Tuesday 27 March 2012
إنطلاق أعمال قمة بغداد العربية باجتماع وزراء المال والإقتصاد
تأكيد على مواجهة البطالة والفقر وآثار الأزمة الإقتصادية العالمية
قصر الفاو في بغداد مقرا للقمة العربية
انطلقت في بغداد اليوم أعمال القمة العربية الثالثة والعشرون ببدء اجتماع المجلس الإقتصادي والاجتماعي على مستوى وزراء المال والإقتصاد لبحث استراتيجيات الأمن الغذائي والسياحة العربية ومواجهة خطر الكوارث حيث وجهت دعوات ملحة لمواجهة البطالة والفقر وآثار الأزمة الإقتصادية العالمية على الإقتصاديات العربية والعمل على تنفيذ المشاريع الاستراتيجية في الربط الكهربائي والسككي وتحقيق الامن الغذائي.
في بداية اجتماع المجلس الإقتصادي والاجتماعي الذي انطلقت به القمة العربية دعا وزير الإقتصاد الليبي الطاهر شركس الذي تترأس بلاده القمة منذ عامين الى ضرورة العمل من اجل دعم المؤسسات العربية الإقتصادية الهادفة لتطوير العمل العربي المشترك في هذا المجال.
ثم سلم رئاسة الاجتماع الى وزير التجارة العراقي خير الله حسن بابكر الذي اكد انه سيتم خلال هذا الاجتماع بناء قاعدة إقتصادية للتنمية العربية في وقت يشهد فيه الوطن العربي تطورات سياسية وإقتصادية متسارعة.
وشدد على أهمية منح الاهتمام للعلاقات الإقتصادية العربية والعمل على زيادة التبادل التجاري ومواجهة الازمات الإقتصادية والاثار السلبية للأزمة المالية العالمية على الإقتصاديات العربية من خلال عمل عربي مشترك.
واضاف بابكر ان الاجتماع سيبحث اليوم ثلاث ستراتيجيات مهمة تتعلق بالسياحة العربية بهدف رسم سياسة تنافسية للنشاط السياحي العربي... والامن المائي العربي لمواجهة التحديات المستقبلية بشكل يضمن تحقيق التنمية المستدامة... ثم الاستراتيجية العربية للحد من اثار الكوارث على الإقتصاد العربي.
أما الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي فقد اشار الى ان مؤتمر اليوم ينعقد في ظروف حاسمة تمر بها المنطقة العربية تتطلب عمل عربي مشترك لمواجهة تحديات ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وانتشار مظاهر الاقصاء والتهميش وخاصة في قطاعات الشباب والنساء. وشدد على ضرورة العمل من اجل تنفيذ المشاريع الاستراتيجية الكبرى التي اقرتها القمم السابقة في محالات تحقيق الامن الغذائي والربط الكهربائي والسككي بين الدول العربية.
واضاف العربي ان الاجتماع مطالب بالعمل لتذليل الصعوبات التي تواجه تحقيق هذه المشاريع في جانبيها المالي والفني وكذلك وضع اسس عمل هادفة الى تحسين المستوى المعيشي للمواطنين العرب ومساهة النساء والشباب والقطاع الخاص في عمليات التنمية الشاملة.
ويبحث الوزراء ثلاث ستراتيجيات مهمة هي: استراتيجية السياحة العربية وآليات تنفيذها وستراتيجية الأمن المائي في المنطقة العربية لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة الى جانب الستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث. كما ستتم متابعة أعمال القمة العربية التنموية في الكويت عام 2009 وفي شرم الشيخ 2011 وكذلك الاعداد للقمة اللاحقة في الرياض عام 2013. كما ينتظر ان يثير العراق مشكلة ديونه الضخمة للكويت وامكانية اعفائه منها وبناء ميناء الفاو الكبير.
ومن المنتظر ان يخرج المؤتمر بعدة توصيات تهدف الى تعزيز التعاون الإقتصادي بين البلدان العربية وسبل معالجة المشاكل والمعوقات ألتي تواجه عملية التنمية الإقتصادية العربية. يذكر أن الملف الإقتصادي والاجتماعي يشكل أحد محاور القمم العربية حيث وصل التعاون الإقتصادي العربي الى مرحلة متقدمة من خلال اقامة منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى التي سيتم استكمالها بالانتقال الى مرحلة الاتحاد الجمركي عام 2015 وهو ما يشكل خطوة منطقية لاستكمال تحرير باقي السلع العربية من الرسوم.
وكان مندوبو الدول العربية في الجامعة العربية قد انتهوا الخميس الماضي من اعداد الصيغة المقترحة لاعلان بغداد الذي سيصدر عن القمة ويتضمن النتائج التي توصل اليها والتي سيناقشها وزراء الخارجية العرب غدا الاربعاء لوضعها في صيغتها النهائية التي ستعرض على القادة في قمتهم المنعقدة الخميس المقبل. وتتعلق هذه النتائج بالموضوعات التي سيبحثها القادة فيما يخص دعم دول الربيع العربي (تونس، مصر، ليبيا، اليمن) والقضية الفلسطينية وخاصة مايتعلق منها بالمصالحة الوطنية هناك وقضية مكافحة الارهاب والعنف وملف الجزر الاماراتية التي تحتلها ايران والوضع في الصومال والسودان.
كما سيبحث القادة العرب مقترحا عراقيا لحل الأزمة السورية وكيفية ابعاد شبح الحرب الاهلية عن سوريا ويناقشون اليات تمتين التعاون العربي المشترك وتطوير واقع جامعة الدول العربية اضافة الى ملف مضيق هرمز ومسائل تتعلق بلبنان وموريتانيا والتعاون في محاربة التطرف. وستصدر القمة بيان يتعلق بجميع القضايا التي تهم الدول العربية والاخرى الدولية التي لها علاقة بالدول العربية سيطلق عليه "أعلان بغداد". ويتضمن جدول اعمال القمة 10 بنود هي:
أولا: تقرير الأمين العام عن العمل العربي المشترك.
ثانيا: تطوير الجامعة في ضوء التقرير التمهيدي الذي أعدته اللجنة المستقلة برئاسة الأخضر الابراهيمي.
ثالثا: القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ومستجداته ويتضمن القضية الفلسطينية ومستجداتها وأيضا الجولان العربي المحتل والتضامن مع لبنان ودعمها.
رابعا: تطورات الوضع في سوريا وفي اليمن وكيفية مساهمة الدول العربية في تطويره وتعزيزه.
خامسا: الوضع في الصومال.
سادسا: جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل وعلى رأسها السلاح النووي.
سابعا: الإرهاب الدولي وسبل مكافحته.
ثامنا: النظام الأساسي لقيام البرلمان العربي الدائم.
تاسعا: مشاريع القرارات المرفوعة من المجلس الإقتصادي والاجتماعي التحضيري إلى القمة. عاشرا: مكان وموعد الدورة العادية 24 للقمة العربية على مستوى القادة العام المقبل.
وهذه هي القمة العربية الثالثة التي يحتضنها العراق حيث سبق له وأن استضافها لمرتين الاولى بدورتها التاسعة عام 1978 والتي تقرر خلالها مقاطعة الشركات والمؤسسات العاملة في مصر التي تتعامل مباشرة مع إسرائيل وعدم الموافقة على اتفاقية كامب ديفيد... والثانية بدورتها الـثانية عشر عام 1990 والتي شهدت خلافات كبيرة بين العراق ودولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة وتبعها احتلال العراق للكويت واندلاع حرب الخليج الثانية عام 1991.
وكانت القمة العربية الاخيرة التي انعقدت في ليبيا في اذار (مارس) عام 2010 قد أتخذت قرارا بعقد القمة المقبلة في العراق على الرغم من ان البروتوكول المعمول به في الجامعة العربية يقر باستضافة مؤتمرات القمة بحسب الترتيب الابجدي حيث كان من المفترض عقد القمة السابقة في بغداد طبقا لهذه القاعدة الا انها عقدت في مدينة سرت الليبية بسبب المخاوف الامنية في العراق الذي تنازل عن استضافة تلك القمة لليبيا.
ايلاف