تسارعت وتيرة تطورات وتداعيات حادثة اغتيال الشيخ قاسم الجنابي وانعكاسها على الوضعين الامني والسياسي واحتمالات انفتاحها على مستقبل التوافق السياسي بين اطراف الحكومة والبرلمان.وفي التفاصيل؛ فاجأ زعيم التيار الصدري الشارع العراقي بتجميد اذرع تياره العسكري في محاولة لاحراج الاطراف الاخرى لاتخاذ خطوات مماثلة واظهار تياره بمظهر الحريص على السلم الاجتماعي ورفض تغول المليشيات المسلحة.زعيم التيار الصدري قرر تجميد سرايا السلام ولواء اليوم الموعود الجناحين العسكريين له في خطوة قال ليتسلم فيها الجيش العراقي مهام الأمور.ويأتي القرار بعيد مقتل زعيم قبلي سني واختطاف نائب عراقي قريب منه، في حادث علق على اثرها وزراء ونواب اتحاد القوى الوطنية وائتلاف الوطنية حضورهم إلى جلسات مجلسي الوزراء والنواب لأربعة أيام.وأثار الحادث مخاوف من اندلاع اعمال عنف طائفية بعد ان وجه السنة اصابع الاتهام الى "مليشيات" في إشارة إلى الفصائل الشيعية المسلحة بالوقوف وراء الحادث.وأقر الصدر بان العراق يعاني من المليشيات التي سماها بالوقحة. داعيا الى تسليم الجيش زمام الأمور للحفاظ على بأمن العراق واستقراره لوقف محاولات لاضعاف الحكومة الجديدة التي انهت الولاية الثالثة".ودعا الصدر الجهات السياسية الى ضبط النفس وعدم الانسحاب من العملية السياسية التي بدأت تتكامل شيئا فشيئا".وقال انا على اتم الاستعداد للتعاون مع الجهات المختصة للعمل على كشف المجرمين الذين قاموا بتلك الجريمة النكراء.وأضاف الصدر كإثبات حسن النية وكبداية لتأسي الاخرين بها. اعلن تجميد لواء اليوم الموعود وسرايا السلام مع بقاء تجميد الجهات الأخرى الى اجل غير مسمى.ووجه الصدر كتلة الاحرار التابعة لتياره "توحيد الصف السياسي وكتابة ميثاق مع باقي الكتل حتى لا تراق دماء في العراق.وفي موازاة الخطورة الصدرية ابلغت مصادر سياسية "العرب اليوم" ان القوى السنية لها رؤيتان بالتعاطي مع اغتيال الشيخ قاسم الجنابي الرؤية الاولى ترفع راية التشدد في مواجهة المليشيات وتشترط تعهدات من رئيس الحكومة حيدر العبادي بنزع سلاح المليشيات ومحاربتها علنا مقابل العودة للمشاركة في جلسات البرلمان، بينما يدعو الفريق الثاني إلى التهدئة والتعاطي مع مقتل سويدان على أنه حادث ينبغي التعامل معه بهدوء.وطبقا للمصادر عينها فان أسامة النجيفي وسليم الجبوري وصالح المطلك اتفقوا مع رئيس الحكومة حيدر العبادي على عشر نقاط على تهدئة الوضع وإنهاء التعليق مقابل إنهاء المظاهر المسلحة في بغداد كاملة والكشف السريع عن نتائج لجنة التحقيق بمقتل الجنابي. وأضافت ان "القادة السنة الذي انضم اليهم فيما بعد محمود المشهداني القيادي بالكتلة الوطنية بزعامة علاوي اجتمعوا بُعيد لقاء العبادي بأعضاء اتحاد القوى ليطلعوهم على نتائج الاجتماع.في الجهة المقابلة فان خلافات حادة داخل التحالف الشيعي بين قوى تؤيد تحجيم المليشيات وأخرى تعتبرها الدريئة التي تحمي الحكومة وتدافع عن المجتمع الشيعي.الاتجاه الأول يقوده رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي تعهد لشركائه السنة بحصر السلاح بيد الدولة وأن لا سلطة فوق سلطة القانون، أما الاتجاه الثاني فتقوده قوى موالية لإيران لاسيما المالكي وهادي العامري تتبنى فرضية ان الجيش العراقي غير مهيأ للدفاع عن العراق وغير قادر على دحر داعش، وبالتالي فان الفصائل المسلحة حسب تعبير قادة هذه القوى، هي الوحيدة القادرة على ردع الجماعات المتطرفة ومن دونها فإن المدن العراقية ستكون مستباحة من قبل داعش والقوى السنية المتطرفة.وعلمت "العرب اليوم" ان اتحاد القوى العراقية اقترحت على الرئاسات الثلاث/الجمهورية والبرلمان والوزراء/ تشريع قانون لتجريم المليشيات الى جانب الضغط باتجاه تشريع قانون الحرس الوطني وتسليح العشائر السنية في المناطق التي يوجد فيها عصابات "داعش"وأعلن تحالف القوى العراقية، تشكيل "لجنة تفاوضية" مكونة من بعض قياداته مهمتها التفاوض مع الحكومة للحفاظ على "المكون السني في العراق"، بينما أكد استمرار تعليق حضور نوابه لجلسات البرلمان.وكان ائتلافا الوطنية واتحاد القوى أعلنا، مقاطعة جلسات البرلمان إلى إشعار آخر احتجاجا على الاعتداء على أحد نوابها ومقتل عمه (أحد شيوخ عشيرة الجنابات) قاسم سويدان بهجوم مسلح، الجمعة، وحمّلوا رئيس مجلس الوزراء ووزيري الدفاع والداخلية مسؤولية "الانفلات الأمني وإطلاق أيدي القتلة"، وطالبوا العبادي بسحب "المليشيات" ومظاهر التسلح من العاصمة بغداد وحصر السلاح بيد الدولة، حذروا من انهيار العملية السياسية وفتح الباب لحرب طائفية.
من هنا