كوناكري (غينيا) ـ الأناضول: «المورينغا» أو «الشجرة الخالدة» كما يصطلح سكان غينيا كوناكري على تسميتها، تمتلك من المزايا والفوائد ما رفعها إلى مصاف «المعجزات»، فهي تشفي من العديد من الأمراض،
وتقضي على سوء التغذية وعلى البطالة أيضا. نبات استطاع أن يقدم نفسه كبديل شبه طبي واقتصادي للعديد من سكان البلاد ممن ثبت لديهم، بحكم التجربة، ما لهذه الشجرة من منافع جمة تغني عن الأدوية والعقاقير الكميائية، وفقا للباحث ومدير منظمة «الأرض الحية» غير الحكومية في غينيا «مودي أوري ديالو».
شعوب كثيرة حول العالم تستخدم «المورينغا»، غير أن منشأها الأول يظل الهند، وهي شجرة استوائية صغيرة الحجم، جذعها من الخشب اللين، وتتميز بمقاومتها للجفاف، وبتكيفها مع أية بيئة، حيث يمكنها أن تنمو في الأراضي الخصبة كما القاحلة. أما القيمة الغذائية لأوراقها فمشهود بها علميا، فهي تشكل غذاء متكاملا يمكن من مكافحة النقص الغذائي والتصدي للعديد من الأمراض الأخرى.
الرئيس الكوبي السابق، فيدل كاسترو، المعروف بولعه بزراعة «المورينغا» في حديقته الخاصة، تحدث في كتابه الصادر حديثا بعنوان «النظام الغذائي والوظائف الصحية» عن فضائل «الشجرة المعجزة» مؤكدا على ضرورة استخدامها في النظام الغذائي للسكان والماشية. ويعتقد كاسترو أيضا بأنه مدين لهذه الشجيرة الاستوائية بطول العمر (89 عاما).
وأوضح الباحث الخصائص العلمية لهذه الشجرة قائلا إن «أوراق المورينغا تحتوي على البوتاسيوم بكميات أكثر بثلاث مرات مما هو موجود في الموز المعروف بإحتوائه على كميات هامة من هذا العنصر الكميائي، وعلى الكالسيوم بنسبة تفوق بـ 4 مرات ماهو موجود في الحليب، وعلى الفيتامين (سي) بكميات تتجاوز بـ 7 مرات ما هو موجود في البرتقال، وعلى الفيتامين (أ) بأكثر من 4 مرات مما هو موجود في الجزر، وهذا ما يجعل من تركيبــة هذه النبتة فريدة من نوعها».
«الأوراق لوحدها» يتابع الباحث مستندا إلى دراسة علمية حديثة «تصلح لمعالجة أكثر من 300 مرض، فما بالك بلحائها وجذورها وسيقانها، هذا بالإضافة إلى بذورها التي تحتوي بدورها على العديد من المنافع»،
مشيرا إلى أن «المورينغا تقي من الأمراض الشائعة مثل ضغط الدم وغيرها من الأمراض ذات الصلة بالطفيليات مثل الأميبية والديدان الطفيلية، كما تقي من خطر الإصابة بالسرطان وتشفي من مرض فقر الدم».
ووفقا لتقرير صدر مؤخرا عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، فإن 60 ٪ من حالات الوفيات في صفوف النساء أثناء إجرائهن للعمليات القيصرية، ناجمة عن إصابتهن بفقر الدم من الحديد، كما أن «تجارب سريرية أجريت بالإشتراك بين منظمة الصحة العالمية و»الأرض الحية» الغينية، كشفت أن المورينغا تشكل الرد المناسب لمرض فقر الدم»
.
وإضافة إلى ما تقدم، فإن احتواء «المورينغا» على جميع أنواع الفيتامينات والأملاح المعدنية، يجعل منها مكملا غذائيا مثاليا ينصح بإدراجه ضمن برنامج مكافحة سوء التغذية، خصوصا وأنه يعد من المكملات المتاحة محليا في غينيا، بحسب «ديالو»، والذي يرى أن قيمة هذه الشجرة تتعدى الجانب الطبي، بما أنها تشكل، علاوة على ذلك، موردا اقتصاديا للمجتمع الغيني، يمكن للسكان استغلاله واستثماره في المستقبل.