Tuesday 27 March 2012
اختتام اجتماع وزراء المال والإقتصاد العرب في بغداد
إعتماد استراتيجيات للأمن المائي والسياحة ومواجهة الكوارث
انتهى في بغداد اليوم اجتماع وزراء المال والإتصاد العرب بتبني ثلاثة استراتيجيات تتعلق بالأمن المائي وتنشيط السياحة العربية ومواجهة مخاطر الكوارث واعتماد إعلان مراكش لحقوق الطفل حيث شارك في الاجتماع ستة وزراء ومثل بقية الدول العربية مساعدون للوزراء.. فيما أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أهمية تطوير الإقتصاد العربي من خلال منظومة يشترك بها الجميع في إطار الجامعة العربية وأن يكون العراق أساساً لذلك.بعد جلستين علنية وسرية في اليوم الأول من أعمال القمة العربية في بغداد فقد اختتم وزراء المال والاقتصاد العرب اعمال المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي بالاعلان عن تبني ثلاث ستراتيجيات الحد من مخاطر الكوارث بالتنسيق مع المنظمات العربية المختصة وستراتيجية الأمن المائي لمواجهة متطلبات التنمية العربية وستراتيجية تنشيط وتوسيع السياحة العربية وأليات تنفيذها.
وصدر عن الاجتماع بيان أشار الى إن وزراء المال والاقتصاد العرب اعتمدوا الاستراتيجية السياحية العربية واليات تنفيذها داعين المجلس الوزاري العربي للسياحة الى اتخاذ الخطوات اللازمة لتنفيذ الاستراتيجية السياحية العربية واليات تنفيذها ومتابعة عمليات التنفيذ.. وكذلك استراتيجية الأمن المائي في المنطقة العربية لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة في المنطقة العربية.
ودعا المجلس الوزاري العربي للمياه لاتخاذ الخطوات والاجراءات اللازمة لتنفيذ استراتيجية الأمن المائي في المنطقة العربية لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة بالتنسيق والتعاون مع المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والاراضي القاحلة وكذلك مع المنظمات العربية المعنية وصناديق التمويل والجهات المانحة مع الاخذ بالاعتبار النظم التقليدية للمياه.
وحول الاستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث قرر الوزراء اعتمادها للحد من مخاطر الكوارث وطالبوا مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة لاتخاذ الخطوات والاجراءات اللازمة لتنفيذ الاستراتيجية العربية للحد من الكوارث بالتنسيق والتعاون مع المنظمات العربية المعنية.
وفيما يتعلق بمتابعة تنفيذ اعمال القمة العربية التنموية والاقتصادية والاجتماعية في دورتها الاولى التي عقدت بالكويت عام 2009 ودورتها الثانية في شرم الشيخ 2011 والاعداد للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الثالثة العام المقبل 2013 قرر المجلس الاحاطة علماً بالاجراءات التي اتخذتها الدول العربية والامانة العامة لجامعة الدول العربية والمجالس الوزارية العربية المتخصصة ومؤسسات العمل العربي المشترك لمتابعة تنفيذ القرارات الصادرة عن القمم العربية التنموية في دورتيها السابقتين ودعوتها للاستمرار في ذلك والاحاطة علماً بالاجراءات التي تم اتخاذها بشان الاعداد للقمة العربية الاقتصادية في دورتها الثالثة بالرياض في كانون الثاني 2013.
وفيما يخص التحضير للمؤتمر العربي حول تنفيذ الاهداف التنموية للعام الحالي قرر الوزراء التأكيد على اهمية انعقاد المؤتمر العربي حول تنفيذ الاهداف التنموية للالفية وتصوراً للتحرك المطلوب حتى عام 2015 وما بعدها تمهيداً لعرضه على القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الثالثة في الرياض 2013 وعلى المؤتمر العام رفيع المستوى للجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول العام المقبل.
وقرر الوزراء اعتماد اعلان المؤتمر العربي الرابع رفيع المستوى لحقوق الطفل (مراكش 2012) كمنهاج عمل تلتزم به الدول الاعضاء خلال الخمس سنوات المقبلة للارتقاء باوضاع الطفولة في المنطقة العربية.
المالكي يدعو لعمل جماعي لتطوير الاقتصاد العربي
وقد قام رئيس الوزراء العراقي نوري الملكي بالحضور الى فندق عشتار بوسط العاصمة العراقية الذي شهد انعقاد اجتماع وزراء المال والتجارة والإقتصاد حيث التقى عددا من الوفود وبحث معها قضايا التعاون العربي المشترك.
وقال المالكي في كلمة ألقاها خلال الإجتماع "نتطلع إلى قمة بغداد بأن تكون مفعمة بالعطاءات ومواجهة التحديات التي تعترض طريق بلداننا وأن تخرج بكل ما يعزز العلاقات بين البلدان العربية في جميع المجالات ، وبضمنها ما يخص الإقتصاد". وأكد على أهمية تطوير الإقتصاد العربي من خلال منظومة يشترك بها الجميع في إطار الجامعة العربية وأن يكون العراق أساساً لذلك".
وأضاف المالكي "ان الوضع العربي يحتاج إلى وقفة تضأمنية للنهوض بإقتصاده كما هو معمول به في العالم ونحن على ثقة تامة بأن الدول العربية قادرة على تحقيق هذا الهدف عن طريق التعاون المشترك والإستفادة من الثروات". وقال "نتمنى أن يحقق هذا الإجتماع كل ما يخدم الإقتصادالعربي ، وأن يخرج بآليات يتم من خلالها تكامل الإقتصاديات العربية".
وأضاف المالكي " ان العراق اليوم يعمل على النهوض بإقتصاده وإعادة بنيته التحتية في جميع المجالات ومن منطلق التعاون مع الأشقاء جميعاً ، ندعو الشركات العربية كافة للمشاركة في عملية البناء والإعمار والإستفادة من الفرص الإستثمارية المتوفرة بالعراق في مختلف المجالات". واوضح قائلا "ما نفكر به ونطمح إليه في هذه القمة أن يكون هناك تعاوناً بين حكوماتنا وشعوبنا على جميع المستويات ومن بينها المجالات الشبابية والرياضية والثقافية والنسوية وغيرها".
إنطلاق أعمال القمة ودعوات لمكافحة الفقر والبطالة وتهميش الشباب
وفي وقت سابق اليوم أنطلقت في بغداد أعمال القمة العربية الثالثة والعشرون بأجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على مستوى وزراء المال والاقتصاد لبحث استراتيجيات الأمن الغذائي والسياحة العربية ومواجهة خطر الكوارث حيث وجهت دعوات ملحة لمواجهة البطالة والفقر وآثار الازمة الاقتصادية العالمية على الاقتصاديات العربية والعمل على تنفيذ المشاريع الاستراتيجية في الربط الكهربائي والسككي وتحقيق الأمن الغذائي.
وفي بداية الاجتماع دعا وزير الاقتصاد الليبي الذي تتراس بلاده القمة منذ عامين الى ضرورة العمل من اجل دعم المؤسسات العربية الاقتصادية الهادفة لتطوير العمل العربي المشترك في هذا المجال. ثم سلم رئاسة الاجتماع الى وزير التجارة العراقي خير الله حسن بابكر الذي أكد انه سيتم خلال هذا الاجتماع بناء قاعدة اقتصادية للتنمية العربية في وقت يشهد فيه الوطن العربي تطورات سياسية واقتصادية متسارعة.
وشدد على أهمية منح الاهتمام للعلاقات الاقتصادية العربية والعمل على زيادة التبادل التجاري ومواجهة الازمات الاقتصادية والاثار السلبية للازمة المالية العالمية على الاقتصاديات العربية من خلال عمل عربي مشترك.
وأضاف بابكر ان الاجتماع سيبحث اليوم ثلاث ستراتيجيات مهمة تتعلق بالسياحة العربية بهدف رسم سياسة تنافسية للنشاط السياحي العربي.. والأمن المائي العربي لمواجهة التحديات المستقبلية بشكل يضمن تحقيق التنمية المستدامة.. ثم الاستراتيجية العربية للحد من اثار الكوارث على الاقتصاد العربي.
اما الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي فقد أشار إلى أنّ مؤتمر اليوم ينعقد في ظروف حاسمة تمر بها المنطقة العربية تتطلب عمل عربي مشترك لمواجهة تحديات ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وانتشار مظاهر الاقصاء والتهميش وخاصة في قطاعات الشباب والنساء. وشدد على ضرورة العمل من اجل تنفيذ المشاريع الاستراتيجية الكبرى التي اقرتها القمم السابقة في محالات تحقيق الأمن الغذائي والربط الكهربائي والسككي بين الدول العربية.
وأضاف العربي ان الاجتماع مطالب بالعمل لتذليل الصعوبات التي تواجه تحقيق هذه المشاريع في جانبيها المالي والفني وكذلك وضع اسس عمل هادفة الى تحسين المستوى المعيشي للمواطنين العرب ومساهة النساء والشباب والقطاع الخاص في عمليات التنمية الشاملة.
وبحث الوزراء ثلاث ستراتيجيات مهمة هي: استراتيجية السياحة العربية وآليات تنفيذها وستراتيجية الأمن المائي في المنطقة العربية لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة الى جانب الستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث. كما ستتم متابعة اعمال القمة العربية التنموية في الكويت عام 2009 وفي شرم الشيخ 2011 وكذلك الاعداد للقمة اللاحقة في الرياض عام 2013. كما ينتظر ان يثير العراق مشكلة ديونه الضخمة للكويت وامكانية اعفائه منها وبناء ميناء الفاو الكبير.
يذكر ان الملف الاقتصادي والاجتماعي يشكل أحد محاور القمم العربية حيث وصل التعاون الاقتصادي العربي الى مرحلة متقدمة من خلال اقامة منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى التي سيتم استكمالها بالانتقال الى مرحلة الاتحاد الجمركي عام 2015 وهو ما يشكل خطوة منطقية لاستكمال تحرير باقي السلع العربية من الرسوم.
وكان مندوبو الدول العربية في الجامعة العربية قد انتهوا الخميس الماضي من اعداد الصيغة المقترحة لاعلان بغداد الذي سيصدر عن القمة ويتضمن النتائج التي توصل اليها والتي سيناقشها وزراء الخارجية العرب غدا الاربعاء لوضعها في صيغتها النهائية التي ستعرض على القادة في قمتهم المنعقدة الخميس المقبل. وتتعلق هذه النتائج بالموضوعات التي سيبحثها القادة فيما يخص دعم دول الربيع العربي (تونس، مصر، ليبيا، اليمن) والقضية الفلسطينية وخاصة مايتعلق منها بالمصالحة الوطنية هناك وقضية مكافحة الارهاب والعنف وملف الجزر الاماراتية التي تحتلها ايران والوضع في الصومال والسودان.
كما سيبحث القادة العرب مقترحا عراقيا لحل الازمة السورية وكيفية ابعاد شبح الحرب الاهلية عن سوريا ويناقشون اليات تمتين التعاون العربي المشترك وتطوير واقع جامعة الدول العربية أضافة الى ملف مضيق هرمز ومسائل تتعلق بلبنان وموريتانيا والتعاون في محاربة التطرف. وستصدر القمة بيان يتعلق بجميع القضايا التي تهم الدول العربية والاخرى الدولية التي لها علاقة بالدول العربية سيطلق عليه "أعلان بغداد". ويتضمن جدول اعمال القمة 10 بنود هي:
أولا: تقرير الأمين العام عن العمل العربي المشترك.
ثانيا: تطوير الجامعة في ضوء التقرير التمهيدي الذي أعدته اللجنة المستقلة برئاسة الأخضر الابراهيمي.
ثالثا: القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ومستجداته ويتضمن القضية الفلسطينية ومستجداتها وأيضا الجولان العربي المحتل والتضأمن مع لبنان ودعمها.
رابعا: تطورات الوضع في سوريا وفي اليمن وكيفية مساهمة الدول العربية في تطويره وتعزيزه.
خامسا: الوضع في الصومال.
سادسا: جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل وعلى رأسها السلاح النووي.
سابعا: الإرهاب الدولي وسبل مكافحته.
ثأمنا: النظام الأساسي لقيام البرلمان العربي الدائم.
تاسعا: مشاريع القرارات المرفوعة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري إلى القمة. عاشرا: مكان وموعد الدورة العادية 24 للقمة العربية على مستوى القادة العام المقبل.
وهذه هي القمة العربية الثالثة التي يحتضنها العراق حيث سبق له وأن استضافها لمرتين الاولى بدورتها التاسعة عام 1978 والتي تقرر خلالها مقاطعة الشركات والمؤسسات العاملة في مصر التي تتعامل مباشرة مع إسرائيل وعدم الموافقة على اتفاقية كامب ديفيد.. والثانية بدورتها الـثانية عشر عام 1990 والتي شهدت خلافات كبيرة بين العراق ودولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة وتبعها احتلال العراق للكويت واندلاع حرب الخليج الثانية عام 1991.
وكانت القمة العربية الاخيرة التي انعقدت في ليبيا في اذار (مارس) عام 2010 قد أتخذت قرارا بعقد القمة المقبلة في العراق على الرغم من ان البروتوكول المعمول به في الجامعة العربية يقر باستضافة مؤتمرات القمة بحسب الترتيب الابجدي حيث كان من المفترض عقد القمة السابقة في بغداد طبقا لهذه القاعدة الا انها عقدت في مدينة سرت الليبية بسبب المخاوف الأمنية في العراق الذي تنازل عن استضافة تلك القمة لليبيا.
ايلاف