في بدايات خمسينات القرن الماضي، عثر علماء الآثار على عدد من اللوحات الطينية التي تعود إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد في المدينة السورية القديمة أوغاريت. واحتوت هذه اللوحات على علامات مسمارية الشكل باللغة الحورية وتبين بعدئذٍ أنها أقدم مقطوعة موسيقية تم اكتشافها وهي نشيد عمره 3400 سنة.
وفي العام 1972، قامت آنا درافكورن كيلمر وهي بروفيسور في الحضارة الآشورية في جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة بترجمت العلامات إلى نوتات موسيقية. ومنذ نشر اللوحة السومرية والنظريات الموسيقية الموجودة عليها للمرة الأولى في ستينيات القرن الماضي، قام عدد من الباحثين بنشر إصدارات خاصة بهم حول العالم. وإذا كنتم تتساءلون ما هي أنغام أول أغنية في التاريخ، تجدون أدناه إصدار بتنسيق ميدي لهذا النشيد. ولكن تجدر الإشارة إلى أن لوحة المفاتيح ميدي لم تكن الآلة التي أدى عليها السومريون هذا النشيد، غير أن الهدف هنا هو معرفة طبيعة نغماتها.
وأصدر كليمر وكروكر اسطوانة أخرى أطلقا عليها اسم "أصوات من الصمت" وقاما في هذه الاسطوانة بالتكلم عن تاريخ موسيقى الشرق وارفقوا الأسطوانة بصور وترجمات عن اللوحات التي أخذت منها الموسيقى بعد اكتشافها. وقدما أيضاً نشيداً أطلقا عليه اسم "نشيد حوري من أوغاريت القديمة" وعزف على آلة القيثارة التي تشبه بشكل الكبير الآلة القديمة التي كانت تعزف عليها الأناشيد.