لَعَقَ الدّجى خدَّ السّماءِ المكفهرّْ
وامتصّ جَوفُ الليلِ شاردةَ الأشعّةِ
وهي تودِعُ رعشةً صدرَ الشجرْ
دسّتْ طيورُ الأيك ناياتِ الهوى في ريشِها
لقَريرِها المكتومِ في زَغَبٍ هسيسٌ مقشعِرّْ
والزّيْزفونةُ لم تُرطِّبْ فيْئَها للعاشقينَ
وتكْتكاتِ الوجْدِ بينَ ضلوعِهم حتى السّحَرْ
والوردُ ضَمَّ برجفةٍ أكْمامَهُ في ثغْرِهِ
ظمآنَ للقطْرِالنّديِّ برمْشِ فَجْرٍ ينهمِرْ
وتنهّدتْ بالصّمتِ أنفاسي وسرّحتُ البصَرْ
فرأيتُ نجما طالما اسْترَقَ القوافي
كان يحملها الشعاعُ لخدْرِ بدري في خَفَرْ
ساءلتُهُ عن نهْدتي ..لِمَ لَمْ تُؤانسْ وحشتي
فَرَنا إليّ بأهةٍ مَوْكوسةٍ .. لم يُعْطني عنها خَبَرْ
ما كنتُ أعرفُ انّ كلّ الكونِ مثلي عاشقٌ
يَذْوي عليلا مثلَ سُهدٍ في الجفونِ ويصطبِرْ
ورشَقتُ أشواقي على قيثارتي في شاطئِ الأحلامْ
كيْما تُدغدغني خدودُ المدِّ إنْ بزغَ القمرْ
(علقمة اليماني )