مثلكِ نادرة . من رحِم أي أنثى أتيتِ . أم أنها أنجبتكِ الطبيعة من أرا حيق الورد وتغريد العنادل وصوت الماء ولون الزهر
أنتِ أنثى مختلفة أتتْ من عالم مختلف على بساط الريح .. يا من تهمسين بإذن العصفور وتنسجين أحاديث الفراشات وتفهمين صمت الشجر - أهمسِ بأُذني أحبُك - لا كتشف أن للأصواتِ ألوان وأن صوتكِ وحده الموسيقى والموسيقى ما اكتشفت إلا من قيثارة أوتارك .. قولي لي أحبُك بصوتٍ أعلى . لأعرف أين تكون نهاية الموت وبداية العمر . منبع الأيام وأزلية الدهر . هيبة الوقار والكهولةِ وعصور الأشياء القديمة وأرض القدر .. جمالكِ يُعلل اختلاف عالمك . وفتنتكِ تُفشي علاقة السماءِ بالنقاء وأسرار قطرات المطر . تلك قطرات المطر التي اغتسلت بجسدك لا بد وأنها في مكانٍ ما مجتمعة . في الأرض في السماء على سفح غيمة ماطرة أم في باطن بئرٍ مباركةٌ هي الآن عند البشر .. ألا تعلمين أنه عندما أتنفس أنفاسكِ أتكلم بكل لغات مخلوقات الأرض . أقول لكِ أحبُك بلغة الطيور لغة الأسماك لغة الحيوانات ولغة العشب والمروج والقُطعان وتعزفها نايات الرُعيان وينطق بها الصخر أحبُك ,
أيتها الألمعية , أنتِ لستِ من هذا الكون وهذا العالم ليس عالمكِ . أن أحبُك فهذا العالم لا يستحقكِ . هذا العالم سيء هذا العالم لعين لا يستحق أن تطل عليه الشرفات وتفتح له النوافذ والأبواب . لا يستحق أن تُداعب فيه أمواج الشاطيء الجزيرة لا يستحق تحليق النوارس في سماءه عالياً أن يملأ فضاءه صوت الأبواق وترسوا على ضفافه السفينة .. هيا , لنذهب بعيداً جداً عن هذا العالم القذر . قبل أن يتنكّر البحر للمحيط ويختار المدينة . قبل أن تنحرف الشمس عن مجراها وترتبكُ ويرتبكُ بها النهار وينفجر القمر . وقبل أن تمّل الفصول الطبيعة وتتغير ملامح الطيبة .. حبيبتي , مثلكِ لا تعرف البكاء . مثلكِ لا تعرف الحزن . الخيانة . الغدر . الندم . وقلبك لم يتعلّم بعد فلسفة الألم . مثلك تجهل الفقد والجرح . الأنين والعذاب . الغصّات الدموع . تجهلين لماذا تنسدل الستائر ليلاً . ولماذا يعاشر الأرقْ تكتكة الساعة على حائط الانتظار ,
أيتها الأنثى الدهرية . هيا نرحل , لن يكلفنا ذلك شيء ولن نفتقد شيء ولن نحتاج إلى شيء ولن نعدم الوسيلة . فقط اغمضي عينيكِ وابتسمي لترتطم سماءٌ بسماء وأرضٌ بأرض وأرضٌ بسماء . ليزداد جريان السيول وتغصّ الوديان بالماء . ولتختفي الثُريا وتبحث نجوم السماء عن سماء .. أضحكِ ليسقط الكون في كأس خمرة ويبدأ عهد تغيّر الأشياء . تُنسى التواريخ ويُفقد الوقت ويتمرد الصوت على الحناجر آذناً لعودة الماضي لعودة العصر القديم لعودة العصر الجليدي والميلاد على عتبات بدء التكوين .. قبليني فنعود , نُوغل في السفر أكثر في الرحيل أكثر نطلق بسرعةٍ أكبر ونتقدم أكثر حتى يشيخُ خلفنا الميلاد وتتعاقب الأجيال ويتقدّم بنا الزمن وتسرع بنا الأيام أكثر وأكثر وأكثر .. وأينما نحب نقف - فتتوقفين عن تقبيلي - تنظرين حولك . انظري الآن أين نقف . ها نحن على أرض الحب أرض أغنيةً فيروزية ولحنٌ رحباني وتحت سماءِ نَغمٍ أمازيغية وموالٍ حجازي .
حباً بالله ما رأيتُ مثلكِ . ألف امرأة ناضجة ألف أنثى فاتنة ألف أميرةٍ حالمة ألف وردةٍ عطرية وألف نجمةٍ لامعة وألف أمنيةٍ حقيقة يا ؟
بالمناسبة ما اسمك . أكان فاطمة .. !