بغداد/المسلة: نشر موقع “فوكس نيوز” الأمريكي، تقريرًا بشأن مقطع الفيديو الذي نشر في 15 فبراير الجاري، والخاص بقتل 21 قبطيًا مصريًا في ليبيا، والذي ظهر فيه الأقباط، وهم يسيرون على شاطئ قبل أن يقوم 21 إرهابيًا من تنظيم داعش، بحز رؤوسهم بدمٍ باردٍ، لإيصال رسالة زعموا أنها من الإسلام.
وأضاف الموقع بحسب بانوراما الشرق الاوسط، أن تحليل الخبراء لمقطع الفيديو يُظهر عملية “مونتاج” أُجريت في عدة مواضع من الفيديو، بالإضافة إلى أن بعض اللقطات تم تصويرها بخلفية خضراء، مضيفين خلفية البحر إليه بعد تصويره، بهدف طمس هوية المكان الذي تم تصوير المقطع فيه.
ويقول فيريان خان، مدير التحرير باتحاد البحث والتحليل الإرهابي في ولاية فلوريدا الأمريكية لـ”فوكس نيوز”: “عملية التلاعب في الفيديوهات عالية الإنتاج الخاصة بتنظيم “داعش” باتت أمرًا شائعًا، موضحًا أن موقع القتل كان على الأرجح داخل ستوديو، بينما تم تركيب الخلفية “شاطئ البحر” للدلالة على مكان آخر.
وبرهن مدير التحرير على ذلك، من خلال اللقطة التي تصور الشخص المنتمي للتنظيم، والذي قام بالحديث في الفيديو، ويدعى “جهاد يوسف” حيث ظهر أنه أكبر من البحر في الخلفية في كل من اللقطتين القريبة والبعيدة، كما أن رأسه كانت غير متناسقة تمامًا مع المشهد.
ولاحظ خان بعض الظواهر الغريبة في الفيديو، والتي تؤكد أن التنظيم تلاعب في لقطات الفيديو، ومنها الطول المبالغ فيه لإرهابيي “داعش” للدرجة التي جعلت الأقباط يظهرون كأقزام بالنسبة لهم.
ولاحظ خان عن لحظة ذبح الضحايا، أن خروج الدماء من عنق الضحية يفتقد لطبيعة الكيفية التي من المفترض انطلاق الدماء منها عند الذبح، مرجحًا أنه تم استخدام “دماء مزيفة” ممزوجة بـ”النشا”، لإظهار هذه اللقطة، حيث أن دم الإنسان حين يتعرض للأكسجين فإنه يتحول للون قاتم وهو ما افتقره الفيديو.
وأشار يريان خان، إلى أن الخطأ الأكبر الذي وقع في الفيديو كان “شاطئ البحر”، فلفت إلى أنه من المفترض أن يكون شاطئ البحر هو في الواقع جزء من البحر، وهو ما يعني تأثره بحركة “المد والجزر”، وعند النظر إلى آثار الأقدام الموجودة على الرمال، فيُلاحَظ أنها لا يمكن أن تمثل آثار أقدام الرهائن أو المسلحين، باعتبار أن طبيعة الرمال يجب أن تكون ناعمة بشكل أكبر مما يترك أثرًا للأقدام أكثر عمقًا من الموجود في الفيديو.
وأكدت ماري لامبرد، مخرجة أفلام الرعب في هوليوود، استنتاجات فيريان خان، حيث قالت: “أكثر المشاهد تميزًا، كان الطول الكبير لمسلحي داعش مقارنةً بالضحايا المصريين، والخلفية الخاصة بالفيديو تمت إضافتها في عملية المونتاج”.
وأضافت لامبرد لـ”فوكس نيوز”، “من بين الأمور الشاذة الأخرى في الفيديو كان صوت أمواج البحر، والذي يعتبر مقطعًا صوتيًا مسجلًا معروفًا، كما أن مشهد انتشار الدماء في المحيط ولحظة ذبح الضحية الأخيرة هي في الغالب لقطات مزيفة”.
ومن أكثر ما أثبت صحة التلاعب في المقطع، هو تحويل البحر إلى اللون الأحمر، حيث أنها من أرخص وأسهل أدوات المونتاج، فيمكن تنفيذها عبر تطبيقات الهواتف الذكية، ولكن الطريقة التي ظهرت في الفيديو تعتبر مستحيلة واقعيًا، ولكنها متاحة في برامج المونتاج.
واعتقدت لامبارد، أن أولى لحظات الفيديو مزيفة، وأن عدد المسلحين لم يتجاوز 6 رجال على الشاطئ، واستخدامت تقنية تكرار الأشخاص، مستدلة على ذلك بتغير تسلسل السير والركوع.
يقول تقرير “فوكس نيوز”، إن تنظيم “داعش”، قام باستخدام الخلفية الخضراء في صناعة مقاطع الفيديو التي نشرها، من أجل تقليل فرص تعرض عناصره للخطر، وبالتالي تكون صناعة هذه المقاطع لا تحتاج إلا إلى مصور ومساعد لأخذ اللقطات الخارجية، وتركيب عملية القتل عليها.