أكد خبراء في شؤون النفط ان الارتفاع المفاجيء للأسعار يرجع للمخاوف الحقيقية من نقص الامدادات في المستقبل، مما يقدم دعما رئيسيا لصعود النفط نحو مستويات جديدة ، حيث تخظى برنت اليوم الثلاثاء 62 دولارا للبرميل ، وقد حذرت وكالة الطاقة الدولية من مخاطر بشأن الامدادات من الشرق الأوسط رغم أن بعض المحللين يقولون إن الأسعار ارتفعت كثيرا من أقل مستوى في ستة أعوام الذي سجلته في يناير.
وبحسب خبراء في شؤون النفط تحدثوا للعربية نت بأن تطورات الوضع المضطرب في ليبيا والعراق دعمت الأسعار ، حيث تراجع انتاج النفط الليبي الى 150 ألف برميل يوميا ، كما أن الأرقام حول فرص المخزون العائم ، في تراجع.
وزاد الخبراء بأن خفض عدد أبراج ومنصات الحفر اضافة الى سوء الطقس قد أثر سلبا في صادرات النفط العراقي والروسي ، كما أن موجة البرد القاسية التي مرت على أمريكا قد رفعت الطلب على وقود التدفئة.
وتوقع الخبير محمد الشطي في اتصال مع " العربية نت " ان تساهم هذه العوامل في تعزيز الصعود التدريجي للنفط رغم المخاوف التي اشارت اليها وكالة الطاقة، وقال " أنه بحسب توقعات مورغان ستانلي فان النصف الثاني من العام الجاري فان النفط سيدور حول فلك 65 دولارا ، مدعوما بتعافي أداء الاقتصاد في منطقة اليورو حيث ارتفع بمقدار 3.% خلال الربع الأول من العام ".
وقال الشطي " من الملاحظ أيضا من العوامل الايجابية هو تراجع انتاج العراق ليصل الى 3.04 مليون برميل يوميا في شهر يناير ، ويعتقد بأن العراق ينتج حاليا في أقصى طاقته الحالية .
ويرى الشطي بأن التصريحات الايجابية لوزراء النفط في أوبك حول تعافي الأسعار قد دعم الأسعار أيضا".
ويرى الخبراء بأن الدعوة الى زيادة الاستثمار في تأمين الامدادات الجديدة ، عبر البنية التحتية وتطوير شبكة النقل ستضيف دعما جديدا ، لمسيرة الأسعار ".
وعلى صعيد متصل نقلت " رويترز " عن فاتح بيرول كبير اقتصاديي وكالة الطاقة الدولية اليوم الثلاثاء "إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق ، وسوريا أصبح تحديا كبيرا للاستثمارات اللازمة للحيلولة دون نقص معروض النفط في العقود المقبلة".
وأضاف "الشهية للاستثمار في الشرق الأوسط شبه منعدمة بسبب الضبابية في المنطقة."
وجرى تداول عقود برنت تسليم ابريل مرتفعة 69 سنتا عند 62.09 دولار للبرميل بحلول الساعة وزادت عقود الخام الامريكي 48 سنتا إلى 53.26 دولار للبرميل. لكن محللين يقولون إنه ربما تكون هناك مبالغة في الزيادات الأخيرة لأسعار النفط.
وقال بنك ايه.ان. في مذكرة "السوق لديها شكوك متزايدة في هذا الاتجاه الصعودي." وقال بنك مورجان ستانلي أمس "ثمة اجماع في التوقعات لزيادات كبيرة في المخزونات ، وأن أسواق النفط ستواجه ضغوطا في 2015.