نتحدﺙ ﻋﻦ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎﻏﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻛﻮَّﻧﻪ ، ﻭﺃﺑﺮﺯ ﻣﺎ ﻧﺘﻮﺟﻪ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻧﻌﻠﻢ ﻠﻢ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﺃﻧﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﺃﻧﻈﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺪﻧﺎً ﻭﺟﺴﻤﺎً ﻭﺑﻴﺘﺎً ﻭﻣﻠﺒﺴﺎً ﻭﻣﻜﺎﻧﺎً ، ﺑﻞ ﺇﻧﻪ ﺃﺩﺍﺭ ﺃﻣﺮ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﻛﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: {ﺗَﻨَﻈَّﻔُﻮﺍ ﺑِﻜُﻞِّ ﻣَﺎ ﺍﺳْﺘَﻄَﻌْﺘُﻢْ ﻓَﺈِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺑَﻨَﻰ ﺍﻹ‌ِﺳْﻼ‌ﻡَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﻈَﺎﻓَﺔِ ، ﻭَﻟَﻢْ ﻳَﺪْﺧُﻞِ ﺍﻟْﺠَﻨَّﺔَ ﺇِﻻ‌ ﻛُﻞُّ ﻧَﻈِﻴﻒٍ} {1}

ﻭﻛﺎﻥ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺍﻟﻮﻓﻮﺩ ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻛﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮﺕ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ: ﻛَﺎﻥَ ﺭَﺳُﻮﻝُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇِﺫَﺍ ﻧَﻈَﺮَ ﻓِﻲ ﺍﻟْﻤِﺮْﺁﺓِ ﻗَﺎﻝَ: {ﺍﻟﻠَّﻬُﻢَّ ﻛَﻤَﺎ ﺣَﺴَّﻨْﺖَ ﺧَﻠْﻘِﻲ ﻓَﺤَﺴِّﻦْ ﺧُﻠُﻘِﻲ} {2}

ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺟَﻤِﻴﻞٌ ﻳُﺤِﺐُّ ﺍﻟْﺠَﻤَﺎﻝَ} {3}

ﻓﻜﺎﻥ ﺷﻌﺎﺭﻩ ﺍﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﻧﻨﺘﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﺪَّﻋﻲ ﻣﺤﺒﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻬﺪﻳﻪ ﻭﻧﺮﻯ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﺬﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺃﺑﺪﺍﻧﻬﻢ ﻭﻗﺬﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﻣﻼ‌ﺑﺴﻬﻢ ﻭﻗﺬﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ﻭﻗﺬﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺣﺎﻻ‌ﺗﻬﻢ ، ﻟﺘﻌﻠﻢ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﺃﻥ ﻫﺆﻻ‌ﺀ ﻣُﺠﺎﻓﻴﻦ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ

ﺃﻗﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﻷ‌ﻧﻪ ﺍﻧﺘﺸﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺌﺎﺕ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﻘﺮﺑﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻫﺆﻻ‌ﺀ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﺠﺎﺫﻳﺐ ﻭﺃﻧﻬﻢ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﻟﻠﻪ ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻣُﺠﺎﺑﻮﺍ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻳُﻨﺎﻓﻲ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻫﺪﻳﻪ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﺤﺒﻪ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻛﻴﻦ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ

ﻓﻜﺎﻥ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﻜﻞ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺟﺴﺪﻩ ، ﻳﻬﺘﻢ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﻓﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﻣﻜﺤﻠﺔ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﻟﻠﺸﻔﺎﺀ ﻷ‌ﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻜﺘﺤﻞ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻡ ﻭﻷ‌ﻧﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻫﺎﺩﻳﺎً ﻣﻬﺪﻳﺎً ﻓﻘﺪ ﻋﻠَّﻤﻨﺎ ﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻣﺮ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭِﺗْﺮٌ ﻳُﺤِﺐُّ ﺍﻟْﻮِﺗْﺮَ} {4}

ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻤﺴﻚ ﺍﻟﻤﺮﻭﺩ ﻭﻳﻀﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻴُﻤﻨﻰ ﺛﻼ‌ﺙ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ ﺛﻼ‌ﺙ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺩﺃﺑﻪ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻜﺤﻠﺔ ﻻ‌ ﺗﻔﺎﺭﻗﻪ ﻓﻲ ﺳﻔﺮ ﻭﻻ‌ ﺣﻀﺮ ، ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ: {ﺧَﻤْﺲٌ ﻟَﻢْ ﻳَﻜُﻦْ ﺭَﺳُﻮﻝُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳَﺪَﻋُﻬُﻦَّ ﻓِﻲ ﺣَﻀَﺮٍ ﻭَﻻ‌ ﺳَﻔَﺮٍ: ﺍﻟْﻤِﺮْﺁﺓُ ﻭَﺍﻟْﻤِﻜْﺤَﻠَﺔُ ﻭَﺍﻟْﻤُﺸْﻂُ ﻭَﺍﻟْﻤِﺪْﺭَﻯ ﻭَﺍﻟﺴِّﻮَﺍﻙُ} ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ: {ﺳَﺒْﻊٌ ﻟَﻢْ ﻳَﻜُﻦْ ﺭَﺳُﻮﻝُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳَﺘْﺮُﻛُﻬُﻦَّ ﻓِﻲ ﺳَﻔَﺮٍ ﻭَﻻ‌ ﺣَﻀَﺮٍ: ﺍﻟْﻘَﺎﺭُﻭﺭَﺓُ ﻭَﺍﻟْﻤِﺸْﻂُ ﻭَﺍﻟْﻤِﺮْﺁﺓُ ﻭَﺍﻟْﻤَﻜْﺤَﻠَﺔُ ﻭَﺍﻟﺴِّﻮَﺍﻙُ ﻭَﺍﻟْﻤَﻘَﺼَّﺎﻥِ ﻭَﺍﻟْﻤِﺪْﺭَﻯ} {5}

ﻫﺬﻩ ﺍﻷ‌ﺷﻴﺎﺀ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻄﺤﺒﻬﺎ ﺩﻭﻣﺎً ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺭﺑﻲ ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﺎﺗﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺄﻣﺮ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺑﺎﻟﻜﺤﻞ ﻭﻳﻘﻮﻝ: {ﻋَﻠَﻴْﻜُﻢْ ﺑِﺎﻟْﺈِﺛْﻤِﺪِ، ﻓَﺈِﻧَّﻪُ ﻳَﺠْﻠُﻮ ﺍﻟْﺒَﺼَﺮَ ﻭَﻳُﻨْﺒِﺖُ ﺍﻟﺸَّﻌَﺮَ} {6}

ﻭﺍﻹ‌ﺛﻤﺪ ﻫﻮ ﺃﻋﻠﻰ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻜﺤﻞ ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺯﻣﺎﻧﻪ ، ﻭﻫﺬﻩ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺃﻓﺨﺮ ﺍﻷ‌ﺷﻴﺎﺀ ﻭﻻ‌ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻷ‌ﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻥ ، ﻭﻗﺪ ﻗَﺎﻝَ ﺃَﻳُّﻮﺏُ ﺍﻟﺴَّﺨْﺘِﻴَﺎﻧِﻲُّ: {ﺭ َﺁﻧِﻲ ﺃَﺑُﻮ ﻗِﻼ‌ﺑَﺔَ ﻭَﻗَﺪِ ﺍﺷْﺘَﺮَﻳْﺖُ ﺗَﻤْﺮًﺍ ﺭَﺩِﻳﺌًﺎ ، ﻓَﻘَﺎﻝَ: ﺃَﻣَﺎ ﻋَﻠِﻤْﺖَ ﺃَﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻗَﺪْ ﻧَﺰَﻉَ ﻣِﻦْ ﻛُﻞِّ ﺭَﺩِﻱﺀٍ ﺑَﺮَﻛَﺘَﻪُ} {7}
ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺭﺩﻱﺀ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺑﺮﻛﺔ

ﻓﺎﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﺮﺩﻱﺀ ﻳُﻤﺮﺽ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻭﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻳُﺼﺤﺢ ﺍﻟﺠﺴﻢ ، ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺠﻴﺪ ، ﻭﻟﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻳُﺮﺍﻋﻲ ﺍﻟﺠﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺭﺑﻲ ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﺎﺗﻪ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀﺎً ﺃﺫَﻛِّﺮ ﺑﻪ ﺇﺧﻮﺍﻧﻲ ﻷ‌ﻧﻬﻢ ﻳﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﻳﺘﺸﺪﻗﻮﻥ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻳﺴﺘﻨﻮﻥ ﺑﺴﻨﺔ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻳﻤﺴﻜﻮﻥ ﺑﺄﺭﺩﺉ ﺍﻷ‌ﺷﻴﺎﺀ ﻭﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻧﻬﺎ ﻭﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﺴُﻨَّﺔ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ

ﻣﺜﻼ‌ً ﻣﻦ ﺍﻟﺴُﻨَّﺔ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺴﻮﺍﻙ ، ﻭﺍﻟﺴﻮﺍﻙ ﻋﻮﺩ ﻣﻦ ﺷﺠﺮ ﺍﻷ‌ﺭﺍﻙ ﺃﻭﻣﻦ ﺃﻱ ﺷﺠﺮ ﺷﺒﻴﻪ ﺑﻪ ، ﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺴﻮﺍﻙ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ﻭﺗﻢ ﺗﺒﺨﻴﺮﻩ {ﺃﻯ ﺗﻌﻘﻴﻤﻪ ﺻﻨﺎﻋﻴﺎً} ، ﻭﺗﻢ ﺗﺴﻮﻳﺘﻪ ﻭﺗﻢ ﻭﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﻏﻼ‌ﻑ ، ﺃﻳﻬﻤﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﻫﺬﺍ ﺃﻡ ﺍﻟﺴﻮﺍﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺻﻴﻒ؟ ﻻ‌ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺃﺳﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﺠﻴﺪ ، ﻷ‌ﻥ ﻫﺬﺍ ﺳُﻨَّﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ

ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﺍﻷ‌ﺣﻮﺍﻝ ﻭﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﻌﻼ‌ﺟﺎﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻜﺤﻞ ﺃﻥ ﺃﺳﺘﺨﺪﻣﻪ ﻭﺃﺣﺮِّﻡ ﻣﺎ ﺳﻮﺍﻩ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﻳﻦ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﻦ ، ﺃﻧﺎ ﺃﺳﺘﺨﺪﻡ ﻣﺎ ﻳُﺴﺘﺤﺪﺙ ﻣﻦ ﺩﻭﺍﺀ ﻷ‌ﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺧﺒَّﺮ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺎﻝ: {ﺗَﺪَﺍﻭَﻭْﺍ ﻋِﺒَﺎﺩَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻓَﺈِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻟَﻢْ ﻳُﻨَﺰِّﻝْ ﺩَﺍﺀً ﺇِﻻ‌ ﺃَﻧْﺰَﻝَ ﻣَﻌَﻪُ ﺷِﻔَﺎﺀً} {8}

ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻵ‌ﺧﺮ: {ﻣَﺎ ﺧَﻠَﻖَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺩَﺍﺀً ﺇِﻻ‌ ﻭَﻗَﺪْ ﺧَﻠَﻖَ ﻟَﻪُ ﺩَﻭَﺍﺀً ، ﻋَﺮَﻓَﻪُ ﻣَﻦْ ﻋَﺮَﻓَﻪُ ، ﻭَﺟَﻬِﻠَﻪُ ﻣَﻦْ ﺟَﻬِﻠَﻪُ} {9}

ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺃﺩﻭﻳﺔ ﻋﺮﻓﻬﺎ ﺃﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻟﻠﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﻭﻟﺬﺍ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻷ‌ﺩﻭﻳﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻷ‌ﻥ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺃﻥ ﻧﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺳﻼ‌ﻣﺔ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﻷ‌ﻧﻬﻤﺎ ﻋﻀﻮ ﺭﺋﻴﺴﻲ ﻟﻺ‌ﻧﺴﺎﻥ ﺃﻛﺮﻣﻪ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ، ﺇﻣﺎ ﺑﺎﻟﻘﻄﺮﺍﺕ ﻭﺇﻣﺎ ﺑﺎﻟﻤﺮﺍﻫﻢ ﻭﺇﻣﺎ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻣﻨﻈﺎﺭ ﻟﻠﻤﺸﻲ ﺃﻭ ﻣﻨﻈﺎﺭ ﻟﻠﻘﺮﺍﺀﺓ ، ﺃﻭ ﻭﺍﺣﺪ ﻟﻠﻤﺸﻲ ﻭﺁﺧﺮ ﻟﻠﻘﺮﺍﺀﺓ ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺪﺩ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺞ

ﻭﺇﺫﺍ ﺟﺮﻯ ﻟﻠﻌﻴﻦ ﺃﻱ ﺃﻣﺮ ﻳﻌﻮﻕ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻠﻰَّ ﺃﻥ ﺃﺳﺎﺭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺞ ﻷ‌ﺟﻠﻮ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻷ‌ﻥ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺪﻳﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ

{1} ﺍﻟﺘﺪﻭﻳﻦ ﻟﻠﺮﺍﻓﻌﻲ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ {2} ﺍﻷ‌ﻧﻮﺍﺭ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻟﻠﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ {3} ﻣﺴﻨﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ {4} ﺳﻨﻦ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺃﺑﻲ ﺩﺍﻭﺩ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ {5} ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻟﻠﺨﻄﻴﺐ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ {6} ﺳﻨﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﻭﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ {7} ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼ‌ﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼ‌ﺀ {8} ﺳﻨﻦ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﻣﺴﻨﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﻋﻦ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺷﺮﻳﻚ {9} ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻋﻦ ﺃﺑي سعيد الخردي