لا أنسى عندما كانت والدتي تأخذني مع شقيقاتي للتسوق حيث كنا نمضي ساعاتٍ وساعات دون ملل. وندخل من متجرٍ إلى آخر ونجرب كل قطعةٍ تعجبنا والسعادة تغمرنا.
لكن هذه التجربة الرائعة بالنسبة لي كانت تتحول إلى نظامٍ عسكري منضم في حال رافقنا والدي! فعلى الرغم من أنه والدٌ رائع إلا أنه رجلٌ في النهاية وغير قادر على فهم ماهية الشعور الذي يسيطر على المرأة عندما تخرج للتسوق.
أعتقد "ودون الحاجة إلى سؤال" أن قليلاتٍ منا يسألن أزواجهن لمرافقتهن في جولةٍ تسوقية وذلك لسببين بسيطين.
الأول أن جواب الأزواج في معظم الحالات سيكون "لا، اذهبي وحدك"، والثاني هو أن المرأة تريد أن تختصر على نفسها عناء التعليقات والتأففات الآتية من الرجل وبالتالي لا تسأله مرافقتها أصلاً.
لكن لماذا يكره الرجال التسوق مع المرأة إلى هذا الحد؟ أردت معرفة الجواب من أفواه الرجال، وهذا ما قالوه.
الأمر يتعلق بالجينات
يقول عادل أن التسوق عبارة عن مورّثة أو "جين" موجود لدى جنس النساء فحسب. ولذلك لن يتمكن الرجل من الاستمتاع بعملية التسوق أصلاً لأنه لا يملك هذه المورّثة.
أما سامر الحلبي فلديه مجموعة من الأسباب يضعها في لائحة وهي أن النساء:
1- لا يعرفن ماذا يردن شراءه
2- يردن تجربة كل موجودات المحل قبل أن يخترن قطعةً ما.
3- معطم ما يشترينه إما يعدنه أو يستبدلنه في اليوم التالي.
وبرأي سامي كيالي أن السيدات يتحولن إلى مخلوقاتٍ متطلبة لا يعجبها العجب عندما يدخلن في "مود" التسوق، في حين أن الرجال ينهون عملية التسوق بشكلٍ بسيطٍ جداً ويمكن تلخيص العملية بأكملها بثلاثة مراحل: دخول المحل، اختيار القطعة، دفع ثمنها والخروج.
طارق يرى أن التسوق مع المرأة يصيبه بألمٍ في المفاصل إضافةً إلى أنه مضيعة لوقته.
قل لي مع من تتسوق أقل لك من أنت
أنس لديه استراتيجية أخرى فيما يتعلق بالتسوق مع المرأة. فهو يرى أن ردة فعل الرجل تختلف باختلاف هوية المرأة التي يصحبها في التسوق. فإن كانت حبيبة جديدة أو خطيبة يكون الرجل سعيداً ومتحمساً وقد يصطحبها حتى إلى متاجر لم تكن تعلم بوجودها. لكن مع زوجته أو شقيقته أو أمه يفقد اهتمامه بالأمر ويصبح متردداً ومتهرباً.
من ناحيةٍ أخرى يرى ملاذ أن الرجل يكره التسوق مع المرأة لأنها تأخذ وقتاً طويلاً في تحليل واختبار كل قطعةٍ تراها ولأنها تريد الوقوف أمام واجهات كل المحلات التي تراها مما يسبب للرجل الإرهاق والتعب والملل خاصةً بعد يومٍ طويل في العمل
ما هو رأي حوّاء؟
تدافع ميّا عن المرأة في هذا الصراع. إذ تقول أن الرجل يكره التسوق مع المرأة كما تكره المرأة مشاهدة مباريات كرة القدم مع الرجل أو متابعة الأخبار السياسية والرياضية. أما نوال فترى أن الرجال يبالغون جداً في الموضوع لأن هناك الكثير من النساء اللواتي يستغرقن وقتاً قصيراً جداً خلال التسوق أو حتى يكرهن التسوق من أساسه. في حين ترى رؤى أنه في المقابل هناك رجالٌ يحبون التسوق بدورهم ويقضون ساعاتٍ طويلة في انتقاء ملابس جديدة ويتابعون آخر صيحات الموضة، لكن ربما يحرجون من التصريح بذلك على الملأ كي لا تهتز صورتهم الرجولية.
من على حق؟
إذاً هل المرأة فعلاً الملامة في هذا الجدال؟ هل نحن حقاً كنساء لا تحتمل صحبتنا عندما تجتاحنا حمى التسوق؟ أم أن الرجال يبالغون ويريدون الانتقاد فحسب؟
شاركونا بآرائكم