نجاح أول تجربة لزراعة محصول الفراولة في البصرة
أعلنت شركة للخدمات الزراعية في البصرة، السبت، عن نجاح تجربة زراعة محصول الفراولة لأول مرة في المحافظة، وفيما أبدت مديرية الزراعة استعدادها لدعم الراغبين بتنفيذ مشاريع مشابهة، اعتبرت نقابة المهندسين الزراعيين التجربة خطوة باتجاه تنويع الإنتاج الزراعي في القاطع الصحراوي من البصرة.
وقال المدير التنفيذي لشركة الفارس للخدمات الزراعية جعفر شداد فارس في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الشركة نجحت لأول مرة في البصرة بإنتاج محصول الفراولة بواقع 275 كغم يومياً على اثر إنشاء 30 محمية زراعية لهذا الغرض داخل مختبر زراعي يقع في ناحية سفوان، نحو 60 كم غرب مدينة البصرة"، مبيناً أن "الشركة باشرت في الآونة الأخيرة برفد الأسواق المحلية في محافظات البصرة وذي قار وميسان بمحصول الفراولة".
ولفت فارس الى أن "التجربة لم تكن مغامرة تجارية وانما نفذت بعد أن قامت الشركة بإيفاد فريق من المهندسين الزراعيين الى تركيا وقبرص لإعداد دراسة بشأن إمكانية زراعة الفراولة في البصرة"، موضحاً أن "الدراسة أوصت بتنفيذ التجربة، وفي ضوئها تم التعاقد مع شركتين تركية ولبنانية على تجهيز شركتنا بأعداد كبيرة من الشتلات المستوردة".
وأضاف أن "الشتلات تم استيرادها من الولايات المتحدة وهولندا واسبانيا"، مضيفاً أن "شتلات الفراولة المستوردة من اسبانيا كان هي الأفضل من حيث وفرة الإنتاج وحجم الثمار وجودة المذاق".
بدوره، قال المهندس الزراعي في الشركة المنفذة للمشروع خالد عباد راشد في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الشركة كانت في الشهر الماضي تبيع الكيلو غرام الواحد من الفراولة بسعر 15 ألف دينار، لكنها اضطرت قبل أيام الى تخفيضه الى خمسة آلاف دينار لكي يكون مقارباً لأسعار الفراولة المستوردة من دول مجاورة".
من جانبه، اعتبر نقيب المهندسين الزراعيين في البصرة علاء البدران أن "زراعة الفراولة في البصرة تجربة فريدة من نوعها"، موضحاً أن "نجاح التجربة وتعميمها سيساعد على تنويع الإنتاج الزراعي في القاطع الصحراوي من المحافظة، والذي يعتمد على زراعة محصول الطماطم بالدرجة الأولى".
وبحسب محافظ البصرة خلف عبد الصمد، فإن "الحكومة المحلية تأكدت من نجاح تجربة زراعة الفراولة في المحافظة"، معتبراً في حديث لـ"السومرية نيوز" أن "هذا الإنجاز الزراعي بمثابة نقطة انطلاق لتطوير الواقع الزراعي في البصرة بجهد استثماري".
من جهته، قال مدير قسم الإعلام في مديرية زراعة البصرة إن "المديرية تعتزم تعميم تجربة زراعة الفراولة في القاطع الصحراوي من المحافظة من خلال دعم وتشجيع المزارعين على تنفيذ مشاريع من هذا النوع"، مضيفاً أن "المديرية تدرس إمكانية منح قروض زراعية للراغبين بزراعة الفراولة".
وبادرت في العام 2009 وكالة التنمية الدولية الاميركية عبر برنامج (إنماء) بدعم زراعة محصول الفراولة (التوت الأرضي) لأول مرة في العراق، وأكدت إدارة البرنامج في العام 2010 نجاح التجربة في محافظات ديالى والنجف وكربلاء وواسط.
يشار الى أن استهلاك الفراولة في العراق يعتبر منخفض نسبياً مقارنة بالفواكه والمحاصيل الأخرى كالبرتقال والرمان والتفاح والرقي (البطيخ الأحمر)، ومعظم الفراولة المستهلكة محلياً يتم استيرادها من سوريا والأردن وتركيا ومصر، والأخيرة تحتل المرتبة الأولى عالمياً في زراعة الفراولة، تليها ألمانيا ومن ثم إيطالياً وبعدها اليابان.
يذكر أن الخطة الإستراتيجية لتنمية البصرة التي شرعت بتطبيقها الحكومة المحلية بعد منتصف العام الماضي 2011 وتمتد لغاية عام 2015 تفيد بأن المحافظة تمتلك ما لايقل عن 800 ألف دونم من الأراضي الصالحة للزراعة، وتشكل هذه المساحة نحو 10% من إجمالي مساحة المحافظة، فيما يبلغ المستغل من تلك المساحة 500 ألف دونم.
وتؤكد الخطة التي ساهمت بإعدادها منظمة الأمم المتحدة أن أبرز التهديدات التي يواجهها القطاع الزراعي "زيادة ملوحة مياه شط العرب مع تزايد تهديد تقدم اللسان الملحي، ومنافسة المنتجات الزراعية المستوردة من دول الجوار، والتصحر وزحف الكثبان الرملية على الأراضي الزراعية، وشمولية قانون الحفاظ على الثروة الهيدروكاربونية في ظل كثرة المكامن النفطية".
وتتميز محافظة البصرة، نحو 590 كم جنوب بغداد، بتنوع الأنشطة الزراعية فيها، حيث يشتهر القاطع الصحراوي الذي يقع ضمن قضاء الزبير بزراعة محاصيل موسمية من أهمها الطماطم والخيار والبطيخ الأصفر والأحمر، كما كانت توجد في القضاء العديد من غابات أشجار الأثل التي اندثرت قبل سنوات من جراء الإهمال.
وفيما ينفرد قضاء الفاو المطل على الخليج بزراعة شجيرات الحناء توجد في المناطق الشمالية من المحافظة المئات من حقول القمح، اما في المناطق الجنوبية والشرقية فتكثر فيها بساتين النخيل التي يتركز وجودها بكثافة على جانبي شط العرب وقرب ضفاف الأنهار المتفرعة منه، بحيث توجد في البصرة حالياً نحو ثلاثة ملايين نخلة، إلا أن مشكلة تغلغل اللسان الملحي القادم من الخليج في مجرى شط العرب ضاعفت في السنوات الأخيرة من تدهور الواقع الزراعي في أقضية الفاو وأبي الخصيب (جنوباً)، وشط العرب (شرقا)، فيما لم تتأثر المزارع الواقعة في قضاء الزبير (غرباً) لوقوعها ضمن القاطع الصحراوي واعتمادها على المياه الجوفية.