لسانُ الصمت
تعددت اللغات والمعنى واحد ، وكثرُتْ الأساليب والطرُق والمعنى واحد
فللصمت لسان ناطق مُفوّهٌ بليغ يعجز احيانا عن مجاراته البُلغاء والفصحاء
فان تحرك بكلماته يشقُّ جدار نفسه منطلقة ٌ كلماته الى فضاء خارج عن
قوانين الفيزياء، لا يسمعه الاّ سكان الصمت ، نعم هو لسان بعض العشاق
حين يتجاذبون اطراف الحديث الصامت فتنطلق حروفهما كلٌّ للآخر فتصل
الكلمات لهما رغم وجود جدار بينهما صلب سميك رقيق شفاف ، يبدو هناك
مسامات في الجدار تنساب من خلالها الحروف حرفا حرفا بالوانها المختلفة
وانغامها المعرفة ،
مسامات لا تراها العين المجردة ، ولكن تراها عين المشاعر الجياشة
المتدفقة من قلب تشضّى شوقا للّقاء، اجل لتلك المشاعر عين ترى مالايراه
الناظرون (الاّ الله تعالى )وهي من بعده ولها اُذُنٌ تسمع تراتيل الكلمات
حين تطفو على زفير الحشا حاملة دموعها وابتساماتها وغاياتها التي
لا يدركها الاّ قلوب العشاق .
بقلم: ابن الفراتين