خالد شروف، المولود قبل 32 سنة في مدينة سيدني الأسترالية، دخل التاريخ الدموي قبل 10 أيام، كأول “داعشي” لبناني يظهر في فيديو وهو يذبح محكوماً بتهمة “التعاون مع المرتدين” في محافظة الرقة بالشمال السوري، حيث يقاتل ويقيم مع زوجته وأبنائه الثلاثة، وحيث نراه في الشريط يجهز عليه في العراء على مرأى من “دواعش” أحاطوا به متفرجين، وكوّمه كدجاجة مذبوحة.
الشريط تحدثت عنه وسائل إعلام أسترالية أمس، من دون أن تبثه، لأنها لم تحصل على نسخة منه، إنما على صور زودتها بها السلطات الأسترالية واستمدتها من الفيديو الذي وجدته “العربية.نت” موضوعاً بتاريخ أمس الثلاثاء في “يوتيوب” ومدته 37 ثانية فقط، لأنه مجتزأ من فيديو دعائي مدته 6 دقائق و47 ثانية، وبثه التنظيم “الداعشي” في 7 فبراير بعنوان “حصاد المرتدين”، وفيه يظهر شروف يذبح واحداً من 3 محكوم عليهم بالقتل، ممن تم نحر كل منهم على انفراد.
وشروف، الذي تمكن من تأسيس عائلة إرهابية بكل معنى الكلمة، هو من أثارت تقارير موسعة عنه الجدل الدولي، وأحدها بأوائل أغسطس الماضي، ونشرته “العربية.نت” بعنوان “الطفل الذي يساعد أباه الداعشي بحمل الرؤوس المقطوعة”، وكان عنه وعن ظهور أحد أبنائه الثلاثة في صور يحمل طفله بإحداها رأس رجل، إلا أن شروف لم يظهر وهو يقوم بالذبح إلا في الفيديو الجديد، وفيه نسمعه يذكر حيثيات وموجبات العقوبة على “المتعاون مع المرتدين” بعربية ركيكة.وكان صيت شروف الدموي ذاع في أستراليا وخارجها، منذ ظهر ابنه البالغ عمره 7 سنوات، مع الرأس المقطوعة في صورة افتخر بها الأب الذي كان ملاكماً في السابق بأستراليا، إلى درجة أنه كتب تحتها “هذا هو ابني” وأسرع ونشرها في حسابه التويتري، إلا أن القيّمين على “تويتر” أقفلوه فيما بعد، لكثرة ما وضع فيه صوراً، كان في معظمها يحمل رؤوساً مقطوعة أيضاً.
وشروف معروف بقلب “أبو مصعب الأسترالي”، وكان يقيم مع عائلته بضاحية من سيدني، فغادرها العام الماضي مع زوجته وأبنائه للقتال مع “داعش”، تاركاً وراءه حقيبة مكتظة بسوابق وتهم أسترالية متنوعة، منها التخطيط لأعمال إرهابية، وبسببها اعتقلوه في 2005 وزجوه بالسجن 4 سنوات.
وحين أطلقوا سراحه أبقوه في خانة المرصودين بالمراقبة الأمنية المشددة، وصادروا جوازه ومنعوه من السفر، إلا أنه تحايل وغادر بجواز سفر أحد أشقائه، ومن بعدها لحقت به زوجته حاملة معها أولادها الثلاثة، ولم يعد يظهر إلا بالرقة، فصدم ظهوره أستراليا ومسلميها، وذاع صيته كأحد أكثر الداعشيين دموية وإرهاباً.