Tuesday 27 March 2012
السيستاني يهاجم السياسيين لتركهم العراقيين للفقر
خلافات تحولت إلى خصومة ومن ثم قطيعة



العربية نت
حدد الرئيس العراقي جلال طالباني يوم الخامس من أبريل/شباط المقبل موعداً لعقد المؤتمر الوطني، الذي كان قد دعا إليه للخروج من الأزمة السياسية الداخلية.
المواقف المتشنجة للسياسيين العراقيين التي أجلت انعقاد هذا المؤتمر لأكثر من خمسة أشهر، دفعت بالمرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني إلى اتهامهم بخلق الأزمات وترك الشعب للفقر والإرهاب، وهو موقف يوصف بالمهم، خصوصاً في توقيت إعلانه.
خلافات تحولت خصومة، ومن ثم قطيعة باتت عصية على الحل، هكذا يبدو المشهد السياسي العراقي اليوم. العملية السياسية أصبحت حاضنة لتفريخ الأزمات.
هذا الوضع على ما يبدو لم يرق إلى المرجع الأعلى السيستاني الذي اتهم السياسيين العراقيين بافتعال الأزمات تاركين الشعب ضحية للجوع والإرهاب، في رسالة تحمل أكثر من مغزى، خصوصاً وأنها جاءت في توقيت يمكن وصفه بالحساس على اعتبار أنه يسبق انعقاد قمة بغداد.


سياسة إلقاء اللوم على الآخر
يقول علي بشير النجفي، نجل المرجع النجفي: "ما يثير الامتعاض والإحباط هو سياسة إلقاء اللوم على الآخر، وتقديم المصالح الشخصية والحزبية على مصالح الشعب العراقي، والتراشق بالتهم، والشعب لا يزال يعاني من نقص الخدمات والأمن".
معتمد السيستاني في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي نقل عنه أنه نصح السياسيين العراقيين ببدء حوار فوري لحل خلافاتهم، وهذا ما حدا بائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي إلى طلب عقد اجتماع فوري لأعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني للقوى السياسية الذي يتهمه معارضوه دائماً بمحاولة عرقلته.
أما عبود محمد، عضو ائتلاف دولة القانون، فقد قال: "نحن نحترم كل تشخيصات المرجعية الدينية، وآراءها السديدة، لما يخدم بناء الدولة ونظرتنا في دولة القانون أن هناك مشاكل تعرقل بناء الدولة".

ائتلاف العراقية يصف المالكي بالعنيد

ائتلاف العراقية، أبرز خصوم المالكي عبر عن احترامه وتفهمه لانتقادات المرجعية الدينية، لكنه أكد في الوقت ذاته أنه استنفذ كل الخِيارات، وقدم كل التنازلات للوصول إلى حل، لكنه اصطدم بعناد المالكي.

امتعاض الوفاق الوطني

مسؤول حركة الوفاق الوطني في النجف عاصم طالق هاني قال: المرجعية وكل أبناء الشعب العراقي ممتعضون من الأداء السيء للحكومة، وكذلك الخلافات التي لا تنتهي، القائمة العراقية قدمت أشد التنازلات، إلا أن هذه التنازلات لم تلق أي صدى في دولة القانون، والإخوة في دولة القانون مصرون ألا يسمعوا إلا أنفسهم.

الأكراد لم يعلقوا


الطرف الثالث في الأزمة السياسية المتمثل بالأكراد لم يصدر عنه أي تعليق على انتقادات المرجعية الدينة، فالأكراد هذه الأيام منقسمون بين منشغل بالتحضيرات لقمة بغداد، وبين غاضب وناقم على المالكي، الذي اتهمه رئيس الإقليم بالتفرد بالسلطة، وبين آخرين تركوا السياسة خلف ظهورهم وتفرغوا لأعياد النوروز.