نحن جميعاً، من حين لأخر، نتساءل عن الحياة الأخرى بعد الموت وخاصة إن كنا مررنا بتجربة مؤلمة عند موت أحد أحبائنا. أسئلة كثيرة تدور بالبال: ما هي الجنة – السماء - الفردوس؟ وأين تكون؟ وماذا نتوقع أن نجد عندما نصل هناك؟ في الكتاب المقدس، نرى 3 استخدامات لكلمة "السماء. ففي السفر الأول في الكتاب المقدس – سفر التكوين – نقرأ أن الله سبحانه خلق السماوات والأرض، ويعني بذلك الطبقات العليا من الجو فوق رؤوسنا حيث نعيش ونتنفس لنحيا. وفي الفصل (الإصحاح) الأول من نفس السفر، التكوين، والعدد 17 نرى نفس الكلمة "السماء" تشير إلى الكون والفلك بالكامل، كل الكون المخلوق من مجرّات تسبح في الفضاء. وهذا الكون يخبرنا بمجد وجلال الله كما جاء في المزمور التاسع عشر: "السَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ، وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْه." (المزامير19: 1)أما الاستخدام الثالث لكلمة "السماء" فالمقصود به السماء الثالثة وهي كيان روحي أبعد من تصوراتنا الحسية. هذه السماوات هي مسكن الله حيث مجد الله، وهناك، جمال صفات الله معلنة في روعة منقطعة النظير.
الآن، في هذه الحياة نرى انعكاس خافت للعجائب (الإعجاز) التي تنتظرنا في السماء. ويذكر لنا بولس الرسول في وصف ما ينتظرنا هناك قائلاً:
"إِنَّ مَا لَمْ تَرَهُ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ بِهِ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ بَشَرٍ قَدْ أَعَدَّهُ اللهُ لِمُحِبِّيهِ!"1 كورنثوس 2: 9
من الذي يتأهل للسماء؟
في هذه السماء، – الجنة – كل من وضع إيمانه وثقته في الرب يسوع المسيح يدخلها بمجرد تركه للحياة على الأرض. المؤهل الوحيد المطلوب لدخول السماء هو الإيمان باسم الرب يسوع والثقة في موته الكفاري لتحقيق خلاصنا كما يؤكده لنا الإنجيل:
"لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ."يوحنا 3: 16
وفي السماء سنجد رجالاً ونساء من كل أمة وقبيلة وشعب ولغة.
وعندما نصل للسماء، تصبح أرواحنا كاملة خالية من كل دنس، ولا يقدر أحد غير طاهر أو مخادع من الدخول للسماء، فقط الذين مكتوبة أسمائهم في كتاب سفر الحياة كما يقول الكتاب المقدس:
"وَلَنْ يَدْخُلَهَا شَيْءٌ نَجِسٌ، وَلاَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الْقَبَائِحَ وَيُدَجِّلُونَ، بَلْ فَقَطِ الَّذِينَ كُتِبَتْ أَسْمَاؤُهُمْ فِي سِجِلِّ الْحَيَاةِ لِلْحَمَلِ!"الرؤيا 21: