كلمة الله
قال يسوع لتلاميذه: "إن أراد أحد أن يسير ورائي، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني. فأني من أراد أن يخلص نفسه، يخسرها؛ ولكن من يخسر نفسه لأجلي فأنه يجدها. فماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ أو ماذا يُقدم الانسان فداء عن نفسه؟ (متى 24-26).
تأمل
الانسان المعاصر يرى الانجيل من وجهة نظر اختيارية، ويظن أن ما قاله يسوع في كثير من تطبيقاته غير واقعي وصعب تطبيقه في الحياة اليومية.
الانسان المعاصر يريد حلول سريعة وسهلة وسحرية لمشاكله؛ وينزعج إذا ما تطلب الأمر منه بعض العمل والتعب، وخاصة إذا كان هذا الجهد يكمن في حبّ الآخرين والرحمة والعدالة...
الانجيل صريح بأعلانه: أنه لا يوجد طريق سهلة للوصول الى الحقيقة؛ ولا يوجد طريق مريحة وخيارات سهلة؛ علينا أن نمشي الطريق مع يسوع حاملين صليبنا.
الطريق الى الله وملكوته يبدأ بالخروج من نفسنا. الوصول الى القيامة لا بد أن يمرّ بحقيقة الصليب الصعبة.
وعي
طُلِب من الرياضي اليوناني الشهير "أقليدس" ان يعلم الأمير ولي العهد الشاب العلوم الهندسية والرياضية. واستجابة لرغبة العائلة المالكة، بدأ أقليدس يعلّمه ويشرح له الأسس والنظريات الرياضية الهندسية. ولكن الأمير الصغير وجد صعوبة في فهم هذه النظريات والمبادىء الرياضية. فسأل الأمير أقليدس وقال: "ألا يوجد طريق اسهل للوصول الى هذه الحقائق، لكي لا يشغل "ولي العهد" نفسه بهذه التفاصيل". فأجابه أقليدس بكل لطف وتصميم قائلاً: "لا يا سيدي، لا يوجد طريق ملوكي للتعلّم".
لا يمكن للأمور أن تأتي بسهولة. ينبغي عيش "التفاصيل". نعمة الله وقبول الانسان وجهده يقودنا الى الاتحاد بالقائم من بين الاموات.