واقعية الحلم
ماان يلوح خيط الفجر من كل صباح ويُشك لسانُه
بالأندلاع علينا يزداد قلبي خفقانا وترنو
عيناي نحو الأفق الحالم سابحة بعالم لا
يعرفه الاّ من طاف به،متاملاً سطورها بكلماتها
وحروفها اذ اني لا أقرء السطور فحسب بل
ما وراءها وابحث بين جوانبها بأمعان
وتدقيق ، وبين زواياها وخفاياها ، فاجد
الدمعة والبسمة والأشواق والفراق والحنين
والأنين وأرى سراً معلناً ولكن بكل تحفظ
واناقة ورزانة ، والحظُ هناك بعيدا جدا
بين احدى زوايا كلماتها سراً مكشوفا
ولكن مُغلف بالكتمان والصمت المطبقين
ربّما خجلا وحياءا.
فكلماتها تحكي عقلا ذكيا ارجع عقارب
زمني حفنة من السنين اذ لم يتبقى الاّ
بقايا شوق راكدةٍ في كأس صبابتي
ويحكي أيضا قلبا شجيا ولسانا جليّا
واحساسا ارق من جناح الفراشة الهائمة
واحد من سيف الفرسان الشجعان .
كل تلك الصفات وعيني لم ترًَ بريق
عينيها منذ امدٍ بعيد ولم ترَ هي عينيًّ الذابلتين
اللتين اتعبهما القدر بخُطاه العمياء
بقلمي : ابن الفراتين
*************