Monday 26 March 2012
بغداد مغلقة لحماية القمة العربية واجراءات امنية مشددة_ صور
كثفت الحكومة العراقية الاجراءات الامنية في بغداد قبل قمة الجامعة العربية التي تعقد هذا الاسبوع ونشرت شبكة من نقاط التفتيش الامنية وحواجز الطرق في مسعى لحماية العاصمة من هجمات المسلحين.
والقمة التي تستمر ثلاثة أيام هي الاولى من نوعها في العراق منذ أكثر من عقدين. وسيسمح نجاحها لرئيس الوزراء نوري المالكي باظهار أن بلاده تطوي صفحة سنوات العنف والاضطراب بعد أشهر من انسحاب اخر جندي أمريكي.
وقال حكيم الزاملي وهو عضو في لجنة الامن بالبرلمان ان هناك نقصا في قدرات المخابرات ولا يمكن لقوات الامن العثور على متفجرات لانها لا تملك الاجهزة اللازمة.
وأضاف ان ذلك يدفع السلطات للاعتماد على تلك الطرق العتيقة مثل اغلاق الشوارع التي أثبتت نجاحها حتى الان رغم تأثيرها على المواطنين.
وعلى الرغم من الحملة الامنية شهدت بغداد ومدن أخرى أكثر من 30 تفجيرا يوم الثلاثاء الماضي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 52 شخصا.
وكان ذلك اليوم هو الاشد دموية في العراق خلال شهر تقريبا وسلط اتساع نطاق التفجيرات المنسقة الضوء على هشاشة الوضع الامني في البلاد وتصميم المتمردين فيما يبدو على اثبات عجز حكومة المالكي عن الحفاظ على أمن البلاد خلال القمة.
وأعلنت جماعة تابعة لتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن الهجمات.
وأغلقت شوارع بأكملها في بغداد وتقوم فرق من القوات الخاصة العراقية بتمشيط المدينة وأعلنت الحكومة عن عطلة رسمية لمدة خمسة أيام ومن المقرر نشر ما يصل الى 100 ألف من قوات الامن الاضافيين لحراسة مئات من نقاط التفتيش.
وتسببت الاجراءات الامنية الاضافية في اختناقات مرورية كبيرة مما اضطر البعض للتخلي عن سياراتهم والذهاب الى العمل سيرا على الاقدام. وزادت هذه العراقيل الى الحد الذي دفع بعض اعضاء البرلمان للمطالبة بفتح ممرات طوارئ للسماح للاطباء وسيارات الاسعاف بالوصول الى المستشفيات في الوقت المناسب.
ويعانى سكان بغداد منذ زمن طويل بسبب الجدران الاسمنتية المضادة للتفجيرات ونقاط التفتيش وحواجز الطرق. والدخول الى المنطقة الخضراء شديدة التحصين التي تضم مقار العديد من الوزارات والسفارات يمكن أن يعني في كثير من الاحيان الانتظار لساعات طويلة.
لكن الاجراءات الامنية المشددة تثير الغضب حتى لدى سكان بغداد الذين أنهكتهم الحرب.
وقال فاروق عبد الله احد سكان العاصمة العراقية "غادرت المنزل في الساعة السابعة وحوصرت في زحام مروري خانق. السيارات لا يمكنها التحرك... اضطررت لمغادرة السيارة والذهاب الى العمل سيرا على الاقدام. وصلت في الساعة الحادية عشرة صباحا."
وفي رحلة الى مطار بغداد في الاسبوع الماضي قفز الركاب من سيارات الاجرة والسيارات التي توقفت عند نقطة تفتيش أمنية ومشوا بدلا من ذلك حاملين امتعتهم الى المطار.
كما تعين على البورصة العراقية الاغلاق لان العمال والمتعاملين فيها لا يستطيعون الوصول الى مكتبها في وسط بغداد. وقال المدير التنفيذي لسوق العراق للاوراق المالية طه عبد السلام انه يأمل في استئناف التداول اعتبارا من بداية أبريل نيسان.
وأدت صعوبات النقل أيضا الى ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وتقول وزارة التخطيط ان 23 في المئة من سكان العراق يعيشون تحت خط الفقر ويعتمد العديد من العراقيين على برنامج وطني لتوزيع الحصص الغذائية. وأدى نقص المواد التموينية الى احتجاجات واسعة النطاق في الصيف الماضي.
وقال علي ابراهيم وهو بقال في بغداد "تضاعفت أسعار السلع في متاجر البقالة الى المثلين تقريبا بسبب زيادة تكلفة وصعوبة النقل. الناس خائفون من حدوث نقص خلال الاسبوع الذي اعلنته الحكومة عطلة رسمية."
وقال ابراهيم ان اجراءات الامن المشددة أدت الى زيادة سعر كيلوجرام واحد من التفاح الى 2500 دينار عراقي (2.14 دولار امريكي) ارتفاعا من 1250 دينارا عراقيا.
وما زال العراق يحاول بناء الجيش والشرطة للتصدي لجماعات التمرد السنية المرتبطة بتنظيم القاعدة والميليشيات الشيعية الذين ما زالوا قادرين على تنفيذ هجمات قاتلة.
وقال محللون أمنيون ان التدابير الاضافية من المرجح أن تردع بعضا من الجماعات المسلحة الصغيرة لكنهم حذروا من أن البعض قد يسعون لشن هجمات بعد القمة التي ستعقد خلال الفترة من 27 حتى 29 مارس اذار في أحد قصور الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
وقال الزاملي لرويترز ان قوات الامن يمكن أن تشهد حالة من الاسترخاء بعد بقائها في حالة تأهب طيلة هذه الفترة مما قد يدفع "الارهابيين" لمحاولة استهداف بعض الاماكن بعد القمة اذا لم يتمكنوا قبل ذلك.
ويشكك بعض سكان بغداد فيما اذا كانت التدابير الاضافية ستساعد في تأمين العاصمة.
وقالت أم ليث التي تعمل في بغداد "عندما وصلنا عند نقطة تفتيش لم أشاهد جهازا للكشف عن المتفجرات في يد الجندي" مضيفة "كان يأمر السيارات فحسب بالتوقف بشكل تعسفي ".
بغداد: اجراءات امنية مشددة قبيل انعقاد القمة العربية
أحد العمال يقوم بدهان أرصفة ساحة كهرمانة في أحد الجوانب المغلقة أمام حركة المرور. ويلاحظ في الخلفية التواجد الأمني في قلب الساحة
أسلاك شائكة على الأرض وسيارة شرطة ومدرعة بالإضافة إلى عدد من سيارات الأمن المدنية في مدخل أحد الطرق المغلقة.
أحد المارة يسأل أحد جنود الجيش عن إمكانية العبور سيرا على الأقدام من أحد الشوارع المؤدية إلى ساحة الفردوس.
بعض الجنود أحدهم يوجه بندقيته صوب الشارع من كشك أمني غير ملحوظ في أحد تقاطعات الشوارع المغلقة أمام حركة مرور السيارات.
العمود الإسمنتي المتبقي من تمثال صدام حسين الشهير الذي تم تحطيمه إثر سقوط بغداد في 9 أبريل عام2003.
جندي يفتش إحدى السيارات مستعينا بكلبه المدرب أمام فندق عشتار (شيراتون) حيث سيوجد المكتب الإعلامي للصحفيين العراقيين والأجانب لمتابعة تغطية القمة.
أحد الجنود المشاركين في تأمين شوارع بغداد.
شارع السعدون المؤدي إلى ساحة التحرير في قلب بغداد وقد بدا خاليا إلا من سيارات الأمن والجيش وبعض المشاة.
إحدى لافتات الترحيب وقد كتب عليها: "بسرور ومحبة بغداد ترحب بالأشقاء العرب".
جنود يقتربون من بعض المشاة للتحقق من هوياتهم.
أحد جنود الشرطة وأمامه بندقية مثبتة فوق إحدى سيارات النجدة.
الأعلام العراقية ولافتات الترحيب بالقمة والزعماء العرب تنتشر في ميادين بغداد.
مشهد مألوف في شوارع بغداد قبيل القمة: السيارات تصطف في انتظار المرور على نقاط التفتيش.