له الفحوص اللازمة وتبيّن إنّه على ما يُرام ولا يُعاني من أيّ إصابات.
الألماني سيباستيان فيتيل الذي كان وراء ألونسو قال بأنّ الإصطدام لم يبدو وكأنه حادث، إذ كان الإسباني يقود سيارته على سرعة مُتدنيّة بحدود الـ150 كلم/ساعة.
"كانت سرعته مُنخفضة حوالي 150 كلم/ساعة" قال فيتيل، مُضيفًا "بعدها قام بالإستدارة نحو اليمين بإتجاه الحائط. بدا الحادث غريبًا".
تكّهنت بعض الصحف، لا سيما الألمانية منها بأنّ ألونسو تعرّض لصدمة كهربائيّة من نظام الـ«إرس» وهذا ما أدّى الى فقدانه لوعيه وبالتالي فقدانه السيطرة على سيارته التي إصطدمت بالجدار.
ولكن تُشير بعض الصور التي إلتقطت بأنّ الضوء الأخضر كان موجودًا على السيارة وهو ما يُشير الى أمان نظام الـ«إرس»، وإلّا لكانت القصة مُختلفة في حال كان الضوء أحمر.
ليس ذلك فحسب، بل تمّ إلتقاط صور بعد الحادث تُظهر العلامات التي خلفتها الإطارات. يبدو بأنّ ألونسو كان واعيًّا كون علامات الفرملة على المسار تُصبح واضحة أكثر مع الإقتراب من الحائط. كما تُظهر هذه الصور بأنّ مسار ألونسو كان نفسه من دون تغيير وكأنه لم يتمكّن من الإنعطاف بالقدر الكافي؟
مُدير أعمال السائق الإسباني لويس غارسيا أباد والذي يتواجد معه بصورة دائمة قال بأنّ الرياح الشديدة هي التي تسببت بوقوع الحادث "كانت هُناك رياح شديدة دفعته نحو الحائط".
وفي الواقع وضع السائق الإسباني كارلوس ساينز الإبن اللّوم على الرياح بسبب الحادث الذي تعرّض له شخصيًّا على المُنعطف الثالث إذ قال "كانت هُناك رياح مُتداخلة وعاتيّة جدًا إذ لم يكن الأمر سهلاً بالنسبة للسائقين"، بينما أضاف مُدير الفريق فرانز توست "كانت الرياح سريعة جدًا اليوم (الأحد) إذ رأينا عددًا من السيارات تخرج عن المسار".
أنتونيو لاباتو وهو المُعلّق الإسباني القريب جدًا من ألونسو كتب على حسابه على موقع تويتر "وفقًا لجهاز التليمتري فإنّ ألونسو كان يقود سيارته حتّى لحظة الإصطدام. كان يقوم بالفرملة ويُحرّك مقود السيارة".
وأضاف "من المُرجّح أن لا يُشارك في التجارب الشتوية الأخيرة".
أمرٌ آخر حيّر البعض أيضاً: لماذا لم يخرج فريق مكلارن للمُشاركة في الفترة المسائيّة مع سائقه جنسن باتون على الرُغم من أنّ السيارة لم تتضرّر كثيرًا؟ إريك بولييه حاول تفسير الأمر بالقول "على الرُغم من إنّ السيارة لم تكن مُتضررة بشكل كبير، ولكن الحادثة دفعنا الى تفقد علبة التروس وأنظمة وحدة الطاقة لفترة طويلة من الزمن، إذ قررنا إسدال الستارة عن برنامجنا قبل ساعات من نهاية اليوم".
حادث ألونسو يبدو غريبًا ومُحيّرًا، ولكن الأهّم من ذلك كُلّه هو إنه بخير!
ألونسو يقود سيارته على المُنعطفين الأوّل والثاني قبل الحادث مُباشرةً: