مصر تدعو دول التحالف إلى مواجهة المتشددين في ليبيا
دعت مصر التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية داخل العراق وسوريا إلى مواجهة المتشددين في ليبيا، بعد يوم واحد من بث مقطع فيديو يظهر مقاتلي التنظيم وهم يذبحون 21 مصريا هناك.
وذكرت مصر وليبيا الاثنين أنهما شنتا غارات جوية على أهداف للدولة الإسلامية في ليبيا.
وقد أدان المؤتمر الوطني الليبي ما وصفه بـ"العدوان المصري" على ليبيا.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان "تجدد مصر مطالبتها لدول التحالف الدولي .. باتخاذ الإجراءات الكفيلة لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي وباقي التنظيمات الإرهابية المماثلة على الأراضي الليبية".
وكانت القيادة العامة للجيش المصري قد قالت في بيان إن "القوات المسلحة وجهت ضربة جوية ضد أهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا".
وجاء في البيان أن "القوات المسلحة قامت فجر اليوم الاثنين الموافق 16/2 بتوجيه ضربة جوية مركزة ضد معسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر تنظيم داعش الإرهابى بالأراضى الليبية".
وأكدت مصر على حقها الثابت في الدفاع الشرعي عن النفس وحماية مواطنيها في الخارج ضد أي تهديد وفقاً لنصوص ميثاق الأمم المتحدة التي تكفل للدول فرادى وجماعات حق الدفاع الشرعي عن النفس، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية.
أوضح البيان أنه إنطلاقا من هذا الأمر فقد نفذت مصر فجر اليوم ضربات جوية استهدفت مواقع ومراكز تخزين تابعة لتنظيم داعش الإرهابي فى مدينة درنة الليبية.
وقال البيان إن الوزارة تقوم حاليا باتصالات موسعة ومكثفة مع جميع دول العالم، واستدعت كافة السفراء الأجانب المعتمدين في القاهرة لإطلاعهم على تطورات الموقف بعد حادث أمس، مؤكدة الخطورة البالغة لاستشراء الإرهاب في العالم، وبصفة خاصة في منطقة الشرق الأوسط وتحديداً ليبيا.
وطالب بيان الخارجية المصرية بأن يتحمل المجتمع الدولي مسئولياته بالتحرك الفوري والفعال ضد التنظيمات الإرهابية التى تشترك فيما بينها فى تبنى الإيديولوجيات المتطرفة.
40 قتيلا على الأقل
وقال العميد الركن صقر الجروشي قائد القوات الجوية الليبية إن ما بين 40 و50 متشددا قتلوا في الضربات الجوية على أهداف الدولة الإسلامية بليبيا الاثنين.
وقال الجروشي للتلفزيون المصري "أعداد القتلى لا تقل عن 40 أو 50 قتيلا بالتأكيد".
وكان الجروشي قال في تصريحات سابقة أنه "تم قصف منازلهم وذخائرهم ومراكز التدريب التابعة لهم".
وكان الطيران الليبي قد أهدافا في سرت وبن جواد في وسط البلاد، بحسب ما قاله قائد سلاح الجو الليبي، التابع للحكومة الليبية المعترف بها دوليا.
ويوجد في الموقعين قوات موالية للحكومة الموازية التي تتخذ من طرابلس مقرا لها، والتي تقول الحكومة الليبية المعترف بها دوليا إنها مدعومة من إسلاميين متشددين.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن العميد الركن صقر الجروشي قائد سلاح الجو، إن الضربات التي وجهت إلى سرت وبن جواد، عملية ليبية منفردة.
وكان الجروشي قد صرح من قبل بأن قواته شاركت الطائرات الحربية المصرية في توجيه ضربات لمواقع تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية ثأرا لمقتل 21 شابا مصريا مسيحيا نشر التنظيم لقطات فيديو لذبحهم.
وأضاف أن العمليات مستمرة ضد أهداف التنظيم في ليبيا، وأن الهجمات التي تمت فجر الاثنين تركزت في درنة.
وقال "الطلعات ستتم مع مصر بالتنسيق. وستستمر ضربات أخرى في هذا اليوم وفي اليوم الباكر.
ولكن عمر حميدان المتحدث باسم المؤتمر الوطني الليبي العام أدان ما وصفه بالـ"العدوان المصري" على الأراضي الليبية، منددا بالغارات الجوية التي استهدفت تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال حميدان الذي يمثل برلمان حكومة طرابلس الموازية في تصريح لقناة الجزيرة "ندين بكل شدة العدوان المصري صباح اليوم على مدينة درنة ونعتبره اعتداء على السيادة الليبية".
دعوة للتدخل
ودعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في حديث هاتفي مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي الاثنين إلى عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في ليبيا واتخاذ إجراءات جديدة بعدما قصف الطيران المصري أهدافا لتنظيم الدولة الإسلامية هناك، بحسب ما ذكره مكتب هولاند في بيان.
وأضاف البيان أن الزعيمين "أكدا على أهمية انعقاد مجلس الأمن الدولي واتخاذ المجتمع الدولي إجراءات جديدة لمواجهة خطر" الدولة الإسلامية.
وأعرب الرئيس السيسي عن مواساته لأسر ضحايا الحادث الإرهابي، مؤكداً أنهم سيلقون كامل الاهتمام والرعاية من كافة أجهزة الدولة المعنية.
وجاءت تصريحات السيسي خلال زيارته إلى مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لتقديم العزاء في الضحايا.
وقالت الإمارات العربية إنها تقف إلى جانب مصر في حملتها على الإسلاميين المتشددين في ليبيا بعد قتل 21 مصريا هناك، ودعت إلى اجتثاث تنظيم الدولة الإسلامية من المنطقة.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام) أن رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بعث ببرقية تعزية إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قال فيها "إننا معكم وإلى جانبكم في كل ما تتخذونه من خطوات وإجراءات للقضاء على الإرهاب والمنظمات الإرهابية كافة".
وندد الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، بقتل المصريين واصفا إياه بأنه "عمل إرهابي وبربري وحشي، يرجع إلى العصر الحجري".
وأضاف أن لمصر الحق في الدفاع عن نفسها.
المصدر
http://www.bbc.co.uk/arabic/middleea..._us_led_allies