من أهل الدار
بنت الزهراء
تاريخ التسجيل: January-2014
الدولة: في تراب الوطن
الجنس: أنثى
المشاركات: 8,268 المواضيع: 1,296
مزاجي: هادئ؟؟احيانا
مُواجهة إيرانيّة ــ تركيّة مُباشرة في ريف حلب أسقطت كلّ التفاهمات بين الدولتين
مُواجهة إيرانيّة ــ تركيّة مُباشرة في ريف حلب أسقطت كلّ التفاهمات بين الدولتين
معارك شمال حلب الضارية تؤكد حسب مصادرمتابعة للتطورات في سوريا عن مواجهة مباشرة وغير مباشرة بين ايران وتركيا تؤكد فشل كل الاتصالات لتطبيع العلاقة بين الدولتين رغم محاولاتهما لترتيب الامور بالحد الادنى لكنها باءت بالفشل بسبب الملف السوري الذي اسقط كل محاولات التقارب في ظل موقف تركي صريح باسقاط الرئيس بشار الاسد ورفض اي حلول للازمة السورية وهذا ما يؤشر الى ان المعارك في سوريا تتصاعد وستأخذ اشكالا كبيرة من العنف، كما سيتوسع التوتر ليشمل العلاقات الروسية التركية بعد فشل كل الاتصالات الروسية لاقناع انقرة بتليين موقفها من سوريا.
وتضيف المصادر ان مسؤولا سورياً كبيراً كان قد أكد لدي ميستورا انه طالما تركيا تزود المقاتلين بالسلاح والعمل لاقامة المنطقة العازلة، فان كل الجهود الدولية لحل الازمة السورية ستفشل، وان تركيا هي الممول الاساسي للحركات التكفيرية في كل المنطقة مع قطر، وان القيادة التركية هي المسؤولة عن تنظيم المقاتلين وتزويدهم بكل ما يحتاجون وبالتالي فان لا اوهام عند المسؤولين السوريين بحلول في سوريا في المدى المنظور طالما الموقف التركي لم يتبدل، وسوريا رتبت اوراقها وجهوزيتها على هذا الاساس.
وتقول المصادر «ان الاتراك بادروا الى توجيه رسائل سلبية الى ايران منذ شهرين واكثر عبر اقفال كل المنافذ باتجاه نبل والزهراء واستتبعوا ذلك منذ شهر بتنفيذ هجوم شامل بمختلف انواع الاسلحة باتجاه البلدتين وباشراف ضباط اتراك وتم صدّ الهجوم، كما ان الاتراك بادروا الى الغاء بعض الترتيبات المتفق عليها بين الدولتين بشأن نبل والزهراء لجهة سحب الجرحى ودخول بعض التموين واخيراً وسعوا لتغيير قواعد اللعبة بالسيطرة الكاملة على ريف حلب الشمالي واقامة المنطقة العازلة.
وتشير المصادر الى ان التبدل التركي يعود لانزعاج الاتراك من التقارب الايراني – المصري، والتقارب الاميركي – الايراني وقرب التوصل الى اتفاق نووي، وان الانزعاج الاسرائيلي – التركي من تعاظم دور ايران هو نقطة التقاء بين الدولتين ويعملان على عرقلته وافشاله، كما ان الاتراك وسعوا من نفوذهم في سوريا في الفترة الاخيرة ودفعوا بمقاتلين الى درعا وريفي القنيطرة والجولان المحرر لتغيير موازين القوى والضغط على العاصمة دمشق.
هذه المحاولات التركية رد عليها المسؤولون الايرانيون على الفور، ووجهوا رسائل حاسمة لتركيا عبر العملية العسكرية في ريفي القنيطرة ودرعا واستتبعوها بريف حلب الشمالي حيث انهارت مواقع المسلحين بشكل سريع، مما دفع تركيا الى التدخل المباشر، وحسب المعلومات لدى المسؤولين السوريين فان اردوغان اكد بأنه لن يسمح باحداث تبدلات في ريف حلب الشمالي وتقدم الجيش السوري امر خطير، على تركيا ووجوده في السلطة.
وتضيف المصادر ان الجيش التركي عمد عبر اشراف مباشر من كبار ضباطه الى التدخل الفوري في معارك حلب وقاموا بالتشويش على الجيش السوري، وشاركت المدفعية التركية بعمليات القصف مع ادارة العمليات البرية وقد وصل اكثر من 1000 مقاتل الى ريتان مدعومين بقصف غزير لا يملكه المسلحون. ورغم ذلك فان الجيش السوري وحلفاءه احتفظوا باجزاء من البلدة، لكن 35 جنديا من الجيش السوري وقع في الاسر بعد ان نفدت ذخيرتهم.
وحسب المصادر، فان هناك من يؤكد بأن مواجهة مباشرة ربما حصلت بين الجيش التركي من جهة والجيش السوري وحلفائه الايرانيين عبر فيلق القدس في ريف حلب الشمالي، وهذا ما سيؤدي الى انهيار اي امكانية للتوافق بين تركيا وايران على الملف السوري، وبالتالي تصاعد التوتر بين البلدين، فيما تقول مصادر المعارضة السورية ان التدخل التركي المباشر هو رد على التدخل الايراني المباشر على الارض في سوريا واعلان الجيش السوري عن التدخل بشكل واضح ردت عليه تركيا بشكل مباشر وواضح.
وحسب المصادر فان الدور التركي في سوريا معروف وواضح منذ بداية الازمة، عبر حلم تركي باسقاط العروبة كحضارة وتاريخ وماض لصالح فكر عثماني انكشاري لن يعود مهما حصل، ولم يترك اي بصمة ايجابية في منطقتنا العربية رغم حكم الاتراك الذي دام لـ 400 سنة، وهذا الحلم العثماني يمتد ليشمل مصر والاردن وليبيا والمغرب وتونس والسعودية، والمدخل للحلم العثماني اسقاط هذه الدول عبر المجموعات الارهابية التي تتلقى الدعم والحماية من انقرة، وربما الهجمات في اوروبا تقف وراءها تركيا رداً على الرفض الاوروبي وتحديداً الفرنسي بانضمام تركيا الى السوق الاوروبية المشتركة.
لكن المصادر تسأل، اذا كان الدور التركي بات مكشوفا وواضحاً لكن الغريب الموقف الاميركي «الملتبس» في ظل استمرار التقارب الاميركي – التركي والاعلان عن تدريب مشترك بين الدولتين للمعارضة المقبولة في سوريا، حيث اميركا تعلم جيداً ان تركيا تقف وراء «داعش» و«النصرة» وكل الارهاب ولذلك يبقى السؤال، كيف يمكن تفسير الموقف الاميركي المزدوج بالتعامل مع الارهاب، وكيف يفسر تنسيق اميركا مع رأس الارهاب المتطرف في المنطقة، وكيف يمكن تفسير الموقف الاميركي الايجابي من قطر وفي الوقت نفسه تقدم قطر كل ما يلزم لـ«داعش» و«النصرة»، الا اذا كانت واشنطن تعتبر ان «داعش» و«النصرة» في سوريا هما غير «داعش» و«النصرة» في لبنان وليبيا والاردن وهناك «داعش» بلحم و«داعش» بزيت، «داعش» يذبح بالسكين و«داعش» يقتل بالرصاص. هذا الموقف الاميركي الملتبس من الارهاب يؤكد ان واشنطن لا تريد القضاء على الارهابيين بل تريدهم بريداً ووسيلة لمشاريعها، ومن يخرج عن الاميركيين يقتل ومن يعمل عندهم يمول بكل شيء، علما ان منطقة شمال حلب تعتبر المعقل الاقوى لفكر الاخوان المسلمين ووجودهم في سوريا وان «ريتان»انطلقت منها «جبهة النصرة» وتوسعت ومن هذه المنطقة بدأت العمليات العسكرية، وفي هذه المنطقة جرت اعنف المواجهات عام 1982 بين الجيش السوري والاخوان المسلمين حيث وجه لهم الجيش ضربة قوية في تلك الفترة، وتعتبر هذه المناطق الشمالية «امارة» للاخوان وافكارهم وقادتهم ومنها انطلقت راية الاخوان في سوريا.
وتختم المصادر بالتأكيد ان المنطقة بأكملها ترقص على «حافة الهاوية» وربما تصل الى مواجهات شاملة وبدون ضوابط عبر خرائط جديدة وتقسيمات ليست واشنطن بعيدة عنها في ظل سياسة «الوجوه المتعددة».
المصدر
رضوان الذيب-الديار
..