بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
سلامــ من المولى يغتشي قلوبكم الطاهرهـ ~
إنّ الله جلّ جلاله واسع الرحمة والمغفرة، كما وصف ذاته المقدّسة في محكم كتابه الكريم: ﴿إِنَّ اللهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًَ﴾... النساء:43
ونحن عبيده التائهين في ظلمات الدنيا لسنا بغنى عن عفوه ومغفرته الواسعة، يقول أمير المؤمنين عليه السلام
في المناجاة -: "إلهي أفكّر في عفوك فتهون عليّ خطيئتي، ثم أذكر العظيم من أخذك فتعظم عليّ بليّتي"... أمالي الصدوق، ص 73
ولكن نحن عبيده المتجرِّئون على معصيته في حضرة قدسه، نرى خيره إلينا نازلاً وشرّنا إليه صاعداً، فهو يُقبل علينا بالعفو والمغفرة ، ونحن نعصيه بل نزداد عصياناً، وكأنّنا لا نعلم بأنّ المغفرة الإلهيّة تتنزّل على من اجتنب الذنوب والمعاصي ...
يقول أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام: "وكن لله مطيعاً، وبذكره آنساً، وتمثّل في حال تولّيك عنه إقباله عليك ، يدعوك إلى عفوه ، ويتغمّدك بفضله ، وأنت متولٍّ عنه إلى غيره!"... نهج البلاغة
فحقاً يا إلهيّ وسيّدي ومولاي.. أنت كما وصفك أمير البلاغة عليه السلام: "فإن عفوت فمن أولى منك بذلك؟ وإن عذّبت فمن أعدل منك في الحُكم؟"...
لذا دعونا نرفع أكفّنا ونتوجّه بقلب خاشع خائف مُنكسر مُتذلّل ، وبعين باكية راجية رحمة الله ومغفرته ، وبلسان صدق يُردِّد مناجاة أمير المؤمنين عليه السلام: "إلهي جودك بسط أملي، وعفوك أفضل من عملي...
إلهي إن أخذتني بجرمي أخذتك بعفوك ، وإن أخذتني بذنوبي أخذتك بمغفرتك...
فلا تجعلني ممّن صرفت عنه وجهك ، وحجبه سهوه عن عفوك ...
دمتم برضى من الرح ــــمن