إيجابية تجميد الصدر لفصائل مقاتلة: لتدارك "عمى ألوان" القوى السنية
![]()
بغداد/المسلة: اعلن الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، الثلاثاء، تجميد مجموعات مسلحة تابعة له، منتقدا تنامي نفوذ فصائل مسلحة التي لجأت اليها السلطات لمساندة قواتها في المعارك ضد تنظيم داعش.
وغالبا ما يرتكب تنظيم داعش الإرهابي اعمال قتل واغتيال في حق أبناء السنة، بشكل خاص لغرض خلط الأوراق، وتأجيج الفتنة الطائفية، فيما يؤدى عمى الوان سياسي لدى بعض القوى السنية، الى اتهام فصائل من الحشد الشعبي باقتراف ذلك.
فقد حذر مجلس شيوخ صلاح الدين، امس الثلاثاء، من قيام تنظيم داعش بارتكاب مجزره بحق أبناء قبيلتي العبيد والمسارة كتلك التي سبقتها بحق ابناء قبائل الجبور والبو نمر والبو فهد.
الى ذلك، دعا الصدر الذي انسحب من الحياة السياسية في شباط/فبراير 2014، القوى السياسية الى "ضبط النفس"، بعد تعليق نواب سنة مشاركتهم في اعمال البرلمان على خلفية اغتيال زعيم عشائري سني على يد مسلحين يعتقد انهم ينتمون الى فصائل شيعية.
وتزعم الصدر لسنوات جيش المهدي الذي قاتل القوات الاميركية خلال تواجدها في العراق، وحل الصدر هذا الجيش في 2008.
واحدثت خطوة الصدر أصداء إيجابية بين العراقية، لأنها تفوت الفرصة على مروجي الفتنة الطائفية.
كما اعلن الصدر في حزيران، تشكيل "سرايا السلام" للدفاع عن المقدسات الشيعية ومساندة القوات العراقية، بعد ايام من هجوم تنظيم داعش وسيطرته على مساحات واسعة في شمال البلاد وغربها.
ونقل بيان لمكتب الصدر قوله "كإثبات لحسن النية لتآسي الآخرين بها، اعلن تجميد كلا من (لواء اليوم المعهود) و (سرايا السلام)، مع بقاء تجميد الجهات الاخرى الى اجل غير مسمى"، في اشارة الى جيش المهدي.
وشاركت سرايا السلام بشكل محدود في القتال، قبل ان يعلن الصدر سحبها من المعارك في تشرين الأول، احتجاجا على قيادة واشنطن تحالفا دوليا بدأ في آب بشن ضربات جوية ضد تنظيم داعش.
اما "لواء اليوم الموعود"، فهو تشكيل سري اشبه بعناصر من النخبة كانوا ضمن "جيش المهدي"، شكله الصدر في تشرين الثاني 2008، بعد اشهر من حله هذا الجيش في آب من العام نفسه.
وانتقد الصدر في بيانه تزايد نفوذ "الميليشيات الوقحة" في العراق، لا سيما في الاشهر الاخيرة.
وتابع "ألم أقل لكم بان الحقبة السابقة افاءت على العراق (تسببت) بازدياد نفوذ الميليشيات وشذاذ الآفاق وتسلطهم على رقاب الشعب المظلوم".
اضاف "الم اقل لكم بان هناك من يريد المساس بامن العراق واستقراره ويسعى لاضعاف الحكومة الجديدة برئاسة حيدر العبادي التي انهت الولاية الثالثة ؟".
وتأتي خطوة الصدر بعد ايام من مقتل الشيخ العشائري السني قاسم سويدان الجنابي ونجله وسبعة من مرافقيه، على يد مسلحين، مساء الجمعة الماضي في بغداد.
واثر تعليق نواب سنة مشاركتهم في اعمال البرلمان ردا على هذه العملية، حض الصدر في بيانه الجهات السياسية على "ضبط النفس وعدم الانسحاب من العملية السياسية التي بدأت تتكامل شيئا فشيئا".
ودعا رجل الدين الشيعي "كتلة الاحرار" البرلمانية التي تمثل التيار الصدري، الى "العمل على توحيد الصف السياسي وكتابة ميثاق سياسي مع باقي الكتل حتى لا تراق دماء في العراق، فيحقن الدم الشيعي والسني والمسيحي وغيرها على حد سواء".
المصدرمن هنا