بعد يوم مضنٍ من التعب والارهاق في العمل وحديث يجلب ( الضغط ) و ( السكر )
عن ( القمـــــــة ) ................ فلنسترح قليلاً والاصغاء الى روح الشاعر العذب
ابي القاسم الشابي صاحب البيت الشهير : اذا الشعب يوماً اراد الحياة ..
يقول :
عـذْبــة ٌ أنـــتِ كالطّـفـولـة ِ، كــالأحــلامِ كــالــلّــحــنِ، كــالــصــبــاحِ الــجـــديـــدِ
|
كالسَّـمـاء الضَّـحُـوكِ كاللـيـلـة ِ الـقـمـراءِ كــــالـــــورد، كــابــتــســـام الـــولـــيـــدِ
|
يـــــا لــهـــا مـــــن وَداعـــــة ٍ وجــمـــالٍ وشـــــبـــــابٍ مُـــنَـــعَّــــم أمْـــــلُــــــودِ!
|
يــا لـهـا مــن طـهـارة ٍ، تبـعـثُ الـتـقـديـسَ فــي مـهـجـة الـشَّـقـيِّ العـنـيـدِ!.. |
يـالــهــا رقَّـــــة ً تــكـــادُ يَـــــرفُّ الــــــوَرْدُ مـنـهــا فــــي الـصـخْــرة ِ الـجُـلْـمُــودِ! |
أيُّ شـيء تُـراكِ؟ هلـى أنـتِ "فينـيـسُ"تَــهــادتْ بــيــن الــــورى مِــــنْ جــديــدِ |
لتُـعـيـدَ الـشَّـبـابَ والـفــرحَ الـمـعـسـولَ لــلْــعــالـــم الــتــعــيـــسِ الــعــمــيـــدِ!
|
أم مـــلاكُ الــفــردوس جــــاء إلــــى الأرضِ لـيُـحـيـيِ روحَ الــسَّـــلامِ الـعـهـيــدِ! |
أنــتِ..، مــا أنــتِ؟ أنــتِ رســمٌ جمـيـلٌ عـبـقــريٌّ مــــن فــــنِّ هــــذا الــوجـــودِ
|
فـيـكِ مــا فـيـه مـــن غـمــوضٍ وعُـمــقٍ وجــــمـــــالٍ مُـــــقَـــــدِّسٍ مـــعـــبــــودِ
|
أنـتِ.. مـا أنـتِ؟ أنـتِ فَجْـرٌ مـن السّـحـرِتـــجـــلّـــى لــقــلــبـــيَ الــمــعـــمـــودِ |
فــأراه الـحـيـاة َ فـــي مـونِــق الـحـسـن وجـــلّــــى لـــــــه خــفــايـــا الــخــلـــودِ
|
أنــــــــتِ روحُ الــرَّبـــيـــعِ، تــخـــتـــالُ فـالــدنــيــا فـتـهــتــزُّ رائـــعـــاتُ الــــــورودِ |
وتـهــبُّ الـحـيـاة سـكــرى مـــن الــعِــطْـر، ويـــــــدْوي الــــوجــــودُ بـالـتَّــغْــريــدِ |
كـلـمــا أبْـصَـرَتْــكِ عـيــنــايَ تـمـشـيــن بـــخـــطــــوٍ مـــــوقَّـــــعٍ كــالــنــشــيــدِ
|
خَـفَــقَ الـقـلـبُ للـحـيـاة ، ورفّ الــــزّهـرُ فـــــي حــقـــل عــمـــريَ الـمــجــرودِ |
وأنـتـشـتْ روحـــي الكـئـيـبـة ُ بـالـحــبِّ وغـــــنـــــتْ كــالــبــلــبــل الـــغـــرِّيــــدِ
|
أنـــتِ تُحِـيـيـنَ فـــي فـــؤادي مـــا قـــد مــاتَ فــي أمـسـي السـعـيـدِ الفـقـيـدِ
|
وَتُـشِـيـديـنَ فــــي خــرائـــبِ روحـــــي مــا تـلاشـى فـــي عـهــديَ الـمـجـدودِ
|
مـن طمـوحِ إلــى الجـمـالِ إلــى الـفـنِّ،إلــــــى ذلـــــــك الــفــضـــاءِ الـبــعــيــدِ |
وتَـبُـثِّـيـن رقّــــة َ الــشــوق، والأحــــلامِ والـشّــدوِ، والـهــوى ، فـــي نـشـيــدي
|
بــعـــد أن عـانــقــتُ كــآبـــة ُ أيَّـــامـــي فــــــــؤادي، وألــجـــمـــتْ تـــغـــريـــدي
|
أنــــت أنــشــودة ُ الأنـاشـيــد، غــنـــاكِ إلـــــــــه الـــغـــنــــاءِ، ربُّ الــقــصـــيـــدِ
|
فيـكِ شــبّ الشَّـبـابُ، وشَّـحـهُ السِّـحْـرُ وشـــــدوُ الــهـــوى ، وَعِــطْـــرُ الـــــورودِ
|
وتــــراءى الـجــمــالُ، يَــرْقُـــصَ رقــصـــاً قُـدُسـيَّــا، عــلـــى أغــانـــي الــوجـــودِ
|
وتــهــادتْ فــــي الإُفْــــقِ روحِــــكِ أوْزانُ الأغَــــانـــــي، وَرِقّـــــــــة ُ الــتّــغـــريـــدِ
|
فَتَـمـايـلـتِ فـــــي الــوجـــود، كـلــحــنٍ عـبـقــريِّ الـخــيــالِ حــلـــوِ الـنـشـيــدِ
|
خـــطـــواتٌ، ســكــرانــة ُ بـالأنـاشــيــد،وصــــــو تٌ، كـــرجْـــع نـــــــاي بــعــيـــدِ
|
وَقـــــوامٌ، يَــكَـــادُ يَـنْــطُــقُ بــالألــحــان فـــــــي كـــــــلِّ وقــــفــــة ٍ وقــــعــــودِ
|
كــــلُّ شــــيءٍ مــوقَــعٌ فــيــكِ، حــتّــى لَـفْــتَــة ُ الـجــيــد، واهــتـــزازُ الــنــهــودِ
|
أنــتِ..، أنــتِ الـحـيـاة ُ، فـــي قـدْسـهـا السامى ، وفي سحرها الشجيِّ الفريدِ
|
أنـــتِ..، أنـــتِ الـحـيــاة ُ، فــــي رقَّــــة ِالـفـجـر فـــي رونــــق الـرَّبـيــعِ الـولـيــدِ |
أنـــــتِ..، أنـــــتِ الـحــيــاة ً كـــــلَّ أوانٍ فـــــي رُواءِ مـــــن الـشــبــاب جـــديـــدِ
|
أنـتِ..، أنـتِ الحيـاة ُ فـيـكِ وفــي عيـنَـيْـْكِ آيــــــــاتُ ســحـــرهـــا الــمـــمـــدُودِ |
أنـــتِ دنـيــا مـــن الأنـاشـيـد والأحْـــلام والــسِّـــحْـــرِ والـــخـــيـــال الـــمـــديـــدِ
|
أنــتِ فــوقَ الخـيـال، والشِّـعـرِ، والـفــنِّ وفـــــوْقَ الـنُّــهَــى وفـــــوقَ الـــحُـــدودِ
|
أنــتِ قُـدْسـي، ومَـعـبـدي، وصـبـاحـي،وربــيــعــي، ونَــشْــوَتِــي، وَخُـــلــــودي |
يـــا ابـنــة َ الـنُّــور، إنّـنــي أنـــا وَحْـــدي مـــــن رأى فــيـــكِ رَوْعَـــــة َ الـمَـعْـبُــودِ
|
فدَعيـنـي أعـيـشُ فــي ظِـلّــك الـعــذْبِ وفــــي قـــــرْب حُـسْــنــك الـمـشـهــودِ
|
عـيـشـة ً لـلـجـمـال والــفــنّ والإلــهــام والــطُّــهــرْ، والــسّــنَــى ، والــسّــجــودِ
|
عيـشـة َ النَّـاسِـكِ البُـتـولِ يُنَـاجـي الـــرّبَّ فـــي نــشــوَة ِ الــذُّهــول الـشـديــدِ |
وامنَـحـيـنـي الــسّــلامَ والــفــرحَ الــــرّوحـــيَّ يــــا ضَــــوْءَ فــجْــريَ الـمـنـشـودِ
|
وارحَميـنـي، فـقــدْ تـهـدَّمـتُ فـــي كـــونٍ مــــن الــيـــأس والــظـــلام مَـشــيــدِ |
أَنقذِينـي مـن الأَسـى ، فلـقـد أَمْـسـيتُ لا أسـتـطــيــعُ حـــمـــلَ وجـــــــودي |
فـي شِـعَـابِ الـزَّمـان والـمـوت أمـشـي تـحــت عـــبءِ الـحـيــاة جَــــمَّ الـقـيــودِ
|
وأمـاشــي الـــورَى ونـفـسـيَ كـالـقــبرِ، وقــلــبـــي كـالــعــالــم الــمـــهـــدودِ |
ظُـلْـمَــة ٌ، مــــا لــهــا خــتــامٌ، وهــــولٌ شــائـــعٌ فـــــي شــكــونــا الــمــمــدودِ
|
وإذا مـــا اسْتـخـفّـنـي عَــبَــثُ الــنَّــاس تـبـسَّـمــتُ فـــــي أسَـــــى ً وجُــمُـــودِ
|
بـســمــة ً مُـــــرَّة ً، كـــأنِّـــيَ أســـتـــلُّ مــــــن الـــشَّـــوْك ذابــــــلاتِ الــــــورودِ
|
وانْفـخـي فــي مَشَـاعِـري مَــرَحَ الدُّنـيـا وشُــــدِّي مِـــــنْ عــزمـــيَ الـمـجـهــودِ
|
وابعـثـي فــي دمــي الـحَــرارَة ، عَـلَّــي أتـغـنَّــى مــــع الـمـنــى مِــــنْ جَــديــدِ
|
وأبــــــثُّ الـــوُجــــودَ أنْـــغــــامَ قـــلــــبٍ بُــلْــبُــلـــيٍّ، مُـــكَـــبَّــــلٍ بــالــحـــديـــدِ
|
فالـصـبـاحُ الـجـمـيـلُ يُـنـعــشُ بــالــدِّفءْ حــــيــــاة َ الــمــحــطَّـــمِ الـــمـــكـــدودِ
|
أَنقـذيـنـي، فـقــد سـئـمــتُ ظــلامــي! أَنـقـذيـنـي، فــقـــد مـلــلــتُ ركـــــودي
|
آهِ يـــا زَهـرتــي الجمـيـلـة ُ لـــو تَـدْرِيــن مــــا جَـــــدَّ فـــــي فـــــؤادي الـوَحِــيــدِ
|
فــي فـــؤادي الـغـريـبِ تُـخْـلَـقُ أكـــوانٌ مــــن الـســحــر ذات حــســـن فــريـــد
|
وشــــمــــوسٌ وضَّــــــــاءة ٌ ونــــجـــــومٌ تَـنْـثُــرُ الــنُّـــورَ فـــــي فَــضَـــاءٍ مــديـــدِ
|
وربـــيـــعٌ كـــأنّـــه حُـــلُــــمُ الــشّــاعـــرِ فــــي سَــكـــرة الـشّــبــاب الـسـعـيــدِ
|
وريـــاضٌ لا تــعــرف الـحَـلَــك الــدَّاجــي ولا ثـــــــــورة َ الـــخَـــريـــفِ الــعــتــيـــدِ
|
وَطُــــيــــورٌ سِـــحْـــرِيَّـــة ٌ تــتــنــاغَـــى بــأنــاشــيـــدَ حــــلـــــوة ِ الــتــغـــريـــدِ
|
وقـصــورٌ كـأَنَّـهـا الـشَّـفَــقُ الـمـخـضُـوبُ أو طـــلـــعـــة ُ الـــصـــبـــاحِ الـــولـــيــــدِ
|
وغـــــيـــــومٌ رقـــيــــقــــة تَـــــتَــــــادَى كــأَبــاديـــدَ مـــــــن نُـــثَــــارِ الــــــــورودِ
|
وحــيـــاة ٌ شـعــريَّــة ٌ هـــــي عــنـــدي صـــورة ٌ مـــن حــيــاة ِ أهــــلِ الـخـلــودِ
|
كـــلُّ هـــذا يـشـيــدهُ ســحــرُ عـيـنـيـكِ وإلــــهـــــامُ حـــسْـــنـــكِ الــمــعــبـــودِ
|
وحـــــرامٌ عـلــيــكِ أن تَـهْــدمــي مــــــاشَــادهُ الحُـسْـنُ فــي الـفــؤاد العـمـيـدِ
|
وحــــــرامٌ عــلــيــكِ أن تـسْــحَــقــي آمـالَ نــفـــسٍ تـصْــبــو لـعــيــشٍ رغــيـــدِ |
مـنــكِ تـرجــو سَــعَــادَة ً لــــم تـجـدْهَــا فــي حـيــاة ِ الـــوَرَى وسـحــرِ الـوجــودِ
|
فــالإلــهُ الـعـظـيــمُ لا يَــرْجُـــمُ الـعَــبْــدَ إذا كـــــانَ فـــــي جَـــــلالِ الــسّــجــودِ
لكم حبي
|
|