(ناصر الاشكر وميناء مبارك الكبير)
وناصر الاشكر السعدون هو شيخ قبائل المنتفك وزعيمها وقد سميت الناصرية نسبة اليه ، وكان الرجل شجاعا مغوارا ، وقد احتلت قبيلة المنتفك مكانة مرموقة بين قبائل الجنوب وكانت تمثل شوكة في حلق سلطنة آل عثمان ، فكثيرا مارأينا تحالف هذه القبيلة مع قبائل الجنوب الاخرى للخروج بقوة السلاح ضد العثمانيين ، اما حكايتنا فتتعلق بسيطرة ناصر الاشكر على قضاء الكويت الذي كان تابعا للبصرة آنذاك ، تسكنه قبائل مشتتة ومتفرقة تتخذ من الرحيل طابعا لها ولم تكن تمتلك ريفا ولامدينة ، فكان الاشكر يتقاضى الاتاوة من مبارك صاحب الميناء الحالي ، الذي يحاول اشقاؤنا في الكويت ان يدلقوا الماء على جحر الثعبان من خلاله ، المهم امتنع امبارك سنة من السنين عن دفع الاتاوة ، فقام ناصر الاشكر بارسال(1000) فارس يصحبهم شطر من ابوذية كتبها هو فقال : ( الك سايات انه احصيهن وعدهن ) ، فذهب الرجال وابلغهم ان يقولوا له ان الفا آخرين سيأتون في اعقابهم وعليه ان يامر بتحضير وجبة الغداء ، لانهم وصلوا فجرا ، وحان وقت الغداء فجاء الالف ومعهم الشطر الآخر حيث يقول : ( وحطنهن لمن ياتي وعدهن ) ، وقام الرجال بالقاء الشطر الثاني على مسامع امبارك واخبروه ان يولم للعشاء لان الالف الثالث من الفرسان باثرهم وسيصلون الى الكويت عشاء ومعهم الشطر الثالث ، وفعلا حضر الرجال ومعهم الشطر الثالث وهو يقول : ( مثل عاد او ثمود اكرب وعيدهن ) ، واخبر الرجال امبارك بان الشيخ بنفسه سيحضر ومعه الف اخرون وعليه ان يولم وليمة كبيرة وسيكون قفل الابوذية معه ، وفعلا حضر ناصر الاشكر وقفل البيت وهو يقول :
(الك سايات انه احصيهن وعدهن
وحطنهن لمن ياتي وعدهن
مثل عاد اوثمود اكرب وعدهن
لحط طينته ابخده العال بيه )
وقام الشيخ باحضار امبارك وامره ان يرتدي ( الهاشمي ) الذي ترتديه الشيخة اخته وان يرقص امام الرجال ، هذا ليس تجنيا على التاريخ ولا على احد من الناس بقدر ماهو اظهار لحقائق البعض من الذين يحاولون ارتداء ثيابا سوى ثيابهم