السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
اللهم صلي على محمد وآل محمد
في أحدى الليالي سمعتُ حوار يدور بين شخصين فأعجبني ذلك الحوار وأردتُ أن أدونهُ في سطور عبر قلمي الباكي وورقي المتعطش لتلك الدموع..
قبل بدء الحوار سقطت دمعةٌ على خدي فإذا بالحوار يبدأ بين دمعي وقلبي..
قال القلب بتعجب!!! مالكِ يا دموع تسقطين من العين وكأنك مطراً ينهمر!!
ردت عليه الدموع.. أولاً من أنت أيها المتكلم؟؟
قال: لم تعرفي من أنا!! عجباً لكِ أيتها الدموع..أنا ذلك المنكسر الحزين.. أنا الذي أحمل أسرار وهموم الناس..أنا القلب يا دمع..
قالت الدموع. إذن أنت حزين مثلي..
قال: ولكن لِما حزنكِ؟؟
قالت أولا تعلم!؟ إن حُزني على تلك المشاهد المروعة..
القلب..وما هي تلك المشاهد؟؟
الدموع.. مشاهد ومناظر الأجساد المقطعة والأشلاء المتناثرة والأطفال القتلى والجرحى..
فسألها القلب بصوت حزين أجساد من أشلاء من وأطفال من؟؟؟
قالت له تلك هي حال العراق الآن..
ولكن القلب بقى صامتاً لم يتكلم.. فبدأت التساؤلات لدى الدموع فبقيت هي الأخرى صامته.. ولكنها في حيرةٌ لأمر القلب. فلقد لمحتهُ في انكسار و انحناء..
قالت: يا قلب ما أصابك؟؟
قال: لقد أصبتني في نقطة الحزن..
قالت: وما هي؟؟
قال: لقد زدتي الفاجعة و المصيبة في داخلي..
سألته.. وما هي المصيبة؟
رد عليها.. إن كلماتكِ المعبرة عن تلك المناظر والمشاهد المروعة ذكرتني بمصيبة أبا عبد الله الحسين "عليه السلام".. حيث الأجساد والرؤوس المتناثرة على أرض كربلاء لا من أحدُ معين لهم ولا ناصر..
فقالت له الدموع: وما أعظم تلك المصيبة مصيبة الحسين"عليه السلام"..ولكنها استطردت قائله: إذن أنا و أنت متساوين يا قلب..
قال: بلى.. ومن حقكِ أن تجري على الخدين ومن حقي أنا أن أنزف الدم..
قالت: أي والله..
وانتهى ذلك الحوار بين القلب والدموع بالتساوي, حيث كُل منهم حزين على المصائب..
السلام عليك ياأبا عبدالله الحسين..