بغداد/المسلة: نشرت شبكة "سي بي أس" نيوز الأميركية، صورة جديدة لزعيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي. وأظهرت الصورة البغدادي أثناء تواجده في معسكر بوكا أوائل عام 2004، مرتدياً بزة السجن الصفراء.
وكشفت تحقيقات سابقة للقناة الأميركية أن البغدادي واحد من بين 12 قيادياً داعشياً، سجنوا في سجن بوكا، وهو واحد من أصعب السجون الأميركية في العراق. ولفتت إلى أن البغدادي قضى 10 أشهر في السجن، من فبراير حتى ديسمبر 2004، برفقة ما يقارب 12 آخرين أضحوا جميعاً من بين قيادات التنظيم المتطرف.
وفي تفاصيل أوردها موقع "بيزنيس انسايدر"، تبين أن البغدادي اعتقل أثناء اجتماعه بمسلحين مشتبه بهم في الفلوجة، ونقل إلى السجن في غضون عدة أيام من اعتقاله، وأرجع سبب سجنه إلى أن "الولايات المتحدة رأت أنه يعرض عملياتها العسكرية للخطر".
وكان البغدادي يعمل آنذاك كموظف في الجامعة، ولم يكن هو المستهدف بالاعتقال، بحسب ما أورد متخصص الجماعات المتطرفة هاشم الهاشمي في كتاب "
ISIS: Inside The Army of Terror إنما المستهدف إرهابي يدعى نصيف نعمان نصيف.
وقد أظهرت هوية البغدادي أو البطاقة التي منحت له في السجن، فضلاً عن ملفات سجنه، أنه اعتقل كموقوف مدني، وليس إرهابياً أو مسلحاً، بحسب الهاشمي.
يذكر أن الظهور العلني الوحيد للبغدادي كان عندما أعلن نفسه "خليفة"، وقدم خطبة في مسجد بالموصل، في يونيو، كما ظهر تسجيل صوتي له في نوفمبر، يحث فيه أتباعه على "تفجير براكين الجهاد في كل مكان".
وتشير مجلة نيوزويك" الامريكية الى ان البغدادي من مواليد سامراء عام 1971، وينحدر من منطقة الجابرية.
ولم تكن أسرة البغدادي ميسورة، لكن اثنين من أعمامه عملا في الأجهزة الأمنية السابقة، ما يعني أنهم كانوا يتمتعون بمكانة اجتماعية أوجدت قدراً من التقدير أو الخوف في نفوس سكان الحي.
وبحسب احد معارف عائلة البغدادي "نشأ زعيم داعش في أسرة فقيرة، وكان شديد الانطواء، ويتردد على الجامع ويكثر من القراءة والدراسة، ولا شيء سواه".
والمنطقة التي نشـأ بها البغدادي، تبعد مسافة 1 كلم ونصف عن ضريح الإمام حسن العسكري، وهي من أقدس المناطق لدى أبناء الطائفة الشيعية، ولكن للضريح أيضاً أهمية خاصة في نفوس السنة في سامراء.
ووفق آلة البروباغندا الخاصة بـ"داعش"، ونقلاً عن ياسر فهمي، من سكان سامراء "لعبت نشأة البغدادي الدينية، دوراً كبيراً في حياته، حيث تردد على حلقات ودروس دينية".
وقال المحلل العراقي من معهد المنتدى الاقتصادي سجاد إياد "لم أرَ أي دليل مقنع عن مثل ذلك التشدد الديني المبكر، يدهشني القول إن البغدادي كان متديناً، لأن معظم العراقيين الذين انضموا لمجموعات جهادية، كانوا بعثيين علمانيين قبل عام 2003".
كما قال عراقيون من سامراء "كان البغدادي يحب ممارسة الألعاب الرياضية، وخاصة كرة القدم".
ولكن مواقع "داعش" تشير إلى أنه خلال تلك السنوات المبكرة في حياته درس القرآن والعلوم الإسلامية، وأنه كان خطيباً لجامع أحمد بن حنبل.