هل منكم رجلٌ أو أنثي
يتظاهر بكبرياء أمامِ
وينضب فتوته ويقول :
أنَّهُ حاربَ المستحيل مثلي ..!!
هيهات .. هيهات .. أيُّها الأمراء
أنتم .. تعشقون الكلمات الناعمة
وتشربون كل صباحا ومساءا
من كؤوس العشق الماجنة
ليالي حمراء .. ورقصٌ بروليتاري
مازالت أطلالكم تحاكي أفعالكم
تبيعون الكلام وتشترون القلوب
ثمنُ الكلام .. صورة سخيفة ..
ثمنُ القلب .. ليلة مهترية بالعار ..
الآن عرفتُ لماذا أنتم نبلاء ..
وآمنتُ بهمجيّةُ الجيروند
وفضيلة روبسبيير التي
تعشق السيف والمقصلة ..
وسوف أعلق على أجراس
قصري المناشير الملتهبة
بحقائق الديماغوجيّةُ التي
سُرفت أضعاف أضعاف
في سرّها افعالٌ لاتقبل
الرد .. ولا ترفض الشّاذ
أسمعوا .. يا سادة ..
أنا حاربت الشمس
وقهرت غطرستها
ورفعت سيفي في كبدها
لو بحثّم عن آثار معركتي
لوجدتم في تراب خدها خطوط
وفي ذرات شعاعها أطياف ومدود
منهكةٌ هي ومثقله بلعابي توحّشي
هل تعلمون .. ياسادة حقيقة ..!!
الشمس ليست فتاة ..
ولا جارية في خدمة أمير
ولا مومس في إسعاد صنديد
الشمس .. للأسف .. هي رجل ..
نعم .. هي .. رجلٌ
ولكن أدّعى الأنوثة ..
لا يرتدي فستان ..
ولا يعلق نجمة ..
ويكره رائحة الزهور ..
رجلٌ مصلوب الحرمان
رجلٌ فقده حبيبتهُ بسهولة
وسُرقت منه في قدر لا مقدّر
في واقع يُنسبُ أنّهُ متعدّي
وفي يوم المسرات خلف الغيب ..
هاجمني بقسوة السنين
ولطمني بحرارة الشكوى
ضرب .. ودافع .. وهاج .. وماج
وفي آخر المطاف
سلّم سيفه .. لأني كنت
متأكد أنه سوف يُسلّم
سلّم راية البعد .. وصارح
اشفقتُ عليه مذعناً
لأني رأيت في ذرائخ
مملكته صور حبيبته
وقصائد لا قِبل لها
مطرّزه بخمسين ألف
كوكبٌ .. وعدد النجوم
فوليتُ مدبراً .. وقسمت له
اللواء .. وسلمت له التاج
وحلفت أمام صور حبيبته
أن أنفي قصة هذه الملحمة ... شكرا **