التلميذ
تورطت في الحب،خمسين عاما..ولا زلت أجهل ماذا يدور برأس النساء..وكيف
يفكرن، كيف يخططن، كيف يرتبن أشياءهن، وكيف يدربن أثداءهن، على الكر والفر..والغزو والسلب..والسلم والحرب..والموت في ساحة الكبرياء
قرأت كتاب الانوثة، حرف حرفا..ولم أتعلم- إلي الان - شيئا من الأبجدية.
ولا زلت أشعر أني أحبك، في زمن الجاهلية..وألثم حناء شعرك بالطرق الجاهلية
ولا زلت أشعر أن الهوى في بلاد العروبه، ليس سوى غزوة جاهلية
قضيت بشارع نهديك، نصف حياتي..ومازلت أجهل من أين باب الخروج؟؟
وأين نهايات هذا الفضاء؟؟.. ومازلت أجهل كيف يهدد نهد،بسن الطفولة أمن الرجال وأمن السماء
تنقلت بين قوارير عطرك خمسين عاما..وبين بساتين شعرك خمسين عاما..
وبين تقاسيم خصرك خمسين عاما..ومازلت أجهل كيف أفك حروف الهجاء؟؟
وكيف أفك الضفائر، كيف أشيل الدبابيس منها، إذا ساعة الحسم دقت..وفاضت دموع الشتاء
تورطت فيك عميقا،عميقا..إلى
أن وصلت لحال التجلي، وحال التماهي، وحال الحلول، وحال الفناء..ومازلت أجهل ما الفرق ما بين رائحة الجسد الأنثوي ورائحة الجسد الكستناء
دخلت لمدرسة العشق خمسين عاما، ومنها خرجت بخفي حنين..أخذت بدرس التصوف صفرا، ودرس التقشف صفرا، ودرس الغرام الرومنسي صفرا..ولكني ماتفوقت إلا بدرس الجنون......
لبست النساء عليّ قميصا وكنت أظن قميصي حرير
وحين أتى البرد والزمهرير تأكدت أني لبست ثوب العراء
بقلم نزار قباني