العشْقُ السّامي
********
غنّتْ له لحنَ الصّبابة فانتشى
وعلى ندِيِّ المُعصرات لها مشى
صاغ الكواكب في الذُّرى تاجا لها
وبَنى لها صرحا مُنيفا في الحشى
رشَفَتْ رحيق الحب من شريانهِ
غَدَقا ...كما رضعت من الظبي الرّشا
وفشا عبيرُ الوجد في ألحاظِهِ
عبِقا كما عطرُ الرياحينِ فشا
فرَشَ الزمانَ لها ربيعا مُورِقا
ترعى خمائله كما شاءت وشاءْ
أجرى رُضاب العشق في أحضانها
مُزنا كما تروي الينابيع الأَشَاءْ*
وإذا تغشّتْها دياجيرُ الدُّجى
جعل النّجومَ الضاحكاتِ لها قِشاءْ*
نثر القوافي الصادحات بخدرها
تمشي بها الرّكبانُ فجرا وعِشاءْ
لكنّها إذْ أزهرتْ بهُيامِهِ
عبست لهُ وببُعدها الصّدُّ وَشى
نكثت نسيج الوجْد في حدقاته
لم يثْنها دمعٌ هَمَى حتى عَشَى
لَعَقَ النّصال وشمّ فيها ريحها
لمْ يبكِ هجرًا للشّرايين كَشا *
علِمَ السعادةَ في رضاها فانتشى
لم ينس يومٍاً فوق غيماتٍ مَشى
( علقمة اليماني )