في الوقتٍ الذي, تخوض فيه القوات الأمنية العراقية, حرباً ليست بالهينة مع إرهابيي تنظيم داعش والبعث ومن تحالف معهما, أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية, خبراء عسكريين لتدريب القوات الأمنية، ولتقييم الأوضاع التي ستحدد كيفية التدخل العسكري.من المحتمل أن تستمر الإستطلاعات الأمريكية أسابيعاً عدة؛ لتبدء بعدها بمرحلة تحرير الموصل من سيطرة تنظيمات داعش، كما تسربت الأنباء التي قد تكون مقصودة؛ تحاول تنظيمات داعش الإرهابية، الإستيلاء على الأرض؛ وتأسيس دولتهم المزعومة في العراق والشام, مستغلين هشاشة العلاقة بين السياسيين العراقيين, وغض النظر عن المخاطر المحدقة, بوحدة العراق.أصبح الوضع السياسي العراقي الآن، قاب قوسين أو أدنى, من القبول بالواقع والبدأ بالتقسيم؛ وجاء هذا الإستنتاج إثر الخِلافات العميقة, التي تطورت وأصبحت قتال شوارع, وقتل على الهوية, نعم . لقد أصبح الإقتتال الطائفي في العراق واقعاً مريراً, ويخشى جميع السياسيين, البوح والإعتراف بوجوده على الأرض.إنتقلت القوات الأمنية العراقية، إلى مرحلة التعرض الفعّال، حتى ولو تعرضت لخروقات "داعشية" هنا أوهناك، ما مطلوب من الحكومة المركزية: إعادة النظر، والعمل على فصل، الفصائل المسلحة عن تنظيمات "داعش" الإرهابية، ورفع معاناة من فُرضتْ عليهم إجراءات متعددة كاجتثاث "البعث" وغيره، وتقوية التواصل والأواصرمع المحيط العربي المباشر.إن المرحلة الراهنة خطيرة جداً؛ ووجب على أبناء الشعب العراقي, حمل السلاح والدفاع عن وجودهم, قبل فوات الأوان, لأن نيّة الأعداء القادمون من خلف الحدود؛ القتل الجماعي وإغتصاب الأرض والعِرض؛ حيث أفرزت الأحداث, القادة الحقيقيين الذين ينفذون مشروعاً وطنياً, وإنشاء دولة قوية, من أشباه القادة الذين فضحتهم هذه الأحداث وفضحت خيانتهم, وعجزهم عن إيجاد الحلول المناسبة للأزمات الداخلية والخارجية.على جميع السياسيين، الأعتراف بحجم المخاطر التي تحدق بالعراق, وإذا ما تم الإبتعاد وتغاضي التفاهمات والحوارات الناجعة, ما بين قادة الأحزاب والتيارات, فالحل الأمثل هو : القبول بالأمر الواقع، وليعلن جميع المتخاصمين وبشجاعة, القبول بمخطط (تقسيم العراق) الى دويلات وكونفيدراليات, وليكن ذلك الحل الأسلم بسبب؛ فشل تحقيق "الوفاق الوطني", وتفكك اللحمة الوطنية, لقد فشلت الحكومة السابقة بإصدار هوية وطنية تؤشر الأنتماء الحقيقي للبلد, وما حصل أخيراً يوحي على سقوط الهوية وإستحالة التعايش السلمي بين المكونات.ما حصل كان نِتاج تخطيطٍ تظافرت عليه عوامل عِدة, وكان من الممكن تدارك الأزمات وإخمادها قبل وقوعها, وكان الأجدر الإنتباه الى ما يحدث خلف الكواليس؛ بدلاً عن التجاذبات والمهاترات والإتهامات التي أوصلت العراق، الى ما لا يُحمد عقباه, فداعش, مجسر أمريكا لتمرير مخططات التقسيم ليس إلا.