روتانا – سهى الوعل
علمٌ من العلوم الحديثة، يهتم بدراسة الجانب الإيجابي من النفس البشرية كالسعادة، مكامن القوة في الشخصية، التدفق، التفاؤل.. الإيثار والتسامح والتعاطف وتقدير النعم.. إلخ).. إنه علم النفس الإيجابي (Positive Psychology)، الذي أطلقه فعلياً في عام 1998 البروفيسور مارتن سيليجمان، مدير مركز علم النفس الإيجابي في جامعة بنسلفينيا الأمريكية.
يأتي هذا العلم بعد أن التفت علماء النفس في الولايات المتحدة الأمريكية لضرورة تركيز العمل، وتوجيه البحوث والدراسات إلى الجانب الإيجابي في الإنسان بعدما تمت ملاحظة قلة البحوث في هذا المجال، حيث يغلب على بحوث الأطباء قديماً معالجتها الأمراض النفسية مثل الاكتئاب، الوسواس القهري، وغيرهما من العلل النفسية المرضية السلبية. فهذا التخصص يرى أن علم النفس يجب ألا يقتصر على دراسة السلوكيات السلبية.
ويتفرع عن هذا التخصص «علم النفس الإيجابي»، الذي يساهم في معرفة كيفية دراسة السلوك الإيجابي وتعزيزه، لتصبح حياة الفرد أكثر سعادة، وأقرب إلى اكتشاف مواطن القوة فيه، ويشتهر بعلم السعادة، ولابد من أن نذكر أن السعادة هي جزء بسيط منه فهو علم متطور ومنوع. حول هذا الموضوع استضفنا سحر عبد العزيز العومي، مدربة دولية معتمدة لعلم النفس الإيجابي، ومعالجة دولية معتمدة بقوة العقل الباطن، التي حدثتنا بالمزيد من التفاصيل عن علم النفس الإيجابي كيف يعمل وبماذا يفيدنا.
يتحدث علم النفس الإيجابي عن إيجاد مكامن القوة، فما مكامن القوة البشرية بشكل عام؟
لكل إنسان شخصية لها ميزات إيجابية أو مكامن قوة في مقابل نقاط ضعف، وإذا ما تحدثنا بالمجمل فقد أذكر برنامجاً تدريبياً تم عقده بمدينة إسطنبول في تركيا لمدة خمسة أيام تحدثنا فيه عن "القوة الداخلية للنجاح"، ومنها قوة التخيل، راحة البال، التركيز والإصرار، وأيضاً عدم التعلق سواء بالأشخاص أو الممتلكات.
هل تختلف مكامن القوة من شخص لآخر؟ وماذا عن الفضائل؟
بالطبع تختلف من شخص إلى آخر حسب البيئة والتربية والتعليم، من الفضائل: الشجاعة، القدرة على التواصل، التعبير عن النفس، القدرة على الإصغاء، الكتابة، الفضول، الكبرياء، المغامرة، القيادة، التنفيذ التخطيط، الابتكار.. وغير ذلك.
هل يمكن اعتبار علم النفس الإيجابي أسلوباً علاجياً؟
لا أستطيع أن أقول إنه أسلوب علاجي، لكن أهمية علم النفس الإيجابي أنه مبني على دراسات علماء النفس، والكثير من البحوث العلمية فهو علم يهتم بتوجيه انفعالات وسلوك الإنسان إلى حياة أفضل له وللمجتمع.
هل من الممكن أن ينقل العلاج بعلم النفس الإيجابي المريض من شعور التعاسة والرغبة في مفارقة الحياة إلى شعور السعادة؟
كل شيء ممكن، لكن يعتمد على الحالة الفردية، نحن في مركز بناء الشخصية نعتمد عليه في التدريب كأول مركز في الخليج العربي والشرق الأوسط، الذي يعتمد على تطبيقات علم النفس الإيجابي بالتعاون مع الدكتور روبرت برواز داينر من الولايات المتحدة الأمريكية، الذي صمم البرامج التدريبية المتعلقة بهذا العلم لمركز بناء الشخصية حصريآ، وعند المعالجة يستخدم قوة العقل الباطن، التي يمكن أن نقول إن نتائجها مبهرة لأن قوة العقل الباطن "العقل اللا واعي" أقوى من العقل الواعي بنسبة تتراوح بين 88% و90%.
القناعة.. والتصالح مع الذات سر سعادة كل إنسان إذا ما وصل إليها.. هل من الممكن زرع هذه الأمور بالإنسان عبر علم النفس الإيجابي؟
لكل إنسان رحلة حياته وكأنها كتاب أو رواية، لكن هي من تدبير العزيز الحكيم، أؤمن بأن هناك حكمة من دراما الحياة، لكن أحياناً بعض الأشخاص يفضلون الدراما المبالغ فيها، ويقضون نصف عمرهم في الحزن. القصد قد يكون الوصول إلى التصالح مع الذات، والسعادة بعد المرور ببعض المنغصات، لا يمكن أن نعرف قيمة النهار دون الليل ولا السعادة دون حزن، كل شيء في هذه الأرض مزدوج، الله فقط هو الواحد الأحد، ولكن عندما نصل إلى السلام الداخلي يصبح لحياتنا معنى ونصبح أكثر سعادة.
قوة العقل الباطن من أكثر الأمور المثيرة للفضول حول العالم, الكتب التي تناقش هذا الأمر تصبح الأعلى مبيعاً حول العالم.. ما حقيقة وجود قوة لا يعلم عنها الإنسان بعقله الباطن، وما مدى هذه القوة التي قد تصل إليه؟
الإنسان يتكون من عقل وجسم وروح ومشاعر، للوصول إلى السعادة والرضا والنجاح والوفرة ولابد من توازن الطاقات الأربع وتحمل مسؤولية حياتنا، ويغفل كثير من الناس أن السعادة اختيار. سهل أن نقول ذلك فلو هناك في العقل الباطن ذكريات دفينة حزينة، فلن نحصل على السعادة قبل معالجتها مهما كنا أقوياء، لابد من المعالجة، فالعقل الباطن 90% أقوى، نستطيع أن نقول إن العقل الباطن هو
اللاشعور.
يُقال إن العقل الباطن بالإنسان لديه الحل لجميع المشاكل.. كيف هذا؟
العقل اللا واعي يعتبر بنكاً للذاكرة سواء السلبية أو الإيجابية، ووظيفته الأساسية هي بقاؤنا على قيد الحياة فكل شيء يعمل في جسم الإنسان بطريقة تلقائية مسؤول عنه هذا الجزء من العقل، لا نستطيع أن نقول حل جميع المشاكل، لكن فعلياً هو قادر على حل غالبية المشاكل، ابتداءً من السمنة وصولاً للتخلص من الخوف والفوبيا إلى تدمير الذات، العادات السلبية، الضغوط وغيرها من المشاكل. ونسبة الشفاء بجلسات العلاج عبر قوة العقل الباطن تقدر بـ97% بعد 6 أو 8 جلسات، وتستغرق الجلسة أقل من ساعة.
هل صحيح أن العقل الباطن هو المسؤول عن سلامة جميع أعضاء الجسم؟
نعم. وأيضاً هو يعرف لغة الصور والتخيل.
ما الرابط بين قوة العقل الباطن وعلم النفس الإيجابي؟ وهل يمكن أن نتوصل إلى الأول عن طريق المعالجة بالآخر؟
لا يوجد أي رابط فقط صادف أنني درست الاثنين.
ما مميزات الرحلات التدريبية السنوية التي تقومين بها؟
ميزة الرحلات التدريبية أنها تعطي المشاركين فرصة للالتقاء بأنفسهم، وتعلم موضوع جديد بجو من المرح، حيث إننا نبدأ اليوم التدريبي على شاطئ البحر، ويمتد التدريب فقط إلى الساعة 2 ليحين موعد الغداء مع المجموعة، مما يتح للجميع الاسترخاء، والاستماع بمعالم البلد، في أبريل 2015 سنكون بإذن الله في جزيرة رودس في اليونان لمدة 6 ليالٍ نتحدث عن قانون الوفرة وجذب المال والثراء.
هل تقومين بالمعالجة خلال الرحلات التدريبية؟
نعم. ولذلك النتيجة رائعة بفضل الله.