بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
قال تعالى : ( وإن امرأةٌ خافت مِن بَعلِها نُشُوزاً أو إعراضاً فلا جُناحَ عليهِما أن يُصلِحا بَينَهُما صُلحاً والصُّلحُ خيرٌ...)
قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام : « ما من شيء ممّا أحلّه الله عزَّ وجلَّ أبغض إليه من الطلاق ، وإنّ الله يبغض المطلاق الذوّاق » .
وقال عليه السلام : « إنّ الله عزَّ وجلَّ يحبُّ البيت الذي فيه العرس ، ويبغض البيت الذي فيه الطلاق، وما من شيءٍ أبغض إلى الله عزَّ وجلَّ من الطلاق» .
الطلاق ظاهرة تهدم اركان المجتمع العالمي بصورة عامة والمجتمع العراقي بصورة خاصة.
لما كانت الاسرة هي اللبنة الاساسية في بناء المجتمع والنواة الحقيقية في جسد المجتمع فكانت محط انظار الشيطان وساحة للصراع بينه وبين الملائكة، لذلك نجد ان الشيطان دائما يسعى جاهدا الى تدمير هذه الاسرة او على الاقل جعلها اسرة مفككة، وبهذا يكون قد حول هذه النواة الخيرة الى نواة طالحة فيجني منها ثمرات الشر(لاسامح الله تعالى)، والطلاق وهو تفكيك الاسرة وتشرد افرادها وضياع حقوقهم العائلية ،فان الاب في اغلب الحيان
غير قادرعلى اداء واجبه كاب ،وكذلك الام، والاخ الاكبر، كما ان الاولاد محتاجون الى حنان الام والاب وغيرها.
وللشيطان اساليب حتى يحصل الطلاق ومن هذه الاساليب:
الاختلاط بدون احتشام بين الرجال والنساء
قال المفيد ، عن المراغي ، عن ثوابة بن يزيد ، عن أحمد بن علي بن المثنى ، عن شبابة بن سوار ، عن المبارك بن سعيد ، عن خليد الفرا ; عن أبي المحبر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أربعة مفسدة للقلوب : الخلو بالنساء ، والاستمتاع منهن ، والاخذ برأيهن ; ومجالسة الموتى ، فقيل يا رسول الله وما مجالسة الموتى ؟ قال : مجالسة كل ضال عن الايمان ، وجائر عن الاحكام
ان من اخطر الاساليب التي يستخدمها الشيطان في اغواء الناس الاختلاط الغير شرعي بين الجنسين وفي الخصوص مسالة تدمير الاسرة، وذلك لأن المرأة عاطفية بطبيعتها فانها تجد من خلال الاختلاط غير المحدود من هو أفضل من زوجها مالاً وجاهاً، فيما قد يرى الرجل من هي أفضل من زوجته بالمواصفات المتعلقة بالمرأة، لذا نجد انخفاض نسبة الطلاق في المجتمعات المحتشمة والمحافظة، بينما تزداد النسبة في المجتمعات التي يُقال عنها (منفتحة).وبما ان اليوم قد انتشرت وسائل الاتصال بصورة غيرطبيعية وغير ممنهجة حسب المنهاج الاسلامي،ومن تلك الوسائل مواقع النترنيت ،واجهزت التلفون ،مما سهل الاتصال
بسهولة،وحتى داخل البيت،فساهم هذا في تنشيط هذه الخاصية للشيطان حتى تكون السلاح القوي الذي يهدم الاسرة.
ولاجل ايقاف هذه الاداة يجب على كل مسؤول في المجتمع من رجل دين او مسؤول في الدولة اوالاسرة ان يضعوا منهاج واطار لتلك الوسائل لكي لا تتعدى الحدود الصحيحة لها ،ولكي تكون من الاسلحة الصالحة وليس من الاسلحة الطالحة، لانها سلاح ذو حدين.
عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى قال : قال علي بن الحسين عليهما السلام : ليس لك أن تقعد مع من شئت لان الله تبارك وتعالى يقول : " وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين " وليس لك أن تتكلم بما شئت لان الله عزوجل قال : " ولا تقف ما ليس لك به علم " ولان رسول الله صلى الله عليه وآله قال : رحم الله عبدا قال خيرا فغنم ، أو صمت فسلم ، وليس لك أن تسمع ما شئت لان الله عزوجل يقول : " إن السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤلا "