ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
1 ﻗﻴﻞ ﻟﻌﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ: ﺇﻥَّ ﺭﺟﻼ ﻗﺎﻝ: ﺇﻧﻚ ﻟﺴﺖ ﻟﻪ ﺑﺄﻡ، ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﺻﺪﻕ ﺃﻧﺎ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﻭﻟﺴﺖ ﺑﺄﻡ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ. ((ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ)) ﻟﻶﺟﺮﻱ (5 /2393)
2 ﺃﺷﺪ ﺍﻟﺴﻬﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺎﺑﺖ ﺍﻷﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﺮﺽ ﻷﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺭﻣﻴﻬﺎ ﺑﺎﻹﻓﻚ ﻭﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ
3 ﺃﺛﺎﺭ ﺍﻹﻓﻚ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﻭﺍﻟﻤﺘﺠﺪﺩ ﺣﻔﻴﻈﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻓﺘﻀﺎﻋﻔﺖ ﻣﺤﺒﺘﻬﻢ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﺯﻭﺟﺎﺗﻪ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺍﺕ، ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ
4 ﻣﻦ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﺻﻄﻔﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻨﺒﻴﻪ ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﺻﻄﻔﺎﺀ ﺻﺤﺎﺑﺘﻪ ﻭﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﺃﺯﻭﺍﺟﻪ ﻓﺠﻌﻞ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺧﻴﺮ ﺍﻷﺻﺤﺎﺏ ﻭﺁﻝ ﺑﻴﺘﻪ ﺧﻴﺮ ﺍﻵﻝ ﻭﺃﺯﻭﺍﺟﻪ ﺧﻴﺮ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ
5 ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺧﻴﺮﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻋﻠﻤًﺎ ﻭﻋﻤﻠًﺎ ﺳﻠﻮﻛًﺎ ﻭﺍﺗﺒﺎﻋًﺎ ﺧَﻠْﻘًﺎ ﻭﺧُﻠُﻘًﺎ ﺣﺴﺒًﺎ ﻭﻧﺴﺒًﺎ ﻭﺍﺟﺘﻤﻊ ﻓﻴﻬﻦ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﺼﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ.
6 ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﻧﺴﺎﺋﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﺷﻌﺎﻋًﺎ ﻭﻗَّﺎﺩًﺍ ﻭﻗﺪﻭﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻣﻌﻠﻤﺔ ﻧﺎﺻﺤﺔ ﻻ ﻳُﺮﺩﻥ ﺑﺘﻌﻠﻴﻤﻬﻦ ﻭﻧﺸﺮ ﻣﻴﺮﺍﺙ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
7 ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻊ ﺳﻤﻮ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﻟﻢ ﻳﻘﻌﺪﻥ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﺑﻞ ﺷﺎﺭﻛﻨﻪ ﺿﺮﺍﺀﻩ ﻭﺳﺮﺍﺀﻩ ﻭﺻﺒﺮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻈﻒ ﻭﺧﻔﻔﻦ ﻋﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﺠﺪﻩ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺩﻋﻮﺗﻪ
8 ﻛﻦ ﻧﺴﺎﺅﻩ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻌﻠﻤﺎﺕ ﻟﻨﺴﺎﺀ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﻴﻞ، ﻭﻣﺮﺷﺪﺍﺕ ﻟﻸﺟﻴﺎﻝ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻦ، ﻓﺄﺻﺒﺤﻦ ﺑﺤﻖ ﺭﺍﺋﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ ﻧﺴﺎﺀ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﻴﻞ، ﺑﻞ ﻭﻓﻲ ﺭﺟﺎﻟﻪ
9 ﻻﺯﻡ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﴿ﻠِﺘُﺆْﻣِﻨُﻮﺍ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟِﻪِ ﻭَﺗُﻌَﺰِّﺭُﻭﻩُ ﻭَﺗُﻮَﻗِّﺮُﻭﻫُ﴾ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮﻩ ﻓﻲ ﺃﺯﻭﺍﺟﻪ
10 ﻣﻦ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺇﺫﺍ ﺗﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﻧﺴﺎﺋﻪ ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺨﻔﺾ ﻟﻬﺎ ﺟﻨﺎﺣﻪ ﻷﻧَّﻬﺎ ﺃﻡ ﻭﻳﻠﻴﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﺣﻘﻬﺎ ﻭﻳﻤﺪﺣﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻣﺪﺣﺖ ﺑﻪ
11 ﻣﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻨَّﺒﻲ ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﺳﻠﻢ ﺍﻟﺼِّﺪِّﻳﻘﺔ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺼِّﺪِّﻳﻖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ
12 ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻳﺴﺘﺤﺒﻮﻥ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺎ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨَّﺒﻲ ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺣُﺒًّﺎ ﻟﻤﺎ ﻳﺤﺒﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
13 ﺩﺃﺏ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﺍﻷﺧﻴﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺤﺐ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻭﻳﺘﻌﺒﺪﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺪﻳﻨﻮﻧﻪ ﺑﻤﻮﺩَّﺗﻬﺎ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﻳﺤﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
14 ﺑﻠﻎ ﺑﻘﻮﻡ ﺟﻔﺎﺅﻫﻢ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺒﻠﻐًﺎ ﻳﻜﺎﺩﻭﻥ ﻻ ﻳﻮﺍﻓﻘﻮﻥ ﺑﻤﺤﺒﺘﻬﻢ ﻣﺤﺒﺘﻪ، ﻭﻻ ﺑﺮﺿﺎﻫﻢ ﺭﺿﺎﻩ، ﻓﺸﻨﺆﻭﺍ ﻣﻦ ﺃﺣﺐ، ﻭﺳﺨﻄﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺮﺿﺎﻩ
15 ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺣﺒﻴﺒﺔ ﺧﻠﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﺍﻟﺼِّﺪِّﻳﻘﺔ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺼِّﺪِّﻳﻖ، ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺑﻨﺖ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻷﻛﺒﺮ، ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ
16 ﺇﺧﻮﺓ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻫﻢ: ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ, ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ, ﻭﺃﺳﻤﺎﺀ، ﻭﻣﺤﻤﺪ، ﻭﺃﻡ ﻛُﻠﺜﻮﻡ, ﻭﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻭﻟﺪﺕ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ.
17 ﻷﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺛﻼﺙ ﻋﻤﺎﺕ ﺻﺤﺎﺑﻴﺎﺕ، ﻭﻫﻦ: ﺃﻡ ﻋﺎﻣﺮ، ﻭﻗُﺮَﻳﺒﺔ، ﻭﺃﻡ ﻓَﺮﻭﺓ, ﻭﻟﻬﺎ ﺃﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺿﺎﻋﺔ ﻫﻲ ﺯﻭﺟﺔُ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻘُﻌَﻴﺲ.
18 ﻛﺎﻥ ﻷﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻟﻲ ﺗﻜﺮﻣﻬﻢ ﻭﺗﺤﺴﻦ ﺇﻟﻴﻬﻢ, ﻭﻫﻢ: ﺑَﺮﻳﺮﺓ, ﻭﺳﺎﺋﺒﺔ, ﻭﻣُﺮﺟﺎﻧﺔ, ﺃﺑﻮ ﻳﻮﻧﺲ, ﻭﺫَﻛﻮﺍﻥ.
19 ﻟﻢ ﺗﺪﺭﻙ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ, ﺑﻞ ﻭﻟﺪﺕ ﺑﻤﻜﺔ، ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺑﺄﺭﺑﻊ ﺳﻨﻴﻦ ﺃﻭ ﺧﻤﺲ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ، ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻮﻟﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻷﺑﻮﻳﻦ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ.
20 ﻗﺎﻟﺖ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔﻟﻢ ﺃﻋﻘﻞ ﺃﺑﻮﻱ ﺇﻻ ﻭﻫﻤﺎ ﻳﺪﻳﻨﺎﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻟﻢ ﻳﻤﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻳﻮﻡ ﺇﻻﻳﺄﺗﻴﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻃﺮﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺑﻜﺮﺓ ﻭﻋﺸﻴﺔ
21 ﻧﺸﺄﺕ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻓﻲ ﺃﺳﺮﺓ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﺫﺍﺕ ﻳﺴﺎﺭ, ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻌﻢ ﻓﻲ ﻋﻴﺶ ﺭﻏﻴﺪ، ﻓﺄﺑﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺗﺠـﺎﺭ ﻣﻜﺔ, ﻳﺄﻟﻔﻪ ﻗﻮﻣﻪ ﻭﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﻣﻌﻪ ﻟﻌﻠﻤﻪ ﻭﺗﺠﺎﺭﺗﻪ.
22 ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻛﻢ ﺃﻧﻔـﻖ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﻨﺸﺮ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺃﻋﺪ ﺭﻭﺍﺣﻞ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻭﺣﻤﻞ ﻣﻌﻪ ﺧﻤﺴﺔ ﺁﻻﻑ ﺩﺭﻫﻢ ﻭﺍﺷﺘﺮﻯ ﻋﺪﺩﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻗﻴﻖ ﻣﻤﻦ ﺃﺳﻠﻢ ﻟﻴﺤﺮﺭﻫﻢ
23 ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻫﺎﺟﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺗﺠﺎﻭﺯﺕ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻫﺎ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﻬﻢ ﻭﺗﻌﻲ ﻭﺗﺤﻔﻆ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ
24 1-ﻳﺤﺴﻦ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻭﺑﻴﻦ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻓﻬﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﺜﻘﺔ ﻭﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ
25 2-ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﺮﺍﻩ ﺧﻴﺮ ﺻﺤﺎﺑﺔ ﺍﻟﻨَّﺒﻲ ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﺗﺮﻯ ﻣِﻦ ﻧُﺼﺮﺗﻪ ﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺎ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺸﺮﻑ ﺑﺎﻻﻧﺘﺴﺎﺏ ﺇﻟﻴﻪ.
26 3-ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺯﻭﺟﺔ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﺃﻣﺎ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻗﺪ ﺯﻛﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻤﻬﺎ ﻟﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﻠﻬﺎ ﻭﻳﺜﻖ ﺑﺮﺃﻳﻬﺎ ﻭﻳﺴﺄﻟﻬﺎ ﻭﻳﺮﻭﻱ ﻋﻨﻬﺎ
27 4-ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﻄﻒ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﺤﻨﺎﻥ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻬﺎ: (ﺍﻧﻈﺮﻱ ﺣﺎﺟﺘﻚ ﻓﺎﻃﻠﺒﻴﻬﺎ ﺇﻟﻲّ).
28 5- ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺒﺮﺍﺀ ﻗﺎﻝ: (ﺩﺧﻠﺖ ﻣﻊ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻣﻀﻄﺠﻌﺔ ﻗﺪ ﺃﺻﺎﺑﺘﻬﺎ ﺣﻤﻰ، ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺃﺑﺎﻫﺎ ﻳﻘﺒّﻞ ﺧﺪﻫﺎ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻛﻴﻒ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺑﻨﻴﺔ)
29 6-ﻭﻟﻤﺎ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ: (ﻳﺎ ﺑﻨﻴﺔ، ﻣﺎ ﻣِﻦ ﺍﻟﻨَّﺎﺱ ﺃﺣﺪ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻲَّ ﻏﻨﻰ ﺑﻌﺪﻱ ﻣﻨﻚ، ﻭﻻ ﺃﻋﺰ ﻋﻠﻲَّ ﻓﻘﺮًﺍ ﻣﻨﻚ).
30 ﻛﻨﻴﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻫﻲ ﺃﻡ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻨﺎﻫﺎ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻨَّﺒﻲ ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺫﻟﻚ, ﻓﻜﻨﺎﻫﺎ ﺑﺎﺑﻦ ﺃﺧﺘﻬﺎ ﺗﻄﻴﻴﺒًﺎ ﻟﺨﺎﻃﺮﻫﺎ
31 ﻛﺎﻥ ﻷﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻘﺎﺏ، ﻭﻣﻀﺎﻣﻴﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻟﻘﺎﺏ ﺩﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻴﻢ ﻓﻀﻠﻬﺎ ﻭﺷﺮﻓﻬﺎ، ﻭﻛﺜﺮﺗﻬﺎ ﻣﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻭﺍﻟﺸﺮﻑ
32 ﻣﻦ ﺃﻟﻘﺎﺑﻬﺎ: ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ: ﻭﻫﻮ ﺃﺷﻬﺮ ﺃﻟﻘﺎﺑﻬﺎ، ﻭﻗﺪ ﻟﻘﺒﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻪ ﻭﻫﻮ ﺃﺻﺪﻕ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻴﻦ
33 ﻭﻣﻦ ﺃﻟﻘﺎﺑﻬﺎ: ﺣﺒﻴﺒﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﻭﻫﻮ ﻟﻘﺐ ﻣﺴﺘﻨﺒﻂ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻬﺎ ﺑﻤﺰﻳﺪ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻣﻨﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
34 ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻤﺤﺒﺔ ﺯﺍﺋﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ
35 ﻭﻣﻦ ﺃﻟﻘﺎﺑﻬﺎ: ﺍﻟﻤﺒﺮﺃﺓ ﻭﻫﻮ ﻟﻘﺐ ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ؛ ﻟﻨﺰﻭﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺒﺮﺍﺀﺗﻬﺎ ﻣﻤﺎ ﺭﻣﺎﻫﺎ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻹﻓﻚ، ﻓﻬﻲ ﺍﻟﻤﺒﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺳﺒﻊ ﺳﻤﺎﻭﺍﺕ.
36 ﻭﻣﻦ ﺃﻟﻘﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ:ﻓﻘﺪ ﺷﻬﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﺎ ﺑﺬﻟﻚ؛ ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﻘﻴﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺍﻹﻓﻚ: ﴿ﻮﺍﻟﻄﻴﺒﺎﺕ ﻟﻠﻄﻴﺒﻴﻦ ﻭﺍﻟﻄﻴﺒﻮﻥ ﻟﻠﻄﻴﺒﺎﺗ﴾
37 ﻗﺎﻟﺖ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ: (ﻭﺇﻧﻲ ﻻﺑﻨﺔ ﺧﻠﻴﻔﺘﻪ ﻭﺻﺪﻳﻘﻪ ﻭﻟﻘﺪ ﻧﺰﻝ ﻋﺬﺭﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻟﻘﺪ ﺧﻠﻘﺖ ﻃﻴﺒﺔ ﻭﻋﻨﺪ ﻃﻴﺐ ﻭﻟﻘﺪ ﻭﻋﺪﺕ ﻣﻐﻔﺮﺓ ﻭﺭﺯﻗﺎ ﻛﺮﻳﻤﺎ)
38 ﻭﻣﻦ ﺃﻟﻘﺎﺑﻬﺎ: ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺔ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺮﻭﻕ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺫﺍ ﺣﺪﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻳﻘﻮﻝ: (ﺣﺪﺛﺘﻨﻲ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺔ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺣﺒﻴﺒﺔ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺒﺮﺃﺓ)
39 ﻭﻣﻦ ﺃﻟﻘﺎﺑﻬﺎ: ﺍﻟﺤﻤﻴﺮﺍﺀ: ﻭﻫﻮ ﺗﺼﻐﻴﺮ ﺣﻤﺮﺍﺀ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ: (ﻭﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺏ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ﻫﻲ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﺑﺸﻘﺮﺓ، ﻭﻫﺬﺍ ﻧﺎﺩﺭ ﻓﻴﻬﻢ)
40 ﻭﻣﻦ ﺃﻟﻘﺎﺑﻬﺎ: ﻣﻮﻓﻘﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻘﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻘﺒﻬﺎ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.
41 ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻨﺎﺩﻳﻬﺎ ﺑـــ ﻳﺎ (ﻋﺎﺋﺶ), ﻭ(ﻋﻮﻳﺶ), ﻭ(ﻳﺎ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺼِّﺪِّﻳﻖ), ﻭ(ﻳﺎ ﺑﻨﺖ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ).
42 1-ﺃﺑﻮ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻫﻮ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼِّﺪِّﻳﻖ: ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻗُﺤﺎﻓﺔ -ﻭﻫﻮ ﻋﺜﻤﺎﻥ- ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮٍ، ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ، ﺍﻟﺘﻴﻤﻲ.
43 2-ﻭﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺁﻣﻦ ﺑﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺃﻭﻝ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ, ﻭﺧﻴﺮ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ ﺑﻞ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﻨَّﺎﺱ ﺑﻌﺪ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ
44 3- ﻭﻟﺪ ﺑﻤﻜﺔ، ﻭﻧﺸﺄ ﺑﻬﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﺃﻋﺎﻇﻢ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﻭﺳﻴﺪًﺍ ﻣﻦ ﺳﺎﺩﺍﺕ ﻗﺮﻳﺶ، ﻭﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺃﻏﻨﻴﺎﺋﻬﻢ.
45 4- ﻛﺎﻥ ﻋﺎﻟﻤًﺎ ﺑﺄﻧﺴﺎﺏ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻭﺃﺧﺒﺎﺭﻫﺎ ﻭﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻮﺻﻮﻓًﺎ ﺑﺎﻟﺤﻠﻢ ﻭﺍﻟﺮﺃﻓﺔ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ، ﺧﻄﻴﺒًﺎ ﻟﺴِﻨًﺎ، ﻭﺷﺠﺎﻋًﺎ ﺑﻄﻠًﺎ.
46 5- ﻭﻛﺎﻥ ﺻﺎﺣَﺐ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻫﺎﺟﺮ ﻣﻌﻪ، ﻭﺩﺧﻞ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﻐﺎﺭ، ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﴿ﺜَﺎﻧِﻲَ ﺍﺛْﻨَﻴْﻦِ ﺇِﺫْ ﻫُﻤَﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟْﻐَﺎﺭِ ﴾.
47 6- ﻭﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺋﻠﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻣﻨﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻣﺘﺨﺬًﺍ ﺧﻠﻴﻠًﺎ ﻏﻴﺮ ﺭﺑﻲ ﻻﺗﺨﺬﺕ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮٍ
48 7- ﺑﻮﻳﻊ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺨﻼﻓﺔ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻨَّﺒﻲ ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﺪﺓ ﺧﻼﻓﺘﻪ ﺳﻨﺘﻴﻦ ﻭﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻭﻧﺼﻒ ﺷﻬﺮ، ﻭﺗﻮﻓﻲ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﺎﻡ 13ﻩ ﻭﻋﻤﺮﻩ 63ﺳﻨﺔ.
49 1_ ﺃﻣﻬﺎ ﻫﻲ ﺃﻡ ﺭﻭﻣﺎﻥ، ﻗﻴﻞ: ﺍﺳﻤﻬﺎ ﺯﻳﻨﺐ، ﻭﻗﻴﻞ: ﺩﻋﺪ - ﺑﻨﺖ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﻋﻮﻳﻤﺮ ﻭﻧﺴﺒﻬﺎ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻷﺏ ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻷﻡ.
50 2_ ﺗﺰﻭﺟﻬﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻮﻓﻲ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺍﻷﺯﺩﻱ.
51 3_ ﺃﺳﻠﻤﺖ ﺃﻡ ﺭﻭﻣﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ، ﻭﺑﺎﻳﻌﺖ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻫﺎﺟﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻊ ﺃﻫﻠﻪ، ﻭﺁﻝ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ.
52 ﺗﺰﻭﺝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺑﺒﻀﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﺷﻬﺮﺍ ﻓﻲ ﺷﻮﺍﻝ ﻭﻋﻤﺮﻫﺎ 6 ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﺩﺧﻞ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﻮﺍﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ ﻭﻋﻤﺮﻫﺎ 9 ﺳﻨﻮﺍﺕ
53 ﺗﺼﻒ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺟﻬﺎﺯ ﺣﺠﺮﺗﻬﺎ ﻓﺘﻘﻮﻝ: (ﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﺮﺍﺵ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺩﻣﺎ، ﺣﺸﻮﻩ ﻟﻴﻒ)
54 ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻏﻴﺮ ﻓﺮﺍﺵ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ، ﺛﻢ ﺭﺯﻗﺖ ﻓﺮﺍﺷًﺎ ﺁﺧﺮ, ﻭﺿﻤﺖ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺃﺛﺎﺙ ﺣﺠﺮﺗﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﺪ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻣﺼﺒﺎﺡ.
55 1-ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺠﺮ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻓﻲ ﺷﺮﻗﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺑﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺠﺮﺓ ﻭﺍﻗﻌﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻐﺮﺏ، ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﺻﺎﺭ ﻓﻨﺎﺀ ﻟﻬﺎ.
56 2-ﻛﺎﻥ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﺤﺠﺮﺓ 6 ﺃﻭ 7 ﺃﺫﺭﻉ ﺟﺪﺭﺍﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻴﻦ ﻭﺳﻘﻔﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺮﻳﺪ ﺍﻟﻨﺨﻞ ﻗﺼﻴﺮ ﻳﻨﺎﻟﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻘﻒ ﻣﻐﺸﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺑﻤﺴﻮﺡ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻟﻜﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻭﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻄﺮ
57 3-ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻠﺒﺎﺏ ﻣﺼﺮﺍﻉ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻋﺮﻋﺮ ﺃﻭ ﺳﺎﺝ ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺟﻨﺐ ﺍﻟﺤﺠﺮﺓ ﻣﺸﺮﺑﺔ (ﺃﻗﺎﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺷﻬﺮﺍ ﺯﻣﻦ ﺍﻹﻳﻼﺀ)
58 ﻗﺎﻟﺖ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ: ﻣﺎ ﺷﺒﻊ ﺁﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻨﺬ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﻃﻌﺎﻡ ﺑﺮ ﺛﻼﺙ ﻟﻴﺎﻝ ﺗﺒﺎﻋﺎ ﺣﺘﻰ ﻗﺒﺾ
59 ﻗﺎﻟﺖ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ: ﻣﺎ ﺃﻛﻞ ﺁﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻛﻠﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺇﻻ ﺇﺣﺪﺍﻫﻤﺎ ﺗﻤﺮ
60 ﻗﺎﻟﺖ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ: ﺗﻮﻓﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻲ ﺷﻲﺀ ﻳﺄﻛﻠﻪ ﺫﻭ ﻛﺒﺪ، ﺇﻻ ﺷﻄﺮ ﺷﻌﻴﺮ ﻓﻲ ﺭﻑّ ﻟﻲ، ﻓﺄﻛﻠﺖ ﻣﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﻃﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﻓﻜﻠﺘﻪ ﻓﻔﻨﻲ
61 ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻧﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﻤﻈﻬﺮﻫﺎ ﻭﺯﻳﻨﺘﻬﺎ، ﻭﺗﺤﺮﺹ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﺤﺮﺹ ﺃﻻ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻳﺴﺮﻩ
62 ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ: (ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻲّ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺮﺃﻯ ﻓﻲ ﻳﺪﻱ ﻓﺘﺨﺎﺕ ﻣﻦ ﻭﺭﻕ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﻳﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﺻﻨﻌﺘﻬﻦ ﺃﺗﺰﻳﻦ ﻟﻚ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ...)
63 ﻣﻦ ﻧﺼﺎﺋﺢ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﻗﻮﻟﻬﺎ ﻹﺣﺪﺍﻫﻦ: (ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻚ ﺯﻭﺝ ﻓﺎﺳﺘﻄﻌﺖ ﺃﻥ ﺗﻨﺰﻋﻲ ﻣُﻘﻠﺘﻴﻚ ﻓﺘﻀﻌﻴﻬﻤﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻤﺎ ﻫﻤﺎ ﻓﺎﻓﻌﻠﻲ)
64 ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻷﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺇﻻ ﺛﻮﺏ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺩﺭﻉ ﺛﻤﻴﻦ ﻏﺎﻝ, ﺛﻤﻨﻪ ﺧﻤﺴﺔ ﺩﺭﺍﻫﻢ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺗﺴﺘﻌﺮﻧﻪ ﻣﻨﻬﺎ؛ ﻟﻴﻠﺒﺴﻨﻪ ﻋﺮﺍﺋﺴﻬﻦ ﻟﻴﻠﺔ ﺯﻓﺎﻓﻬﻦ.
65 ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻌﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺧﺎﺩﻡ، ﺛﻢَّ ﺍﺷﺘﺮﺕ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﺑَﺮﻳﺮﺓ ﻭﺃﻋﺘﻘﺘﻬﺎ، ﻭﺍﺷﺘﺮﻃﺖ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﻻﺅﻫﺎ ﻟﻬﺎ
66 ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻭﺗﻘﻀﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻨّﺒﻲ ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﺘﻄﺤﻦ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ، ﻭﺗﻄﺒﺦ، ﻭﺗﻘﺮﻱ ﺍﻟﻀﻴﻮﻑ، ﻭﺗﻔﺮﺵ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﺵ
67 ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻀﺮ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ، ﻭﺗﻐﺴﻞ ﺛﻴﺎﺑﻪ، ﻭﺗﻐﺴﻞ ﺳﻮﺍﻛﻪ، ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺑﺘﺮﺟﻴﻞ ﺷﻌﺮﻩ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻋﺘﻜﺎﻓﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭﻫﻲ ﺣﺎﺋﻀﺔ.
68 ﻟﻘﺮﺏ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻣﺤﺒﺘﻪ ﻟﻬﺎ، ﻛﺎﻥ ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻔﻀﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺄﺳﺮﺍﺭﻩ ﻓﺘﻜﺘﻤﻬﺎ.
69 ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ، ﻭﻫﻲ ﺩﻟﻴﻞ ﻣﺤﺒﺘﻬﺎ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ، ﺧﺎﺻﺔ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺯﻭﺟﺎﺕ ﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻭﻟﻢ ﺗﺨﺮﺝ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ.
70 ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻐﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻟﻤﺎ ﺳﺄﻟﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻮﻣﺎ: (ﺃﻏﺮﺕ؟ ﻗﺎﻟﺖ: ﻭﻣﺎ ﻟﻲ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻐﺎﺭ ﻣﺜﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻠﻚ)
71 ﻛﺎﻥ ﻟﻌﺎﺋﺸﺔ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻨّﺒﻲ ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ؛ ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻧّﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﺑﻨﺔ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼّﺪّﻳﻖ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﺣﺐ ﺯﻭﺟﺎﺗﻪ ﺇﻟﻴﻪ
72 ﻛﺎﻥ ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﺣﺒﻪ ﻟﻌﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ، ﻭﻻ ﻳﺨﻔﻴﻪ، ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﺳﺌﻞ: ﺃﻱ ﺍﻟﻨَّﺎﺱ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻴﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻋﺎﺋﺸﺔ.
73 ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻌﻠﻦ ﺣﺒﻪ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻷﻣﻨﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ: (ﻭﺃﺣﺒﻬﺎ ﺣﺒﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻈﺎﻫﺮ ﺑﻪ)
74 ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺣﺐ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻟﻌﺎﺋﺸﺔ ﻭﺧﻮﻓﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻣﺮﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺮﻗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻗﺎﻟﺖ: ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺄﻣﺮﻧﻲ ﺃﻥ ﺃﺳﺘﺮﻗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﻦ
75 ﻛﺎﻥ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻔﺴﺢ ﻷﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻟﻠﻌﺐ، ﻭﻟﻢ ﻳﺤﺮﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺘﻌﺔ، ﺑﻞ ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﺮﺡ ﺑﻠﻌﺒﻬﺎ، ﻭﻳﻀﺤﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﺮﻯ ﻧﻮﺍﺟﺬﻩ
76 ﻛﺎﻥ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻳﺤﺐ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﺒﻬﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻓﻬﺎ ﻫﻮ ﺫﺍ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﻟﺘﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﻭﻫﻢ ﻳﻠﻌﺒﻮﻥ
77 ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻌﺎﺋﺸﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻞ ﻭﻳﺸﺎﺭﻛﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻬﺎ, ﻓﺴﻤﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺴﻤﺎﻉ ﺍﻟﺪﻑ, ﻭﺳﺎﺑﻘﻬﺎ ﻓﺴﺒﻘﻬﺎ ﻭﺳﺒﻘﺘﻪ
78 ﻛﺎﻥ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻴﺴﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻻ ﻳﻤﻞ ﻣﻨﻪ، ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻡ ﺯﺭﻉ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ، ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻜﺖ ﻓﻴﻪ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺇﺣﺪﻯ ﻋﺸﺮﺓ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﻊ ﺃﺯﻭﺍﺟﻬﻦ
79 ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻳﺪﻧﻲ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻭﻳﺒﺴﻂ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻨﺎﻧﻪ ﻭﺭﺣﻤﺘﻪ ﻭﻳﺘﺮﺟﻢ ﻗﻮﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﻓﻌﻞ ﺗﺄﻧﺲ ﺑﻪ ﻓﻴﺘﺘﺒﻊ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﻃﻌﺎﻣﻬﺎ ﻭﺷﺮﺍﺑﻬﺎ ﻟﻴﺸﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﻭﻳﻠﻄﻒ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ
80 ﻛﺎﻥ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺘﻤﺴﻜﺎ ﺑﺤﺐ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺣﺘﻰ ﻓﺎﺭﻕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﻘﺪ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺃﻥ ﻳﻤﺮﺽ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻬﺎ، ﻭﺗﻮﻓﻲ ﺑﻴﻦ ﺳﺤﺮﻫﺎ ﻭﻧﺤﺮﻫﺎ، ﻭﺩﻓﻦ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ