دهوك ...اللوحة المصورة في ذهني
شعر : عبدالرحمن بامرني
ترجمة : بدل رفو المزوري
النمسا \ غراتس
المدينة غدت جسدا عاريا
وعرضت في لوحة،
المدينة غدت لوحة
وصورت في وطن بعيد ،
المدينة صارت شارعا
مايميزه المشي عليه
المدينة شارع،
ورواده
الذين يمشون على ارصفته
صيادي الحمام
نصفهم اناث
والنصف الاخر يحلمون
بالانوثة... .
وثدي غجرية انثى
استرعت انتباه الكل
يحدقون بها لا من جمالها
ولامن حمالة صدرها . .
كل مساء اقيس هذا الشارع
ابحث له عن عنوان قصير
وابقى واقفا أمام لوحة
مدينتي،
لوحة محمولة على الاكتاف
كانت،
عبروا بحر ايجة
يسكنون احلامهم
وبقدر علو وهيبة الابنية
جعلوها شاهقة ..
ومن كان يعيش للاحلام
يفتش عن كسرة خبز
انا واللوحة والصمت
صوب الحان الغربة المرهقة
لم نقدر ان نثقب جدران اليقظة
اللوحة ...عراء وبراءة
استحالا اوركسترا جبلية
بالصوت والصورة
كانت تتمشى برفقة الغيوم
وكل شئ غدا وداعا
وانا فوق
ظل الشارع المنسي
وفي بلاغ عجيب
كان يعلن موت قصيدة
تجمع كل اعلام العالم
لقد ولدت اللوحة
عناوين الصحف
كتبت بالاسود
اللوحة كانت
امتحانا جديدا ،
وفيها اختفت اللوحة
وتجمهر الناس في الشارع
رفعوا شعارات نسيان لوحة ..
ومنذ ذلك الحين
انا وظلي
نتمشى في الشوارع الطويلة
انا من اجل ميلاد قصيدة اكتب
والقصيدة من اجل ميلاد خارطة
مستمرة ..
ومازالت ظلال اللوحة
جاثمة في بقايا الشارع
الشارع غدا لوحة عارية
لوحة
وفي احدث مزاد
لم يتوصل لسعرها احد.