Saturday 24 March 2012
بغداد تجري تجربة لاستقبال وفود القمة وتحيط مقرها بجدران كونكريتية

بدأت السلطات العراقية اليوم بإحاطة جميع المنافذ المؤدية الى المنطقة الخضراء بوسط بغداد حيث ستعقد القمة العربية الخميس المقبل بجدران كونكريتية مرتفعة.
وقال مصدر امني عراقي ان رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي قد أصدر اوامره بإغلاق جسر الجمهورية وجميع المنافذ المؤدية إلى المنطقة الخضراء بالجدران الكونكريتية. واضاف أن "المالكي أوعز إلى القادة الأمنيين أن ينظموا قاطعاتهم لزيادة مستوى التنسيق والحيلولة دون وقوع الخروقات".. موضحا أن "المالكي شدد على ضرورة الحد من ظاهرة غياب عناصر الأجهزة الأمنية عن واجباتهم".
واليوم اجرت اللجان العراقية الامنية والبروتوكولية تجربة في مطار بغداد الدولي (25 كم غرب العاصمة) تجربة لاستقبال وفود القمة من هبوطهم من الطائرات الى وصولهم الى المنطقة الخضراء وسط العاصمة حيث سيعقد اجتماع القادة العرب.
وتشهد العاصمة العراقية حاليا اختناقات مرورية كبيرة بسبب اغلاق عدد كبير من الطرق في جانبي الكرخ والرصافة من بغداد كاجراء احترازي استعدادا للقمة العربية . ومازالت شوراع بغداد تعاني من الاختناقات المرورية حتى صار الوقت الذي يقطعه المواطن عند تنقله بالسيارة أضعاف ما يقطعه من وقت سيرا على الأقدام بسبب فوضى الازدحامات واغلاق الطرق بالشكل الذي حال دون وصول اغلب الموظفين الى دوائرهم وعامة المواطنين الى مراكز عملهم والطلبة الى مدارسهم منذ يوم الاثنين الماضي .
واليوم اكدت وزارة الداخلية العراقية سيطرتها على الوضع الامني وارغامها الارهابيين على القيام باعمالهم في دائرة واسعة مشددة على انها مستعدة كل الأستعداد لإستقبال الوفود المشاركة في القمة العربية وتوفير الحماية اللازمة لهم ولكافة الإعلاميين من المراسلين والصحفيين المتوافدين لتغطية المؤتمر.
واضافت الداخلية في بيان اليوم الجمعة تسلمته "إيلاف" انه في الوقت الذي يستعد فيه العراق لإستضافة القمة العربية هذا الإستحقاق السياسي الكبير بما يليق بأهمية العراق ومركزه الجيوسياسي في المنطقة تتسابق القوى الإرهابية لتأكيد حضورها الإعلامي من خلال القيام بأعمال هستيرية مستهدفة التأثير على أجواء إستقبال القمة بشكل أو بأخر عن فشلها وعدم تمكنها من الوصول الى مبتغاها ولتبديد أي سوء فهم تود وزارة الداخلية أن تعلن للأشقاء العرب وللمواطنين إن الخطط والإجراءات الأمنية المشددة أحبطت الجهد الأكبر للإرهابيين ودفعتهم للقيام بأعمالهم العدوانية في الدائرة الأوسع لبغداد وباقي المحافظات العراقية أملاً في تحقيق شيء من مخططهم المجهض من قبل قوات الأمن العراقية".
وكان رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي قد ترأس امس اجتماعا لكبار القادة الامنيين بحضور وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي حيث دعا السياسيين بعدم التدخل في عمل الاجهزة الامنية قائلا ان عمل الاجهزة الامنية يقوم على اسس وطنية والتعامل يكون بموجب الرتبة العسكرية .. وطالب الاجهزة الامنية ببذل الجهود والعمل على تهيئة الاجواء لانجاح القمة العربية المرتقبة .

اعمال القمة تتضمن 10 قضايا مهمة
ويأتي ذلك في وقت انتهت في مقر الجامعة العربية في القاهرة اجتماعات تحضيرية للقمة وقال قيس العزاوي ممثل العراق الدائم لدى الجامعة العربية إن المندوبين الدائمين لدى الجامعة انتهوا من وضع مشروع جدول أعمال القمة مبينا أن الجدول يتضمن 10 ملفات تتصدرها الأزمة السورية.
واضاف العزاوي في مؤتمر صحافي مشترك مع السفير احمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية في ختام الاجتماع المشترك للمندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية وكبار المسؤولين الخاص بإعداد مشروع جدول أعمال القمة إن "العراق يدعم المبادرة العربية لحل الأزمة السورية سلميا وفي إطار حوار وطني يؤدي إلى تشكيل حكومة وطنية جديدة وهو مستمر في هذا الاتجاه في حالة ترؤسه للقمة العربية".
وأضاف أن "العراق من أكثر الدول المتحمسة للحل العربي وساهمنا في بعثة المراقبة والدعم المادي لمهمتها، والآن الجامعة العربية ارتأت ضرورة إشراك مجلس الأمن والأمم المتحدة في قرار الوصول إلى تسوية للازمة السورية وأرسلت المبعوث الأممي العربي المشترك الخاص بسوريا كوفي عنان، ونحن بدورنا ندعم هذا المسار".
وتابع إن "سوريا دولة جارة لنا وبيننا حدود مشتركة ونأمل أن نصل إلى حل يحقق للشعب السوري الإصلاح والحرية وتحقيق كل مطالبه." وأوضح العزاوي أنه "تم الانتهاء اليوم من إعداد مشروع جدول الأعمال ومشاريع القرارات المقرر رفعها للوزاري العربي يوم الاربعاء المقبل برئاسة وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري".
واشار العزاوي الى أن "مشروع جدول الأعمال يتضمن 10 موضوعات رئيسة أهمها الأزمة السورية والقضية الفلسطينية وتقرير نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية حول العمل العربي المشترك والدراسة الخاصة بتطوير الجامعة العربية". وفي رده على سؤال بشأن مدى تأثير التفجيرات التي تشهدها العراق على انعقاد القمة قال العزاوي إن "المنطقة التي ستحتضن القمة مؤمنة كليا وان التفجيرات الأخيرة وقعت في دائرة أخرى وان المنطقة الخضراء والطريق الممتد من مطار بغداد مؤمّنة مائة بالمائة وحتى المناطق المحاذية لمكان انعقاد القمة، كما جرت تعزيزات أمنية واستعدادات من اجل إنجاح القمة".
وأضاف أن "العراق رغم ذلك يتلقى العديد من التطمينات بشأن حضور واسع من جانب القادة العرب." وفي اجابته على سؤال حول الدور الذي يمكن أن يلعبه العراق كرئيس للقمة بشأن الأزمة السورية التي يغيب تمثيلها تنفيذا لقرارات الجامعة، أكد العزاوي التزام بلاده بكافة قرارات الجامعة العربية في الشأن السوري.
من جانبه أوضح بن حلي أن "مشروع جدول أعمال القمة العربية يتضمن 10 بنود تتصدرها تطورات الأوضاع في سوريا.. واوضح أن "مشروع جدول أعمال القمة كما أقره وزراء الخارجية العرب في جلسة خاصة في اجتماعه الأخير يتضمن 10 بنود رئيسية هي تقرير الأمين العام حول العمل العربي المشترك وتطوير الجامعة العربية في ضوء التقرير التمهيدي الذي أعدته اللجنة المستقلة برئاسة الأخضر الإبراهيمي وزير الخارجية الجزائري الأسبق، والقضية الفلسطينية وتطورات الصراع العربي- الإسرائيلي ومستجداته.
ويتضمن هذا البند قضايا فرعية عدة هي: القضية الفلسطينية ومستجداتها، والوضع في الجولان العربي المحتل، والتضامن مع لبنان ودعمه، وتطورات الوضع في سوريا، وكذلك تطورات الوضع في اليمن والدور العربي في تعزيز استقراره، والوضع في الصومال، ومتطلبات إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل وعلى رأسها السلاح النووي، وبنود حول الإرهاب الدولي وسبل مكافحته، النظام الأساسي للانتقال إلى مرحلة البرلمان العربي الدائم، بالإضافة إلى الوثائق الخاصة بمشاريع القرارات المرفوعة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي، والبند الأخير حول مكان وموعد انعقاد الدورة العادية 24 للقمة العربية العام المقبل.
ايلاف