ما المغزى من استراتيجية داعش في إعدام الرهائن بحسب جنسيتهم
.
بعد إعدام رهائن بريطانيين ذبحاً أعلنت لندن النفير وأكدت مشاركتها القوية في الحفلة العالمية لقتال داعش توالت الدول المشاركة في ذلك الحفل، وكان آخرها الأردن، الذي بات ملكاً أكثر من الملكيين، بمعنى آخر بات من أقوى المشاركين في الحلف الدولي حتى أنه أصبح يزاود على الدول الغربية التي تقاتل داعش والسبب إحراق الطيار معاذ الكساسبة، الآن يُعاد السيناريو بعد إعدام /21/ قبطياً مصرياً، انتفضت القاهرة وباشرت بتنفيذ عمليات قصف المواقع التي تتبع للتنظيم في "ليبيا".
المشهد السابق يوحي بأن كل الرهان الذين يتم إعدامهم من قبل التنظيم الإرهابي، يتم اتخاذهم كذرائع لإشراك دول بعينها لم تكن منخرطة في التحالف الدولي ضد "داعش" من قبل، تم حرق الكساسبة فشارك الأردن بقوة في الحرب على داعش بعد أن كان يتعاون في ذلك على مضض، والآن مصر.
ما يعني بأن دولاً أخرى ستنضم إلى هذا التحالف في الفترة المقبلة، لكن بعد أن تتم عمليات إعدام لمواطنيها وهو سبب وجيه لإحراج الحكومات التي يُقتل مواطنوها على يد داعش، بحيث تصبح مجبرة لرد اعتبارها والثأر لمواطنيها.
هذه الاستراتيجية باتت مكشوفة وهي تثير الكثير من الشكوك ، فهل من المعقول أن يقوم التنظيم بحشد أعدائه وتأليبهم ضده من خلال قتل مواطنيهم؟ أليس في ذلك خدمةً لواشنطن الساعية لحشد ما أمكنها من دول العالم في حلفها ضد الإرهاب؟ الأمر الآخر الذي يمكن أن يُفهم من اختيار التنظيم كل مرة لجنسية الضحايا، هو إرسال رسالة لكل أنظمة وحكومات العالم، مفادها بأن التنظيم ليس مختصاً بالعراق وسوريا فقط، بل هو تهديد لكل الدول بدليل حرق طيار أردني وذبح 21 مصرياً وإعدام رهائن يابانيين وبريطانيين وأمريكيين، وعلى مايبدو فإن لائحة الضحايا ستطول لدى داعش لتشمل جنسيات أخرى.
المصدر