لا شكّ أنّ الصباح هو بعث جديد لحياة جديدة، ومن الواجب على الإنسان أن يطرح ثوبه القديم ليلبس لصباحه المختلف ثوباً آخر،
وأن يصحّح كثيراً من أخطائه، ويتخلّى عن كثيرٍ من عاداته، ويتطلّع إلى يومٍ متميّز يكون فيه أكثر صدقاًمع عقله وقلبه.
الصّباح ولادة للأمل، ومبعث للتفاؤل ومشرق للعمل،لا تدري به إلّا إذا استيقظت فيه، ولاتشعر به إلّا إذا شاهدت بياضه، وشممت هواءه، وملأت أجواء روحك بصوت عصافيره، ونقاء أساريره وصمت هدوئه.
الّذين لا يعرفون الصّباح هم الّذين سهروا في الّليل فضيّعوا الصّباح، عشقوا السّواد فتنكّر لهم البياض! ومرّت عليهم الصّباحات الجميلة وهم في نوم
طويل، لايشعرون بالصّباح المضيء الذي بدّده الظّلام وأشاعه البياض، لقد تركوه للعصافير السعيدة التي أنشدت فيه بلغاتها المتنوعة أنشودة الصّباح الجميل وكأنّها أكثر من الإنسان إدراكاً للصّباح، وأشدّ إحساساً به، وأكثر تمتّعاً بجماله..
صباح .. يتنفس بذكر الله
ومن رحيق إحساسكم
مـن نشوة أرواحكم