هل يبني مورينهو الفريق الاكثر تكاملاً في اوربا؟
21/02/2015
هل يبني مورينهو الفريق الاكثر تكاملاً في اوربا؟
ترجمة: مصطفى تحسين
تشيلسي الآن فريق واثق من هويته، وليس فقط ذلك بل انهم يقدمون ادائا هجوميا رائعا في الدوري, ليس بعيدا ان نقول ان مورينيو يبني اكثر فريق متكامل في اوربا.
عندما عاد البرتغالي جوزيه مورينيو لتشيلسي في الصيف القبل الماضي كان هنالك إحساسا بأن بعد مرور فترة زمنية مضطربة في ريال مدريد كان الجميع ينظر اليه "كبضاعة متضررة" ، سواء من شخصيته اوأسلوبه في اللعب. اليونايتد اختاروا مويس، اختار مانشستر سيتي بيليجريني وذهب لوران بلان الى باريس. هذه الفرق الثلاثة كان من الممكن ان تستفاد من تدريب مورينيو. ومع ذلك لم يشعر اي فريق منهم أنه كان الخيار "الصحيح".
تشيلسي هوه الاخر لجئ إلى تدابير خارقة لإنقاذ الموسم من خلال تعيين رافا بينيتيز وعلى الرغم من نجاحات دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي في عامي 2012 و 2013. كان هناك شعور بأن النادي يفتقر الى الاتجاه والرؤية. تم انتداب مورينيو "وعاد الى بيته" فبدت كمحاولة يائسة، أو تدبير، او ان 'العهد جديد' في تشيلسي تحت ادارة ابراموفيتش كان قد فشل نسبيا. 15 شهر بعد ذلك وضع تشيلسي تغير, تحضيرات مورينيو قد تمت وتغير شكل الفريق 180 درجة.
الكرة المتطورة - خطوة للكمال
قبل بضعة سنوات تشيلسي هزم بايرن ميونيخ في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2012. وكانت تقريبا مباراة من جانب واحد التي استخدم تشيلسي فيها قوته الدفاعية ضد هجوم بايرن ميونيخ. بطريقة أو بأخرى تشيلسي تغلب على الصعاب للفوز في ميونيخ. ومع ذلك، فإن الموسم التالي سيعود بايرن للنهائي، وهذه المرة في ويمبلي، في حين أن تشيلسي كان قادرا للوصول إلى نهائي الدوري الأوروبي. أثبت بايرن ميونيخ في موسم 12/13 انه اضاف المزيد من العناصر لترسانته من حيث الاعبين (دانتي،مانزوكيتش،خافي مارتينيز) وللجهاز الفني (زامر) ونوع التكتيك (الضغط على المنافس الذي كان مفتاح تطورهم) .
يوب هاينكس اخذ الفريق إلى مستوى آخر، وهو المستوى الذي كان يراه الجميع بانه "الفريق الأكثر اكتمالا من أي وقت مضى وهذا يعني ان بايرن سيكون تقريبا قادر على التعامل مع أي خطورة من اي خصم. ،الضغط العالي المضاد, القوة الجسمانيه واللياقة والتكتيك المنظم . عند حيازتهم للكرة يمكنهم القيام بالهجمات المرتده كأي فريق اخر، أو يمكنهم بناء اللعب من الثلثين، او اذا تطلب الامر يمكنهم اللعب بشكل مباشر الى مانزوكيتش, او استخدام الاجنحة لفتح المساحات بالاستفادة من سرعة ريبيري وروبن والبا ولام, لم يواجهو صعوبة ضد اي فريق وقهرو اوربا في ذلك الموسم.
عندما جاء بيب جوارديولا الى البايرن اخذ الفريق لمنحنى اخر، كان هناك شعور بأنه لربما عاد بمستواهم الى الخلف قليلا. "اكتمال" الإعداد التكتيكي استبدل بتكتيك السيطرة الذي يذكرنا بفترته مع برشلونه. بالرغم من متعة مشاهدة طريقة لعب البايرن الذي يعتمد على التمريرات السريعة ، كان هناك شيء مفقود من حيث القوة الدفاعية والقدرة على التكيف مع خصوم مختلفين مما يعني أن بايرن فقد روقنه في الدفاع عن لقب البطولة. مرة اخرى الضغط العكسي تفوق في مباراتهم مع الريال.
فلماذا نبحث في بايرن أولا؟ هناك طرق للعظمة تملك اوجه التشابه التي يحاول مورينيو تحقيقها مع تشيلسي للوصول للعظمة.
خطوات تشيلسي نحو العالمية وبالتالي الهيمنة العالمية هي كلمات استخدمت كثيرا في الأشهر الأخيرة، بل هي الفلسفة التي تسعى إلى تبادل المراكز والانسيابية في البناء التكتيكي. تتطلب لاعبين كرة قدم "متكاملين" يمكنهم ان يتأقلموا مع اوضاع مختلفة واللعب في العديد من المراكز. في كرة القدم الحديثة احد اساسيات الفريق ليكون قادرا على اللعب في اساليب تكتيكية مختلفة من أجل التغلب على المنافسين. هذا هو "الاكتمال" لكرة القدم هذا هو مستقبل كرة القدم. أظهر بايرن تحت قيادة هاينكس هذه الخطوة باتجاه العالميه..
سعى بيب غوارديولا لتحقيق مستوه العالمية مع بايرن ميونيخ، لوحظ تغيير المراكز من اللاعبين مثل لام والابا بشكل خاص. كوارديولا يطبق فكر الكرة الشاملة التي تعلمها من كرويف, الذي بدوره نقلها من رينوس ميكلس. اضف الى ذلك تأثير فان خال ومارسيلو بيسلا وبامكانك ان ترى الفلسلفة والرؤية التي يمتلكها كوارديولا.
أصبح مورينيو وغوارديولا أبطال للمعركة الفلسفية في السنوات الأخيرة. مواجهات برشلونه ريال مدريد وصلت اوجها عندما كانو هؤلاء المدربين يقودون فرقهم, الصدام بين اسلوبين لعب مختلفين كان شيئا رائع. في النهاية مورينيو وكوارديولا لم يختلفا كثيرا, فكلاهما مدربين امتلكى عقلية الفوز وكلاهما مدربان من طراز رفيع واستطاعوا رؤية كرة القدم الان وفي المستقبل بنفس الشكل. كلاهما يبحث عن تطوير فريقه ليظهروا "للعالمية". ما هو واضح هذا الموسم أن تشيلسي يبدو أكثر جاهزية للسيطرة على أوروبا. في الواقع يبدون وكانهم البايرن عندما كان يقوده هاينكس اكثر من بايرن بيب.
ما فعله جوزيه مورينهو في الوقت الذي قضاه في تشيلسي أمر مثير للإعجاب. خفض سقف التوقعات في الموسم الماضي، لم يرشح فريقه للفوز باي بطوله (على الرغم من ان الدوري كان في متناول ايديهم ووصلو إلى الدور قبل النهائي من دوري أبطال أوروبا) مع طبيعته العصبيه وتعوذيته بان فريقه ليس 'جاهز' للمنافسة. هو يعلم انه يملك مجموعة موهوبة من اللاعبين لكن لم يتعم اعدادهم جيدا ككتلة واحده.
كما يقول مورينيو في مقابلة مع غاري نيفيل في صحيفة التلغراف ،
"كان لدينا بعض القيود في الفريق من حيث الصفات التكتيكية، والصفات الفنية، وكنا على بينة من ذلك. أسلوبي في القيادة لايمكنك تسيمته باسلوب. وأنا أحاول أن امتلك القيادة التي تقدم تكيفها مع الواقع. والعام الماضي كنت أشعر بأنهم ليسوا على استعداد لما أسميه ضغط القيادة - أو المواجهة المباشرة. كفريق واحد عقليا - وحتى من الناحية التكتيكية – لم نكن مستقرين. لم نتمكن من التعامل مع لحظات معينة من بعض المباريات. شعوري أنه في هذا الموسم نحن في طريقنا لخسارة بعض المباريات ، لكنني لا اعتقد باننا سنخسرها لعدم امكانية التعامل مع لحظات معينة، أو [اجزاء] معينه من المباريات..
كانت هناك مشاكل تحتاج إلى معالجة وسعى لقضاء الموسم الأول في تلبية احتياجات الفريق وبناء للموسم الحالي. وجاءت التنمية التكتيكية بخطته المفضلة 4-2-3-1 واتخاذ طريقة 'الصد المنخفض " في الإعداد الدفاعي. كان هناك أيضا شعور
بانهم يطورون نمط لعب الضغط على المنافس (عند الضرورة). عند امتلاك الكرة اعتمد الفريق على مهارات إدين هازارد إلى حد كبير، وربما أكثر من اللازم في بعض الأحيان. ومع ذلك، يبدو ان الفريق عانى ذهنيا في الموسم الماضي، وخسر مباريات لم يكن من المفترض خسارتها..
ما كان واضحا ان الفريق كان في حاجة إلى مهاجم جديد، لاعب قوي يمتلك القوة والهيمنة والضراوة. وكان كوستا مثاليا لأسلوبه ونهجه، وهو من اللاعبين الذين يشبهون اسلوب لعب دروكبا. مهاجم يمتلك حس تهديفي قاتل عند مواجهة المرمى
واضاف مورينيو:
"اعتقد ان فريق عام 2005 كان يمتلك ميزة اضافية مقارنتا بهذا الفريق، وهو قتل المباريات. في كل مرة كان في امكاننا قتل المباراة كنا نستطيع ذلك. لا أتذكر ان هناك مباريات كنا نملك فيها الفرصه ولم نقتل الخصم، كان فريقا لم يعطي فرصة للمنافس لكي يسيطر. هذا الفريق لم يعد موجودا ، نحن اكثر فنيه الان, أعتقد أننا لدينا هيمنة أفضل على اللعب حاليا من خلال السيطرة عند امتلاك الكرة، ومعرفة كيفية التنقل بين اللاعبين -..و تداول الكرة. لدينا بعض اللاعبين لا يزالون في الخط الفاصل بين الجانب الفني وبين اداء الواجبات، نحن بحاجة لقتل المزيد من المباريات.."
ما هو واضح هو أن كوستا اضاف اللعب القوي لتشيلسي حيث انه نادرا ما يهدر الفرص أمام المرمى. وكان مورينيو قد أضاف الصلابة في خط الوسط الذي كان شيئا منقوصا في الأجزاء الأولى من الموسم الماضي. بحث عن لاعب خط وسط دفاعي مشابه لايسيان. نيمانيا ماتيتش هو اللاعب المثالي لنظام مورينيو ونهجه. لاعب يهيمن على الوسط، قوي ومنضبط، وهذه طينة اللاعبين الذين يبحث عنها مورينيو.
ما كان من الضروري أيضا وجود لاعب يمكنه أن يكون حلقة الوصل بين خط الوسط والهجوم, لاعب على شاكلة لامبارد عندما كان في اوج عظمته. سيسك فابريكاس هوه الانتداب الامثل، وتجانسه مع كوستا وهازارد اعطى الفريق ما افتقده في الموسم الماضي.
الخيارات المتاحة في الهجوم تمثل هازارد، أوسكار، فابريجاس، ويليان. إضافة الى مرونة راميريز (لاعب يعتمد عليه مورينيو في المباريات الكبيرة) وموهبة ريمي في الهجوم تشعر بان تشيلسي في طور بناء لتحقيق أشياء عظيمة هذا الموسم. عند إضافة مواهب اخرى مثل كورتوا, احسن ثاني حارس في العالم بعد نوير, وفيليبي لويس مع تطور ازبلكويتا كظهير (لاعب جناح عصري يستطيع الدفاع بشكل جيد وكذلك تقديم الدعم الهجومي) تستطيع ان ترى تحسن الفريق وقدرة مورينيو في توفير خيارات مختلفه في المركز الواحد. خلال سنة عندما جاء مورينيو الى تشيلسي كان فريق يفتقد الهوية وحوله الى فريق يستطيع ان يتعامل مع اي خطر من اي منافس.
قراره بالسماح بالخروج لاشلي كول وفرانك لامبارد وخوان ماتا وديفيد لويز وروميلو ولوكاكو يظهر صرامته، ويسلط الضوء على اتخاذ القرارات عندما يتعلق الامر بقدرة اللاعبين على الالتزام باوامره من حيث التكتيك. كول ولامبارد لاعبان تجاوزا قمة ريعانهم في حين ان ماتا ولويز على وجه الخصوص لم يكونو ملتزمين بما طلب منهم مورينيو داخل ارض الملعب. في الواقع تشيلسي استفاد من صفقات لاعبين اعتبرو فائضين, وهذ يسلط الضوء على العمل الرائع الذي قدموه في سوق الانتقالات.
عبقرية مورينيو – نعم هو (سبشل ون)
مالذي يجعل تشيلسي مميزا؟ حسناً مدربهم بالطبع. مورينيو مدرب عبقري، مدرب قادر على إقناع لاعبيه للتضحية بأنفسهم من أجل الفريق وإعطاء انفسهم الفرصه لكي يخدمو الاستراتيجية التكتيكية (مباراتهم في الموسم الماضي ضد مانشستر سيتي وليفربول خارج ارضهم كانت " شيء متقن" من إعداد واستراتيجية وتنفيذ) ، فضلا عن كونه قادرا على وضع اللاعب المناسب المطلوب لملئ الفراغات على الاطراف..
والأهم من ذلك، ما يجعل مورينيو مؤثر جدا، انه قادر على تحقيق الكثير في المستديرة، لأنه مدرب واقعي. مرن، قابل للتكيف والتنوع في قرائته للمباريات. لايهتم للمثاليات، مثل فلسفة بقية المدربين الآخرين. يزرع في فريقه عقلية الفوز، بغض النظر عن كيفية تحقيقها. في مقابلته مع نيفيل مورينيو ذكر أفكاره حول الفلسفة،
أنا لست اصوليا في كرة القدم. ما أعنيه هو أنه في كرة القدم لديك أفكارك، تموت مع أفكارك؟ لا. "يسألني الناس: ما هو النموذج الخاص بك في كرة القدم ؟ أقول: لماذا نموذج؟ نموذج من اللعب ضد من؟ متى؟ مع أي لاعبين؟ نموذج من اللعب ما هذا؟ لا أعرف. نموذجي في اللعب هو البناء من الحارس لإدين هازارد؟ نموذجي انه لا بد لي من معرفة نقطة ضعف خصمي وأين نقاط قوته. هل دييغو كوستا أقوى من هذا الرجل [المدافع]؟ نموذج من اللعب. ما هذا؟ بالنسبة لي نموذج اللعب هي المبادئ التي اؤسسها مع فريقي كأولوية, مبادئ تعطيني حمض نووي معين, هذا العمق, نفس الشيء عندما يكون لديك مشروع, المشروع يجب ان يكون مرنا وقابل للتغير, المشروع لايتشابه في بدايته ونهايته.
ربما لايوجد احد يشبه مورينيو في هذه النواحي، على هذا المستوى من اللعبة. له المرونة والاستعداد للتكيف وتغيير الاسلوب والنهج. وقال انه لا يعير الاهتمام لايدولوجية معينة، أو لمتعة الجماهير. تركيزه على الفوز فقط. وهو ما يجعله جديربالدراسة، ما يجعله ناجحا. ولماذا ينتقدوه كثيرا؟ هل هي كرة القدم الغير جميلة؟ في بعض الأحيان. هل هي ناجحة؟ في معظم الأحيان نعم. ولكن هذا الموسم نحن نشهد مستوى جديد لأسلوب مورينيو.
هناك جودة حقيقية في جانبين اللعب والتقدير المتزايد أو "الثقة" في فريقه للاحتفاظ بالكرة، مداورة الكرة والسيطرة على المباريات. كان نهج مورينيو في الموسم الماضي هو تعليم لاعبيه، طريقة لصقل اللاعبين الشباب على طريقته وفر لهم مجموعة متنوعة من الطرق لتحقيق النتائج. مع إضافات جديدة لمورينيو لديه الان المزيد من الخيارات المتاحة لتقديم المرونة في التكتيك وفي اسلوب اللعب. هذا هو ما يجعل تشيلسي ربما الأكثر اكتمالا منذ بداية الثورة في النادي. يسجلون الأهداف من أجل المتعة، يلعبون كرة قدم جميلة، منضبطين, تركيزهم عالي دائما واقوياء على المستوى الدفاعي. هذا الفريق ليس مختلفا جدا عن ما كان عليه بايرن تحت قيادة هاينكس، ونحن نعرف ما حدث في موسم 2012/13
مورينيو يبدو انه سعيد وهادئ في تشيلسي. يرى نفسه مستمرا هنا لفترة طويلة، ويظهر هنا أنه يعتقد أن هذه مجرد البداية: "في غضون خمس سنوات سوف يكون لدي هازارد، أوسكار، ويليان، ازبلكويتا, زوما ، في أفضل لحظات مسيرتهم الكروية، واللاعبين الذين لدي الان ، في اعمار 28، 29. امتلك فريق رائع مع الكثير من الحلول." إذا تمكن مورينيو من اثبات ان هذه المدة التدريبية القصيره, قرار خاطئ هذه المرة فإننا قد نشهد بداية لشيء مميز جدا في ستامفورد برج على مدى السنوات الخمس المقبلة.
قبل بضعة سنوات رأينا ان مورينيو قد تجاوزه جيل جديد من المدربين، سمعته تدمرت خلال فترة بقائه في مدريد. بدا وكأنه فقد هذه "الخصوصية المميزة". بعد ان كانت ببساطة صفة ملتصقه به، هو مدرب يتكيف ويتطور ليبقى على صلة. والان يبدو أنه مدرب يقود اللعبة الى المستقبل، يسعى لتطوير فريق "متكامل"، وهي صيغة للنجاح في الكرة الحالية والمستقبلية. المرونة التكتيكية، واللاعبين الذين يمكنهم أن يتكيفو مع أساليب واستراتيجيات مختلفة، هذه هي كرة القدم في المستقبل، والآن يبدو ان تشيلسي في مقدمة الطريق.
أخر تحديث: