روتانا ـ إيمان المولدي
السائق تحت التدريب جملة لم يتقبلها الشارع السعودي واعتبرها استفزازية، إذ إنها تجعلهُ في حيرة من أمره هل يُقصد بها أن السائق أمّيٌ في السياقة وسيأخذُ دروسه الأولى في حلبة الشارع السعودي أم أنه متعلمٌ ويحتاج لحفظ الشوارع والأماكن فقط؟
في كلتا الحالتين الموضوع لا يُعتبر مستساغاً فأرواح الناس ليست بالأمر الهين .
واستقدام سائقين غير كفؤين أو سائقين "نص نص" يعتبر مخاطرة ومجازفة في حدّ ذاتها .
في جولة على تويتر بخصوص هذا الموضوع وجدنا تغريدات كثيرة تكلمت عن الموضوع بطرق مختلفة بين مستنكر ومتهكم.
الكاتب والصحفي السعودي وضع صورة لسيارة تحمل هذه العبارة "السائق تحت التدريب" ثم علق قائلاً: "عبارة "السائق تحت التدريب" تعني أحد أمرين: إما أنه لا يحمل رخصة وهذا "مخالف" أو لديه رخصة غير مستحقة وهذه كارثة!".
أما عن فهد الشهري فقال: "نفسي أعرف لائحة "السائق تحت التدريب" المنتشرة هذه الأيام أصحابها ماذا ينتظرون منا؟ يتدرب في شوارعنا وعيالنا وأهلنا؟ أمر عجيب ومحيرني جداً!".
وفي تغريدة لسليمان الرميح تحمل نفس وجهة النظر جاء فيها: عبارة ("احذر.. السائق تحت التدريب" التي نشاهدها في شوارعنا تؤكّد أننا "ورشة للتدريب وحقل للتجارب".
وعلى الموقع الاجتماعي "فيسبوك" جاءت أيضاً تعليقات بخصوص هذا الموضوع في معظمها حملت استياء كبيراً من المجتمع السعودي، فيقول فيصل: "كل العمالة تأتي السعودية تتدرب أصبحت السعودية ورشة تدريب للعمالة الجاهلة بكل المهن على حساب الأمن والسلامة والبنية التحتية "الحق على المرأة.
وجهة نظر أخرى لمروان المعماري الذي علّق قائلاً: "المشكلة ليست في السائق وإنما في الحرمة التي توجهه وتسوقه بالأوامر الصوتية المتسارعة والمفاجئة "هنا هنا لف يمين لا لا خليك على طول لا هنا هنا خش يسار" ويأكلها المسكين الذي ما معه إلا سيارة واحدة إذا حدث لها حادث راحت عليه أو قعد ينتظرها".
وفي حقيقة الأمر إن هذه العبارة المكونة من ثلاث كلمات تضعنا في حيرة من أمرنا .
فلم أستطع اعتبارها مستفزة كما لم أعتبرها عبارة عادية، فمن جهة وضعها على السيارة أمر إيجابي، حيثُ ينتبه بقية السائقين لوجود سائق قد لا يعرف الطرق، وفي الوقت نفسه هي عبارة تُثير التساؤل هل الشارع العربي أو السعودي مكان مناسب للزج بسائق جديد لا يعرف "كوعه من بوعه"، ووضع أرواح الناس بين يديه كي يتعلم.