.
.
آهـ من قلة الحيلة ..!.
.
أرخِ سطورك وانصتْ
بتُّ جاهزة هذه الليلة لحشوها بالهراء ..!.
.
... .
مشهدٌ عابر ..!.
: ياريت ربّي مَا خلقني
ومن حدر ثوب أُمّي خنقني
كَانتْ تُردده بصوتٍ مَبحوح
تَعثرتْ ألحانه بِـ بعض الدموع الوعرة
كان صوتها كافياً لـ صهر الحزن لـ ينساب بـ لين وخفة فوق خديّ المساء ..!.
: يُمّة كافي
قَالَها وَهو يُحاول أَن يُخرسَ الآهـ فِي صدرها لِيُنبتَ شَجناً جديداً
عَلَى مروج الأحزان الـ تَتمايل فَوق ملامحها
توقفتْ هي لـ يبدأ قلبي ..!.
.
.
فقد الأشياء .. يمنحها خاصّية الجمال والنُّدرة
تماماً كـ كلّ الأشياء والأوقات الّتي التهمها الرّحيل
تُلبسها الذّاكرة زيَّ الكمال _ رغم اكتظاظها بـ النُّقصان _ حتّى صيَّرها مُتخمةً بالنُّدرة مِن حيث لَمْ نَنتبه !
حتّى انتكاساتنا الفائتة باتتْ نجاحات باهرة نرويها بفخر لخيباتِ اليوم ورفاق اللحظة الفاشلة .!.
.
.
الحزن _ يا صاحبي _ صديق مخلص لا يأذن له وفاؤهـ بالتخلّي عنك جراء
نزوة فرح عابرة ..!.
.
.
لو كان بإمكاني أن أخنق ذاك الشّيء الـ يثرثر برأسي ما كنت لأتردد لحظة
لأهنأ بثرثرتي فوق صفحاتك دونما ضجيجه
سيكون أمراً مرهقاً جداً لشخصٍ يُتعبه الكلام أن يُجالس شخصاً ثرثراً طيلة عمرهـ
ولم يحدث أَن يأتي _ ذلك الثّرثار _ بجملة مفيدة ..!.
.
.
شيئان أكرههما جداً في أبجدية الصّوت .. الصُّراخ والعويل
لا أجد لهما مبرراً رُغم إني أتشهى ممارستهما أحياناً ..!.
أؤجل الكثير من الرّغبات كالصُّراخ بوجه ذلك الثّرثار والعويل حينما تلتهمني وحشة صمته
حتّى مجيء وقت مناسب لتفِ تلك الرّغبات بنذورها
ولكنّ كالعادة لا يجيء الوقت المناسب نكاية بي ونصرّة لأبي الذي يُخبرني دوماً
أَنَّ ورثتي سيحصدون الكثير من مشاريع الحياة المؤجلة ..!.
لا يهم .. ولكنّي بحقّ أُشفق عليهم من التوّرط بهكذا مشاريع تكشف لؤم الحياة ببشاعة
فلم يعد تحشرج كلّ الكلام عند عتبة الحنجرة
وإصابة كلّ الحبال الصّوتية بالشَّلل الإرادي أمراً عجيباً
يستفز رغبة الحزن بالحلول وإقامة فصل جديد
إنَّها يا صديقي ( مواسم البلادة ) ..!.
.
.
آهـ نسيتُ أُن أُخبرك
التظاهر يملك عمراً أيضاً يموت بمجرد انقضاء مدته
على الرّغم من تعافي التظاهر الذي أستخدمه إلا أنَّه يُصاب بالسّكتة أحياناً ويموت
في أوقات غير مناسبة جداً ..!.
أكره مزاحه الثّقيل في مواقيت حاجتي لجديته و سلوكه المسؤول
يتركني كـ بطارية خاوية , غير صالحة لتمرير الحياة إلى قلوبهم وجيوبهم
ولكنّي أستميت كـ كُلّ مرّة في إنعاش ذلك التظاهر الذي يُبعث من جديد بإطلالة دمعة رشيقة
تتراقص بحياء وإغواء على أهدابي
كـ عذراء وجلة أُبتليت بعشق ليس بوسعها التصريح به ولا طاقة لها على كتمانه ..!.
وحين تجّف , أعود لأُمرر لهم كلَّ الأشياء الفاخرة التي أحملها لهم ولا يُمكنني تذوقها ..!.
.
.
أمرٌ محزنٌ بحقّ أَنْ يستلذ كُلُّ من حولك بالأشياء الرائعة التي ينسبوها لك ولا تملكها
ووحدك تُبصر كلَّ هذا القُبح بلا عزاء وإن جاءَ كـ ضمادة مستعملة وأصغر من حجمه
لا تُخبرني بأَنه ليس مُجدياً
لا أحسبك زاهداً بالعمى لقليلٍ من الوقت يمتصُ فيه كلَّ الضوء الباعث للخيبة ..!.
.
.
مللتُ كوني متظاهرة بالقوة , كافية لإشباع هذا الحزن المفرط في جوعه
وبمقاسِ مناسب لكلّ نزواته , يُلازمني كـ ظّلي
بشعٌ جداً أن يلتصق بك شخصاً ذا رائحة كريهة يُعانقك كلّ حين
وتمتنع أدباً من حبس أنفاسك ولو قليلاً لحظة العناق كي لا تجرح فرحته بك
فـ تمتزج رائحته مع كلِّ أشيائك
حتّى ينفضّ النَّاس من حولك ..!.
.
.
عدْ لدرجكَ الآن أُريد أَن أنام ..!.
.
.