لم تكن في بغداد وسائط نقل سوى وسائط النقل البدائية التي تعتمد على عربات تجرها الحمير والبغال أو ما يسمى الكروان وهي غرفة مربعة الشكل مؤثثة من الداخل فيها حمالتان خشبيتان من الأمام والخلف يحملها شخصان بعدها استبدلا بالحمير وفي العام 1890 ظهرت في شوارع بغداد الضيقة عربات خشبية تجرها خيول تنقل الناس بين بغداد والكاظمية بعدها ظهر الباص الخشبي الذي قام أحد الصناع المهرة بصناعته وهو ذو طابقين تجرها الخيول وكان الناس يحشرون فيها حشراً استمر الأمر كذلك حتى دخول الانكليز العام 1914 فدخلت وسائط النقل مثل القطارات والسيارات وكان دخول أول باخرة تسير بقوة البخار إلى نهر دجلة العام 1860 بعدها ظهر الترامواي الذي تجره الخيول يسير على سكة حديد بين بغداد الكرخ والكاظمية. ظهرت أول سيارة في بغداد للسيد حمدي باشا بابان عضو المجلس البلدي في بغداد العام 1908 ومن ثم تسيير القطار بين بغداد وسامراء العام 1915 حيث اعلنت الإدارة البريطانية عن تحميل الأموال فبدأ العام 1919 تسيير قطارات الحمولات وقبول نقل الرزم والدراجات والدجاج والكلاب بقطارات تمر بين بغداد والكوت وبين بغداد وخانقين والحلة وفي العام 1920 بدأ تشغيل قطار بغداد البصرة. بعدها ظهر أعلان آخر العام 1918 طلبت فيه السلطة البريطانية سائقين لسياراتها:
- أتومبيلات: على أن يكون المتقدم عمره 18 سنة والمقبول يتقاضى راتباً قدره 40- 50 روبية شهرياً، وفي العام 1919 قررت الادارة البريطانية تسجيل السيارات والدراجات الميكانيكية كذلك صدر أمر مزاولة موضة البلام واشترطت في المتقدم أن يكون عمره 16 سنة وعليه ان يضع مصباحاً على البلم في الليل أما مصلحة نقل الركاب فقد تشكلت العام 1938 , غير ان الأمر لم يتم حتى العام 1940 بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية. إلا ان المصلحة اشترت بعض مخلفات الجيش البريطاني في العراق من اللوريات فركبت لها أبداناً خشبية واستعملت لنقل الركاب. وفي العام 1942 سيرت امانة العاصمة 21 باصاً خشبياً في شارع الرشيد. وأعطى هذا الشارع رقم 2 وكان الخط مقسماً إلى ثلاث مناطق الأولى من باب المعظم حتى سينما الحمراء في ساحة الأمين والثانية من الحمراء حتى سينما الزوراء الشعب حالياً. والثالثة من الزوراء حتى الباب الشرقي والاسعار كانت 14 فلساً لمقاعد الجلد و10 فلوس لمقاعد الخشب واستمر العمل بهذه الطريقة حتى العام 1946 , إذ تم عقد شراء باصات من نوع كومر إذ بلغ عددها في العام 1947 113 باصاً. وفي العام 1951 وصلت صفقة من الباصات مكونة من 100 باص ذات طابق واحد بعدها وصلت باصات ذات طابقين وفي العام 1953 الغي العمل في باصات كومر ففي العام 1956 وصلت مئة باص جديدة للمصلحة ما استدعى فتح مدرسة لتعليم السياقة حيث تخرج منها 25 سائقاً لهذه الحافلات. وفي العام 1959 تم فك ارتباط المصلحة من وزارة الداخلية وتحويلها إلى وزارة البلديات في الستينيات تم انتاج باصين حملا اسم بغداد وبعدها توالى دخول الباصات خاصة من جمهورية مصر العربية فعمل في شوارع بغداد 67 باصاً وفي العام 1969 صدر نظام مصلحة نقل الركاب في بغداد ثم دخول الايكاروس العام 1971 وبركش لايلند العام 1976. كان لمصلحة نقل الركاب قوانين صارمة في سير الباصات حسب الوقت المحدد. فهناك السائق والجابي الذي يرتدي ملابس مميزة ويحمل حقيبة فيها عدة قطع التذاكر وقرضها عند الاستعمال وكان لا يسمح بالوقوف أو رمي البطاقات في غير محلها.
سكة الحديد
وكانت الفكرة قد انبثقت العام 1931 من قبل الكابتن البريطاني فرنسيس رودن جني وذلك بمد سكة الحديد في وادي الرافدين حيث نفذ مشروعه العام 1856 إذ ألف وليام اندوير شركة حديد وادي الفرات وفتحتها الحكومـة العثمانية وفشلت عدد من المشاريع حتى جاء مشروع سكة حديد الاناضول الالمانية ما بين قونيا قيصري ديار بكر الموصل بغداد. ثم اعترضت روسيا فتحول المشروع إلى حلب نصيبين الموصل بغداد وافتتح القسم الاول من هذا المشروع العام 1914 بين قونيا وبلغري ومنها إلى أطنة والقسم الثالث ما بين بغداد وسامراء وهناك رأي ورد في كتاب دليل الجمهورية العراقية سنة 1960 ذكر أن معظم السكك الحديدية في العراق تم انشاؤها على يد الجيش البريطاني عند احتلاله للعراق خلال الحرب العالمية الاولى. وكانت احتياجات الجيش البريطاني قد استلزمت أول الأمر تحديد الخط من البصرة إلى الناصرية من جهة الفرات ومن البصرة إلى العمارة على امتداد نهر دجلة ولما تقدمت الحملة مد خط الفرات الى السماوة كما مــد خط بين الكوت وبغداد ومن بغداد إلى الحدود الايرانية في خانقين بعدها سلمت السكة الحديد من السلطات العسكرية إلى الإدارة المدنية العام 1920 فكانت ثمة شرانين احدها على امتداد نهر دجلة والآخر على امتداد نهر الفرات وقد جرى الغاء وتشييد عدد من الخطوط في الواحد حسب مقتضيات الاحداث وكان الجنرال هــاري سميث أول مدير العام للسكك الحديدية في العراق وبعــد ثورة 14 تموز 1958 وضع الحجر الأساس لتقوية وتعريض خط بغداد البصرة الحديدي من قبل الزعيم عبد الكريــم قاسم وتم اكمال الخط العريض العام 1963 وفي الثمانينيات تم انشاء خط بغداد الرمادي القائم. في العام 1936 أبرمت اتفاقية العراقية البريطانية المختصة بنقل ملكية السكك الحديدية من الإدارة البريطانية إلى الحكومة العراقية في العراق وهكذا برزت وسائط النقل بمختلف انواعها كما نراها اليوم.