مشكوره غلاي
موضوع قيم
شكراً جزيلاً على النقل
موفق ~
مؤلم جدًّا أن يعيش مثله بين أظهرنا لا يشعر به أحد، ولا يتنبه لفضله، وقيمته أحد، ثم مؤلم جدًّا أن يرحل هكذا من دون أن يشعر بهذا الرحيل المحزن أحد أيضًا، ومن دون أن يحس أحد بحجم هذا الفراغ الرهيب الذي خلفه بهذا الرحيل.
مؤلم جدًّا، ومحزن جدًّا، ومرعب جدًّا أن يعيش بيننا نحوًا من أربع وتسعين سنة عاكفًا على خدمة اللسان العربي، وعلى خدمة الذكر الحكيم من أصرح طريق لخدمته، وهو طريق فحص لغته، واكتشاف ما دقَّ من سرائرها، ومن غاب من قوانين نظامها، وما استتر من خفي معاني بعض ألفاظها على مدر نحو من ستين سنة متواصلة، أو يزيد، ثم يرحل فلا تتوقف الأمة لفحص آثار هذا الرحيل الذي كان ينبغي أن يكون نبؤه مدويًّا، ووقعه صادمًا.
رحل تمام حسان وهو في قمة شموخه، وفي عنفوان عطائه، رحل جبل علم شامخ صلب.
رحل بعد حياة حافلة مديدة لا بعد السنين، وإنما بعد الثمرات التي قذفها في عقل هذا العالم الرحيب. رحل زاهدا غير مزهود فيه، كما عاش زاهدًا، وهو قادر على أن يحوز بملكاته جزءًا كبيرًا من هذه الدنيا.
رحم الله العلامة الجليل تمام حسّان، وأسبغ عليه وابل رحمته، وأحسن إليه الإحسان الذي يليق بجلال المسئول سبحانه.
وُلد تمام حسّان عمر داود في 27 يناير1918م، بقرية الكرنك، من أعمال محافظة قنا، إحدى محافظات صعيد مصر العامر.
أ- أتم حفظ القرآن الكريم 1929م.
ب- وحصل على الشهادة الابتدائية 1934م.
ج- وحصل على الشهادة الثانوية 1939م.
د- ثم على ليسانس دار العلوم، يوم كانت مدرسة عليا 1943ه.
ولا- المؤلفات:
أ- مناهج البحث في اللغة، القاهرة 1955م، ثم الدار البيضاء 1992م.
ب- اللغة بين المعيارية والوصفية، القاهرة 1958م، ثم الدار البيضاء 1992م.
ج- اللغة العربية: معناها ومبناها، القاهرة 1973، ثم 1979م.
د- الأصول: دراسة إبستمولجية لأصول الفكر اللغوي العربي، القاهرة 1982م.
ه- التمهيد في اكتساب اللغة العربية لغير الناطقين بها، مكة المكرمة 1984م.
و- مقالات في اللغة والأدب (مجلدان) مكة المكرمة 1985م، ثم القاهرة 2006م.
ز- البيان في روائع القرآن، القاهرة 1993م، ثم القاهرة 2009م.
ح- الخلاصة النحوية، القاهرة 2000م.
قُـــمْ للـمـعـلّـمِ وَفِّــــه التـبـجـيـلا
كــادَ المعـلّـمُ أن يكـونَ رســـولا
فهـوَ الـذي يبنـي الطبـاعَ قويمـةً
وهوَ الذي يبنـي النفـوس عُـدولا
حياكم الله