تارة تأتي كلمة الشهيد بمعنى الحاضر حيث يقول الله عز و جل: «فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ

و يعني ذلك «من حضر وطنه في الشهر فليصمه». و في بعض الحالات تأتي كلمة الشهيد بمعني الحجة و الدليل و الآية القائلة «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا» تدل علي هذا المعنى.
ويطلق على المقتول في سبيل الله شهيدا والسبب :
ا- قيل للشهيد شهيداً لأن الله عز و جل و ملائكته يشهدون بانه من اهل الجنة
ب- يقال للشهيد شهيداً لانه يطلب منه يوم القيامة ان يشهد مع الرسول (ص) حول اعمال و ممارسات الامم السابقة.
ج- لانه حي؛ و كانه شاهد و حاضر و يرى.
د- لان الكرامات و النعم التي اعدّت له كانت سبباً لمقتله في سبيل الله.
هـ بالنظر الي انتفاضه في سبيل الشهادة بالحق و في سبيل الامر الذي يكون من اجل الله حيث ضحي بما لديه في هذا السبيل، فيكون دليلاً للآخرين.
و- الملائكة تشهد عند مقتله بمقتله في سبيل الله و تكون شاهدة و حاضرة لديه.
من خلال دراسه المعاني المذكورة يستنتج بان كلمة الشهيد علي وزن فعيل تارة تأتي بمعني الفاعل و تارة بمعني المفعول: فيكون «شهوداً» لأن الله و ملائكته يشهدون بخلوص نيته و طهره و بهذه المناسبة يكون شاهداً و الشهيد هو ذلك الشخص الحاضر و قد شاهد الكرامات و الالطاف اللامتناهية الالهية بحقه و بنهوضه يكون مرشداً للناس و شهد علي الحق و الحقيقة و صمد في سبيل تحقيقها الي ان قـُتل.
والقرآن الكريم قد عبر باسم الشهيد على من يقتل «في سبيل الله:
1- .. وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154)البقرة

2- . وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170)ال عمران
3- وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (74)
النساء
4- إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111)التوبة

و يمكن القول بان الآية الوحيدة الصريحة التي يطلق فيها اسم الشهيد على من يقتل في سبيل الله هذه الآية:
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69)النساء.
و قد فسر جمهور المفسرين للفريقين الشهيد في هذه الآية «الشهداء» بمعني المقتولين في سبيل الله. ويذكر صاحب لطائف التفسير

( عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما تعدون الشهيد فيكم ؟ قالوا : يا رسول الله من قتل في سبيل الله تعالى فقال صلى الله عليه وسلم : إن شهداء أمتي إذاً لقليل من قتل في سبيل الله تعالى فهو شهيد ، ومن مات في الطاعون فهو شهيد ، ومن مات مبطوناً فهو شهيد " وعد بعضهم الشهداء أكثر من ذلك بكثير ، وقيل : الشهيد هو الذي يشهد لدين الله تعالى تارة بالحجة والبيان ، وأخرى بالسيف والسنان ، )

نعم للشهيد مصاديق ولكن اوضحها المقتولين دفاعا عن دين الله وتراب المسلمين ومجاهدي الكافرين والمنافقين والمارقين .

وصلى الله على محمد وال محمد