وفاة "عاشق التراث الشعبي" في الموصل عن عمر يناهز الـ73 عاماً

المدى برس/ نينوىتوفي في محافظة نينوى، اليوم السبت، المؤرخ والباحث في تراث مدينة الموصل عبد الجبار جرجيس إثر مرض عضال عن عمر يناهز الـ 73 عاماً.
وقال مراسل (المدى برس)، إن، المؤرخ عبد الجبار محمد جرجيس توفي في منزله بمدينة الموصل، مساء أمس، عن عمر يناهز الـ 73 عاماً إثر مرض عضال.

وأضاف المراسل نقلاً عن أحد أقرباء جرجيس، إن، المؤرخ الذي تخرج من كلية الآداب قسم التاريخ يعد من أبرز الباحثين والكتّاب الذين أرخوا لمدينة الموصل وفي مجاﻻت عدة، فقد كتب عن جميع الحقب

التاريخية التي شهدتها نينوى منذ الفتح الإسلامي وحتى مطلع الألفية الثانية، وعمل في المجال الوظيفي وتدرج حتى أصبح مدير المكتبة المركزية العامة في الموصل.

وكتب جرجيس آلاف المقالات عن الموصل وتاريخها وإعلامها ومن حكمها بالأسماء والتواريخ، عالج وكتب في غالبية موضوعات التراث إلا من ندرة نادرة فهو قد كتب عن فن البناء والعمارة في الموصل وعن الزخرفة والريازة في هذا البناء، وعن علماء الدين قُدامي ومحدثين وعن قراء القرآن الكريم وعن قراء الموالد والمقامات والأغاني الشعبية بكافة ألوانها الرصينة والساخرة والمآتم والعدادات، مضيفاً انه، كتب عن أغاني البناء والعمل وأغاني الزرع والحصاد وأغاني الأطفال المجردة أو المصاحبة لألعاب الأطفال وأغاني الأمهات والجدات لهدهدة الأطفال وتنويمهم وأغاني ترقيص الأطفال وأغاني الصراع الأبدي الأزلي بين الحماة والكنة والأسواق وبحث في أزمة الموصل ودروبها الحلزونية وعن المساجد والجوامع ومقامات الأولياء والكنائس والأديرة.


وكتب المؤرخ الراحل أيضاً عن مقاهي الموصل القديمة والمهن والحرف اليدوية وطقوس الموت والولادة وطقوس الزواج وطقوس الختان والأطعمة والأكلات الموصلية ووسائل النقل والسفر والأمثال الشعبية وعن قناطر الموصل القديمة وأبواب الموصل القديمة وشخصيات تراثية موصلية وطقوس أدعية استجلاب المطر وبعض حكميات العقلاء والمجانين وعن بعض مبدعي الخط العربي وفي الطب الشعبي والأدوية الشعبية وعن وسائل التدفئة والتبريد في الماضي والأضرحة والقصّخون وعنترياته والأزياء الشعبية في طقوس السحر والسحرة ومقابر الموصل قديمها وحديثها وأحياء الموصل قديمها وحديثها وفي بعض حالات الخرافة ومن النكات والفوازير والحزورات وألعاب التسلية لدى الكبار وحمامات الموصل ولم يترك تفصيلاً في الحياة الموصلية إلا ذهب اليه وكتب عنه حتى لعب الأطفال

.وأصدر المؤرخ عشرات البحوث في هذا المجال، و17 كتاباً، أطلق عليه عاشق التراث الشعبي لكثرة اهتمامه بتوثيق هذا الجانب من تاريخ المدينة.يشار إلى أن الصحافيين والباحثين وجميع من يرغب بالكتابة عن تاريخ وتراث الموصل كان يلجأ لجرجيس، وكان له الحضور الجميل المؤثر والفاعل في العديد من الندوات والحلقات الدراسية والمؤتمرات البحثية اكاديمية وغير اكاديمية في الموصل وبغداد.