(د ب أ)
توفر جزر جالاباجوس في الإكوادور لعشاق الطبيعة ومشاهدة الحيوانات فرصة رائعة للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة، والتعرف على السحالي والسلاحف العملاقة عن قرب.
وتتمتع هذه الجزر بكثافة سكانية منخفضة، وتزخر بالعديد من الفنادق والمنتجعات السياحية الفاخرة، إلا أن هذه الطفرة السياحية بالجزر، التي تندرج على قائمة التراث الطبيعي العالمي دفعت نشطاء حماية البيئة إلى دق ناقوس الخطر، إلى أن تدخلت السلطات المعنية للحفاظ على الكنوز الطبيعية بهذه البقعة الساحرة من العالم.
وقد أصبح أرخبيل جالاباجوس في الفترة الأخيرة قِبلة للسياح، الذين يرغبون في مشاهدة الحيوانات عن قرب، ولذلك تشتد المنافسة بين الفنادق وبيوت الضيافة وشركات الطيران، التي تقلع من مدن البر الرئيسي للإكوادور مثل كيتو وجواياكيل، ويمكن للسياح الرحالة المبيت في بيوت الضيافة نظير حوالي 15 دولاراً في الليلة، ومشاهدة السلاحف العملاقة وكلاب البحر وطيور النورس وغيرها من الحيوانات البرية والبحرية مجاناً.
وتستقبل هذه الجزر أكثر من 200 ألف سائح سنوياً، لتحقيق حلم زيارة الجزيرة الواقعة في المحيط الهادئ على مسافة أقل من 1000 كم إلى الغرب من ساحل أمريكا الجنوبية.
وإذا رغب السياح في التنزه بين أعشاش طيور القطرس والطيور البحرية الأخرى على الجزر غير المأهولة بالسكان، ومشاهدة عائلات طيور البطريق، فإنه يلزم حجز رحلة عبر السفن السياحية نظير 250 إلى 800 دولار للفرد يومياً، وهناك العديد من المهاجرين الأوروبيين، الذين يقومون بتنظيم الجولات السياحية والرحلات البحرية الأخرى في جزر جالاباجوس.
ويتمكن السياح في أرخبيل جالاباجوس من مشاهدة السلاحف العملاقة ذات الرقبة الطويلة والرأس الصغير والسيقان المكتنزة، وهي تتحرك ببطء على الحشائش، وتتمتع السلاحف هنا بظروف حماية مثالية، ولكن بعض السياح قد يرغبون في لمس هذه الحيوانات العملاقة، التي قد يصل وزنها إلى أكثر من 300 كجم، وتعمر في الأرض أكثر من 100 سنة، وتنتشر السلاحف بكثرة في الجزء الشمالي من جزيرة سانتا كروز، التي تعتبر من أهم الجزر السياحية في أرخبيل جالاباجوس.
أسود البحر
ويعيش في مدينة بويرتو أيورا حوالي 15 ألف نسمة، وتشتمل عاصمة الجزيرة على أكثر من نصف سكان أرخبيل جالاباجوس، وفي الميناء يتمكن السياح من مشاهدة أسود البحر وهي تأخذ غفوة سريعة على الشاطئ، كما يمكن الانتقال إلى الجانب الآخر من الخليج عن طريق التاكسي البحري.
وبالطبع لا يخلو هذا المشهد البديع من قوارب الصيد وسفن الشحن والعبّارات السريعة، التي تنقل السياح إلى الجزر الأخرى غير المأهولة بالسكان، مثل سان كريستويال وإيزابيلا وفلورينا، كما تلقى بعض السفن السياحية الكبيرة مراسيها أمام سواحل أرخبيل جالاباجوس.
وبمجرد أن تطأ أقدام السياح أرض جزر جالاباجوس يقدم المرشد السياحي مجموعة من التعليمات والمحاذير، ومنها على سبيل المثال أنه لا يجوز الخروج على الطريق، أو لمس الحيوانات أو استعمال الفلاش أثناء التقاط الصور الفوتوغرافية، بالإضافة إلى عدم التدخين أو إلقاء قصاصات الورق على الأرض.
وأكد المرشد السياحي أن الحيوانات والنباتات الموجودة في الأرخبيل، الذي يضم 130 جزيرة، تتطور دون عائق تقريباً منذ خمسة ملايين سنة، ويساعد المرشد السياحي المجموعة المرافقة له على الاستمتاع بروعة المناظر الطبيعية الموجود فوق الماء وتحته في أرخبيل جالاباجوس.
ويمكن للسياح في هذه الجزر الاستمتاع بالرحلات البحرية على متن العديد من السفن السياحية العملاقة في أرخبيل جالاباجوس مثل Galapagos Legend أو Silver Galapagos، وتسع كل منهما 100 سائح، لكن هذه السفن تبدو مثل الأقزام مقارنة بالسفن والبواخر السياحية الكبيرة.