ربيع مانشستر.. وداء العظمة
بينما يسير عمالقة الدوري الإنكليزي كليفربول وتوتنهام وأرسنال في الطريق الصحيحة، يتخبط مدرب مانشستر يونايتد فان غال، وإن كان الرجل المناسب.. لكن ليس في المكان المناسب.
مانشستر تخلى عن مدربه السابق ديفيد مويس بعد 10 أشهر فقط الموسم الماضي، ذلك عندما أصبح واضحا أنه لا يمكنه السيطرة على الموقف.. لكن وللعلم فإن رصيد النادي الآن يفرق بـ3 نقاط فقط عن رصيده الموسم الماضي في نفس الفترة، ومويس وصل بالشياطين إلى نصف نهائي كأس رابطة المحترفين، وفان غال خرج من الدور الثاني بهزيمة مذلة 0-4 أمام ميلتون كينز دونز.
نقطة الضعف التي قصمت ظهر مويس عدم قدرته على إدارة غرفة الملابس، ولم يصدق أنه يقود فريق بحجم مانشستر، والدليل ابتسامته العريضة في جولته الآسيوية وبعد توقيع العقد... حينها أخطأ حين رأى في تصفيق جماهير مانشستر بوادر دعم، فثقافة النادي تفرض على الجماهير دعم المدرب في كل الأحوال.. وفان غال يعيش نفس الحالة الآن مع اختلاف التوقيت.
Reuters Chaiwat Subprasom مدرب مانشستر يوناتيد السابق ديفيد مويس في الجولة الآسيوية في بانكوك
لا أحد يشك في قدرة فان غال التدريبية ونجاحاته السابقة بنيت على لاعبين يملكون القدرة على تطبيق أفكاره، لكن قدر مانشستر لم يناسب مقادير فان غال هذه المرة، حيث فرض على لاعبيه أسلوبا مختلف تماما عن أسلوبهم.. وفقط من أجل تطبيق فكرة المدرب.
الرئيس التنفيذي للشياطين الحمر إد وودوارد قال أن فان غال عليه تحسين موقف النادي قبل نهاية الموسم، وإلا فإن قرارات ضخمة سيتم اتخاذها.
لم يفكر أحد في أن المدرب الهولندي جاء ليكون مدربا لموسم واحد فقط، وكان من المتوقع أن يكون المنقذ بعد موسم ديفيد مويس الكارثي.
يمكن وصف فان غال بأنه الشخص الذي أمضى حياته في بناء أثاث ضخم من الطراز الرفيع لمنزله، لكنه تفاجئ في النهاية بأن باب منزله صغير وأنه لن يرى الأثاث مطلقا في منزله، فكانت توسعة الباب الحل الأنسب للهولندي.
لاعبون أمثال أنخيل دي ماريا وخوان ماتا وروبن فان بيرسي وراداميل فالكاو وواين روني، لا يقدمون أفضل ما لديهم، والسبب خطة المدرب، وهذه مشكلة كبيرة، وخصوصا عندما يقترن ذلك مع حقيقة أن خطي الوسط والدفاع لا يزالان يتطلب عملا كبيرا.
تجارب فام غال بتوسعة الباب بدأت مع روني.. فالهاجم خضع لعمليات تجارب في مركز الجناح أولا ثم الوسط ثم الارتكاز قبل أن يعيده إلى مركزه الأصلي في المقدمة، وهذا بهدف الهروب من ضغط الصحافة والخوف من الجماهير... لكن ليس لذكائه على الإطلاق... والدليل استمرار غياب مايكل كاريك لاعب الارتكاز. ونفس الأمر ينطبق على دي ماريا الذي لعب في عدة مراكز (لم يقدم مستواه المطلوب فيها) قبل أن يعيده إلى مركزه الأصلي.
تغيير الخطة واللاعبين دليل إضافي على عدم ثقة فان غال بنفسه وبلاعبيه، وحتى الآن لا أحد يستطيع الجزم هل مروان فيلاني لاعب أساسي في التشكيلة أما لا، وهذا ينطبق على معظم لاعبي الفريق، وهو ما أثر على تركيز اللاعبين وتسرعهم فاق سرعتهم.
نحن الآن في فبراير/شباط ولكن فان غال يعترف أنه مازال لا يعرف ما هي أفضل تشكيلة لفريقه.. ومانشستر يونايتد يتشبث بالمركز الرابع للدوري الإنكليزي كالقطة التي تتدلى من شجرة لكنها لا تعرف متى ستسقط.
المدرب الهولندي يحب الاحصائيات، وسوف يشير إلى أن المباراة التي هزم فيها من سوانزي سيتي السبت 21 فبراير/شباط بنتيجة 1-2، هي الخسارة الأولى في آخر 20 مباراة، وأن فريقه على الطريق الصحيحة لإنهاء الموسم في أحد مراكز الـ "بيغ فور Big four".
ولكن هذه الإحصائيات نفسها تخفي أيضا حقيقة أن عروض مانشستر دون المستوى وتفتقر إلى التوازن. ولم يواجه بعد منافسا من فرق المقدمة، وهو دائما مايعول على عبارة "لعبنا جيدا وهذه الأرقام لكن الحظ لم يحالفنا"، مع العلم أن الحظ أهدى مانشستر نقاطا كانت المنال عن يديه.
إذا هي حقيقة إذا فشل مانشستر في التأهل لدوري أبطال أوروبا، فإن فال غال يكون قد فشل تماما على الرغم من إنفاق 150 مليون جنيه إسترليني على لاعبين جدد.
المصدر: RT